نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، يبدو في حكومته الرابعة مثقل بالأكاذيب أكثر من اي وقت مضى، صحيح انه ينتمي الى مدرسة صهيونية كانت من البداية تعترف بانها حركة استيطانية من الطراز الأول، وانها زرعت في منطقة لن تقبلها بسهولة، ولكن تلك المدرسة الصهيونية بزعامة جبوتنسكي كانت ترى ان فرض الأمر الواقع بالقوة سيجبر الفلسطينين على التسليم بوجود هذا الاحتلال الصهيوني بكل مفرداته من قهر واذلال واعدامات ميدانية واستيلاء على الارض والممتلكات وسجن اداري لا مثيل له في العالم وتقسيم الشعب الفلسطيني الى اوضاع قانونية مختلفة عن بعضها مثلما يحدث في قطاع غزة والضفة والقدس وداخل الخط الأخضر.
ولكن الحقيقة انن الشعب الفلسطيني رغم معاناته الشديدة والبالغة الصعوبة داخل فلسطين التاريخية وفي المنافي القريبة والبعيدة استطاع ان يثبت وجوده كطرف رئيسي في هذا الصراع التاريخي، وأن يتعامل مع قضيته بعقلية منفتحة تجعله يتقدم بالنقاط وبالاستجابة المرنة للمعطيات وبتكثيف حضوره على كل صعيد في العالم.
واليوم فإن الشعب الفلسطيني الذي تجاوز اثنى عشر مليونا هو يعبر عن الحضور الحي تحت عنوان وحدة القضية ووحدة الشعب، واستطاع ان يفجر هذه الهبة الجماهيرية الصاعدة فيي شهرها الخامس بأجيال جديدة تتغذى في هبتها من تفاصيل الواقع، فهذه الاجيال جميعها ولدت في ظل الإحتلال، وهي شديدة التعامل مع التفاصيل اليومية ومن خلال هذه التفاصيل فهي اكثر قدرة على التعامل مع واقع الإحتلال الإسرائيلي، وهي تدرك ان الإحتلال لا يمكن ان ينتج نفسه إلا بهذه الطريقة البشعة الخارجة عن كل قانون دولي أو انساني وعن كل معايير سماوية او موضوعية، وهذه الهبة تتعرض اليوم من قبل اسرائيل الى حملة تضليل واسعة، والى حملة اكاذيب شعواء، وكانت الكذبة الأولى التي اطلقها نتنياهو واقنع بها حلفائه فيي الحكومة ان الأحداث الجارية في المنطقة لا تعطي للفلسطينين شيئا وليس امام الفلسطينين سوى السكوت، فانطلقت هذه الهبة وما تزال مستمرة لتثبت ان هذا الرهان الصهيوني الاسرائيلي ليس سوى رهان كاذب، ولذلك نرى الاعلام والصحافة الصهيونية تصف الاجيال الفلسطينية الجديدة المنخرطة في هذه الهبة بانها جيل ضائع، مع انهم اصبحوا هم الهاجس اليومي للدولة الإسرائيلية وان كل الوسائل المفرطة بالارهاب واللاشرعية من قبل اسرائيل فشلت في اخماد ذاكرتهم الحية ونارهم المتجددة.
نداؤنا الى الفصائل الفلسطينية بأن لا تتساوق باي شكل من الأشكال مع الطروحات الإسرائيلية المخادعة وأن تظل هذه الهبة التي جاءت بالجميع بدون خلافاتهم التقليدية هي على رأس أولوياتنا الوطنية وان لا نشوش على هبة الأجيال الفلسطينية الجديدة باي موضوع ثانوي مهما كان هذا الموضوع مغريااو مثيرا من الناحية الإعلامية وان يضل التركيز على هبة الاجيال الفلسطينية قويا وفي اولويات وعينا الوطني ووحدة قضيتنا الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها