في مداخلة عبر الهاتف على قناة “فلسطيننا” الفضائية مع الإعلامية مريم سليمان، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي المتخصص في قضايا الصراع الدكتور محمود خلوف عن التطورات الأخيرة على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، وفي بداية المداخلة، أكد الدكتور خلوف أن المناورات التي تقوم بها دولة الاحتلال على الجبهة اللبنانية، وعدم وصول المبعوث الأمريكي إلى لبنان بعد زيارته لتل أبيب، هي "رسائل طمأنة موجهة للناخب الأمريكي" في ظل اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، معتبرًا أن هذا التحرك لا يحمل أية جديّة للتوصل إلى تسوية، بل هو محاولة لإدارة الأزمة دون حلول فعلية.
وحول موقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من المفاوضات، قال خلوف: "نتنياهو لا يمكن أن يقدم على أي خطوة قد تصب في صالح الديمقراطيين أو الرئيس بايدن، بل يعتبر أن الحليف الأفضل للاحتلال هو دونالد ترامب"، وأضاف أن "أية تسوية أو اتفاق في هذا الوقت ستعتبر دعمًا للديمقراطيين، مما يجعل الحديث عن صفقة أمرًا غير ممكن".
أما عن سياسات الاحتلال تجاه قطاع غزة، أوضح الدكتور خلوف أن "استراتيجية الاحتلال تستهدف السيطرة المباشرة على نحو عشرين بالمئة من مساحة قطاع غزة، وخاصة مناطق الشمال والشريط الحدودي القريب من مصر"، مؤكدًا أن هذه الاستراتيجية تحظى "بدعم جميع القوى السياسية الصهيونية"، مع وجود معارضة طفيفة من بعض القوى اليسارية والفلسطينية في الكنيست، لكنها "لا تشكل ضغطًا حقيقيًا".
وتناول الدكتور خلوف أيضًا الدور الأمريكي في دعم الاحتلال، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تنظر للاحتلال كـ"عامل فوضى وعدم استقرار في المنطقة"، وأن الدعم الأمريكي يتجاوز ما هو معلن، معتبرًا أن "واشنطن باتت تتبع سياسات نتنياهو العدوانية"، سواء عبر دعم العدوان على لبنان أو الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تشمل دولًا أخرى مثل اليمن وإيران والعراق، حيث قال: "أرسلت واشنطن رسائل تحذيرية للعراق بأنها ستضرب مواقع داخل العراق بذريعة الطائرات المسيّرة".
وفي السياق نفسه، اعتبر الدكتور خلوف أن "وعود ترامب الانتخابية بإنهاء الحرب وتحقيق السلام في الشرق الأوسط ما هي إلا وعود لكسب الأصوات"، لافتًا إلى أن الناخب الأمريكي بدأ يشعر بالقلق من التورط في حروب خارجية لدعم أمن دولة الاحتلال، مشيرًا إلى أن "الدعم المادي المقدّر بسبعة عشر مليارًا وتسعمئة مليون دولار لا يلقى استحسانًا لدى الشارع الأمريكي".
واختتم خلوف حديثه برسالة للأشقاء العرب، قائلًا: "نحن بحاجة إلى التكاتف والتعاضد، لنتجنب أي تدخلات خارجية في شؤوننا الداخلية، فالوحدة العربية ضرورة في ظل هذا المشهد المأساوي"، داعيًا المجتمع الدولي للانتصار للإنسانية والوقوف بوجه الإبادة الجماعية التي يواجهها أبناء شعبنا في فلسطين ولبنان.