ما يرشح من معلومات سواء من مصادر اسرائيلية او حمساوية يؤكد ان ما جرى في الدوحة بين حماس وفتح كان مجرد تضييع وقت من جانب حركة حماس لأنها كانت في الجانب الآخر منغمسة في مفاوضات مباشرة وعن طريق تركيا مع اسرائيل فقد رفض نتنياهو ان يمنح تركيا ورقة الغاز البحري اي ان تكون تركيا منفذ التصدير لاوروبا وباع الصفقة لليونان وهنا ركزت تركيا على غزة بدل الغاز واعترف السيد اسماعيل هنية بان اسرائيل لن تشن اي عدوان على غزة منذ الآن وتحدث عن مفاوضات الميناء العائم وعن اعادة اعمار غزة بمعنى آخر كان الحوار حول المصالحة في الدوحة مجرد دوخة ليس الا، لأن حماس كانت لا تبحث عن مصالحة في الدوحة على ما يبدو بل عن انقاذ الانقسام بمفاوضات مع اسرائيل عن طريق تركيا. فما دامت حماس مستعدة للتفاهم مع اسرائيل الى هذه الدرجة فلماذا لا تتفاهم مع السلطة الوطنية ؟وما دامت تتعهد بالحفاظ على التهدئة مع اسرائيل وتمنع اي خدش على الحدود فلماذا لا تتقدم قيد انملة بهدف تصفية الاجواء مع الشقيقة الكبرى مصر؟

لا اظن ان تركيا التي خسرت بالكامل حرب سوريا ستستطيع ان تعوض ذلك بتحالفها مع اسرائيل فمثلما تكافح تركيا لمنع اكراد تركيا او سوريا من الانفصال، عليها ان تدعم كفاح شعبنا لمنع تكريس الانفصال وليس رعايته ودعمه لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل وهي اكبر هدية لليمين الاسرائيلي الحاكم الذي يسعى لدفن حل الدولتين ولكنه يحافظ على دولة الانقسام في غزة كبديل عن الدولة الفلسطينة.

لن تنقذ اسرائيل الانقسام الا بهدف ادامته لتدمير قضيتنا ولن يسلم شعبنا لأنه يخوض حروب عقود طويلة حتى يتجزأ ويتخلى عن هويته الوطنية ففي النهاية تكون الكلمة للشعب مهما كانت العراقيل والمؤامرات.