الرئيس ابو مازن مدعو الى القاهرة، ليكون على رأس اجتماع الجامعة العربية يوم السبت المقبل، الذي ينعقد على مستوى وزراء الخارجية، للاتفاق على الترتيبات المتعلقة بالمؤتمر الدولي للسلام الذي ينعقد في باريس في الثالث من حزيران المقبل.
والمفارقة المؤلمة جدا، ان اسرائيل وحماس هما الطرفان الوحيدان اللذان اعلنا انهما ضد المبادرة الفرنسية التي ينعقد على اساسها مؤتمر السلام الجديد في باريس لفتح افاق السلام على اساس مرجعيات جديدة وهي قرارات الشرعية الدولية، وعلى اساس مواعيد محددة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي.
حماس واسرائيل اتفقتا من خلال الرؤى والرهانات الغبية على تغييب القضية الفلسطينية ما امكنهم الى ذلك الى ذلك سبيلا، وحماس عن طريق الانقسام الذي ما زالت تتشبث به بقوة وتستخدم من اجله كل الاوراق الهابطة وآخرها تصريحات محمود الزهار التي اثبتت انه يعاني من لوثة عقلية واخلاقية باعتدائه على ثوابت ورموز وحصانات وتراث القضية، بتهجمه على سيد الشهداء والمناضلين الرئيس ياسر عرفات رحمه الله، الامر الذي يتطلب من حماس ومن عائلته التقدم بطلب الحجر عليه، ولكن حماس تتمسك به باعتباره حبل الغسيل المناسب لتنشر عليه غسيلها الاكثر اتساخا، مع ان قيادة حماس جميعها تعرف حقيقة اضطرابه العقلي، والعديد من قياداتها عانت من هذا الاضطراب، ولكن بالنسبة لها هو الاداة الارخص التي تقوم بمثل هذه التفوهات الحمقاء.
واسرائيل دخلت الآن في المأزق، فمناوراتها لافشال المبادرة الفرنسية باءت بالفشل، والمؤتمر سيعقد بحضور أميركي وعالمي فاعل، ورهانات نتنياهو بان الواقع العربي والاضطراب الدولي سيعطيه وحلفاءه المحليين الفرصة ليفعل كل ما يريد من عربدة باء بفشل واضح، فقيادة نتنياهو السياسية على خلاف مع الجيش، ومجيء افيغدور ليبرمان الى وزارة الجيش ليست سهلة، والمأزق الاسرائيلي الآن في بداياته وله تطورات كبيرة.
حماس لها استراتيجية قائمة على الحاق الاذى بشعبها وقضيته، وهي جاهزة للعب كل الادوار المضرة بقضيتنا، ولا شيء آخر، ولكنها تعاني الآن من عزلة قاتلة ومن فشل ذريع، وارجو ان يسير القطار الفلسطيني متجاهلا خزعبلات حماس وادوارها السلبية التي تقوم بها عن عمد، لانها لم تكن فلسطينية في يوم من الايام، والاولويات الوطنية لا تعني لها شيئا على الاطلاق، وبالتالي فإن تجاهلها والتقليل من حجم اضرارها يجب ان يكون هو الاولوية وليس