في مقابلة عبر الإنترنت على قناة “فلسطيننا” الفضائية، قدم المحلل السياسي وعضو المجلس الوطني الفلسطيني وعضو الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الدكتور شفيق التلولي، رؤيته حول التطورات الإقليمية وأهداف الاحتلال في المنطقة، مؤكدًا أن زيارة سيادة الرئيس محمود عباس إلى القاهرة للقاء نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تأتي في “لحظة مفصلية”، نظرًا للدور الحيوي لمصر في مساعي وقف العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
وأوضح التلولي أن هذه الزيارة تحمل “دلالات مهمة” في سياق التشاور العربي المشترك، خاصة مع تصاعد العدوان على غزة وامتداده إلى لبنان، مؤكدًا أن فلسطين تتطلع إلى دعم الأمة العربية، التي اعتبرها “الظهير الحقيقي” للقضية الفلسطينية، كما أشار إلى مساعي مصر لإحراز تهدئة في غزة عبر تقريب وجهات النظر بين الأطراف الفلسطينية.
وتطرق التلولي إلى المخططات الإسرائيلية في قطاع غزة، موضحًا أن الاحتلال يسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر “عزل شمال غزة وإقامة منطقة عازلة”، وتحقيق مشروعات سياسية واقتصادية تخدم أهدافه، ومنها الاستيلاء على موارد الغاز في بحر غزة، وأضاف أن هذه الحرب هي بالنسبة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو “ورقة رابحة لبقائه في السلطة، ومحاولة لتصفية القضية الفلسطينية”، مؤكداً أن نتنياهو يسعى لتوسيع هذا النهج العدواني ليشمل الضفة الغربية والقدس.
كما تناول التلولي تصاعد الدعوات الإسرائيلية لاستيطان شمال غزة، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تأتي في سياق “محاولة إرضاء اليمين الإسرائيلي المتشدد”، وأن الهدف الرئيسي هو فصل قطاع غزة عن الجغرافيا الوطنية الفلسطينية.
وفي حديثه عن قرار الكنيست الصهيوني بحظر أنشطة الأونروا، قال التلولي: “هذا القرار يعكس رغبة الاحتلال في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين”، مشيرًا إلى أن الأونروا تمثل رمزًا لحق العودة ومصدر دعم حيوي لآلاف الفلسطينيين، وأن إغلاقها سيؤدي إلى كارثة إنسانية.
واختتم التلولي بتأكيده على أن استمرار الاحتلال في تجاهل القوانين الدولية وضربه عرض الحائط بحقوق الفلسطينيين يشكل تحديًا صارخًا للمجتمع الدولي، مشدّدًا على ضرورة أن ينتصر العالم لقيم العدالة وحقوق الإنسان.