هذا السباق المحموم مع الزمن الذي تمارسه إسرائيل يوميا عبر الاستيطان ونهب ممتلكات الفلسطينيين وتشجيع المجموعات الإرهابية اليهودية يدل على ان إسرائيل لا تبتعد كثيرا عن طبيعتها الأولى بأنها دولة استيطانية في زمن وفي نسق دولي انتهى فيه الاستيطان، ونتنياهو ووزراؤه في الحكومة وقادة المجموعات من المتطرفين لديهم فرضية خاطئة بأن الزمن العربي الذي يتفلت فيه العديدون للاعتراف في إسرائيل مثل جماعة الإخوان المسلمين ونموذجها في السودان الرئيس عمر البشير، يشجع اسرائيل على التشبث بهذه الفرضية الخاطئة التي تقول ان العالم العربي منها وان القوى الكبرى بالعالم مختلفة على كل شيء وان اسرائيل تستطيع ان تفعل ما تريد.

واسرائيل تعتد بنفسها بانها وسط هذا الانهيار الذي يشمل المنطقة من اقصاها الى اقصاها هي وحدها التي استطاعت ان تحفظ امنها خلال الخمس سنوات العجاف على خير، ولكن هذا الكلام لا يشكل سوى نصف الحقيقة، ذلك ان الامن الذي تحقق في فلسطين التاريخية ناجم في الاساس من ان الشعب الفلسطيني رفض التعاطي مع كل اشكال الارهاب، وان قيادته السياسية العليا تنبأت مبكرا بأخطار هذا الإرهاب، واقنعت شعبها بانها لن تكون جزءا منه بأي شكل من الاشكال، وبناء على ذلك فان ما يفخر به الاسرائيليون ليس جهدا اسرائيليا فقط ولكنه جهد فلسطيني، ونتنياهو حين ينكر هذه الحقيقة فانه ينكر على نفسه وعلى شعبه، فلو ان قرابة ستة ملايين فلسطيني موجودين في فلسطين التاريخية كان لهم خيار اخر غير الشرعية الدولية والمجتمع الدولي والحفاظ على السلام في هذه المنطقة لما وجدنا الامور امنة على امتداد الخمس سنوات الاخيرة، ولذلك فنحن نقول لنتنياهو الذي ينتمي لمدرسة صهيونية تقر ان اسرائيل تمارس الاستيطان فعلا، وان استمرارها على هذا النهج في الاستيطان ونهب الممتلكات لا يمكن ان ينتهي الى القبول في الامر الواقع وانما يحقن المنطقة بعوامل جديدة من الصراع والتفجير وان القوى السياسية لإسرائيل عليها الا تستمر بدفن رأسها في الرمال وتتجاهل ما يحدث لأن المقبل اخطر مما يظن الجميع.