حسن بكير

يصادف يوم الأرض في الثلاثين من شهر آذار من كل عام. ويعود هذا الإحياء الى العام 1976 حين انتفض الشعب الفلسطيني من الجليل الى النقب ضد الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية مصادرة الاحتلال آلاف الدونمات من الأراضي التي تعود ملكيتها للمزارعين الفلسطينيين، حيثُ ذهب ضحية هذه الانتفاضة ستة شهداء وآلاف الجرحى والمعتقلين.

وإحياءً لهذا اليوم الوطني، نظّمت المؤسسات الأهلية الفلسطينية في مخيم برج البراجنة مسيرة جابت المخيم، اليوم الثلاثاء 29\3\2016 رُفِع خلالها العلم الفلسطيني إكراماً للأرض الفلسطينية. وانتهت عند مقبرة شهداء المخيم.

وشارك في المسيرة ممثلو فصائل الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، واللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني، وكشافة وزهرات المؤسسات الفلسطينية، وعدد من وجهاء واهالي المخيم.

وألقت مسؤولة بيت أطفال الصمود في مخيم برج البراجنة زهر الهابط "أم زاهر" كلمة المؤسسات جاء فيها: "يحيي شعبنا الفلسطيني في الثلاثين من آذار في كل عام، يوم الارض، يوم روت الدماء الزكية ارض الوطن في العام 1976، فكانت الانتفاضة الوطنية العارمة التي فجّرت على شكل اضراب شامل ومظاهرات شعبية في جميع القرى والمدن والتجمُّعات في فلسطين المحتلة العام 1948 في قرى سخنين وعرابة وكفر حنا اثر تعرّض شعبنا وبشكل متواصل الى سلسلة من قوانين الاحتلال وسياسات التمييز العنصري على رأسها الافقار والتجهل والقمع والارهاب، فما زاد شعبنا الا تمسكاً بقراره في الدفاع عن الارض، ولأن الارض هي الوطن، والصراع مع الصهيونية ابتدأ بغزو هذا الوطن ولن ينتهي الا باسترجاع الارض كل الارض والوطن كل الوطن وهذا يتطلّب ايماناً راسخاً وعزماً قوياً وارادة صادقة ونهجاً مقاوماً وقيادة موحّدة على استراتيجية وطنية واضحة خالصة ومخلصة لشعبنا الفلسطيني التي تتعرض قضيته اليوم الى التهميش والتراجع والسياسات الدولية سياسياً وانسانياً بفعل الازمات التي ارادوها في الوطن العربي والتي فرقت وقسّمت المدن والقرى ونهبت مقدراتها وخيراتها واوجدت حالة من الفوضى والقتل والتهجير ودمرت مقومات المجتمع العربي وادخلت المنطقة في صراع سياسي وديني لن ينتهي".

وأضافت "السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل تعيش الامة الاسلامية والعربية اليوم ازمة غياب الفكرة المركزية ام غياب الفهم الصحيح لله، لذلك فإن القضية الفلسطينية يجب ان تبقى حية وحاضرة في عقول ونفوس كل الاحرار في العالم وما انتفاضة القدس المشتعلة الا نموذج مشرف لنضال وتضحيات الشعب الفلسطيني، ورد على ممارسات العدو الصهيوني في هدم المنازل وحرق الاشجار وبناء المزيد من المستوطنات وتهويد القدس، وقد سجّل صمود الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات والتغلب على المصاعب والحرمان ومعاناة البعد اسطورة في التحمل والصبر والايمان بالعودة الى الارض المجبولة بدماء الشهداء والمعطرة برائحة الجنة".

وتابعت "علينا مسؤولية كبيرة نحن في المؤسسات واللجان الشعبية وفصائل الثورة في قيادة شعبنا وتربية اطفالنا على تعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية والتراث الفلسطيني وألا نضعف او نحبط في هذا الزمن السيء، لأن فلسطين تستحق منا ومن شعبها وقياداتها توحيد الجهود واتخاذ الشهداء والاسرى والجرحى قدوة لنا، بهم نرتقي الى العلا الى حيث تتلون السماء بالوان العلم الفلسطيني مزهراً، مسؤولياتنا أيضاً الدفاع ومواجهة القرارات المجحفة بحق شعبنا في التخلي عنه من قبل وكالة الامم المتحدة من حيث اهم مقومات العيش والاستمرارية الا وهما التعليم والطبابة وكذلك المطالبة الدائمة للحقوق المدنية لشعبنا الفلسطيني من قبل السلطات اللبنانية التي تعاملت مع الملف الفلسطيني طوال فترة اللجوء في المنظور الامني وتجاهلت ولم تتحمل مسؤولية مباشرة على المستوى الاجتماعي والحياتي وفرضت عليه مبدأ المعاملة بالمثل رغم التزام لبنان باتفاقيات عديدة عربية ودولية تؤكد احترام حقوق الانسان.

نحن نطالب الدولة اللبنانية بتفعيل وتعديل قانون 128 قانون الضمان الاجتماعي و 129 قانون العمل لجعلهما قابلين للتنفيذ فإعطاء الحقوق لا يعني تخلي شعبنا عن هويته وحق العودة، والظلم الذي لحق بشعبنا الفلسطيني لن يدوم".

وفي نهاية كلمتها وجّهت ام زاهر التحية للهبّة الشعبية الباسلة وللشعب الفلسطيني وللشهداء والأسرى، متمنية الشفاء العاجل للجرحى.