تصاعد الإرهاب اليهودي بشكل ملحوظ في ظل الحكومتين الثالثة والرابعة لنتنياهو، وكان هذا امرا طبيعيا منسجما مع الاتجاه العام لإسرائيل التي تحالف رئيس وزرائها وحكومته مع الاستيطان بلا حدود ومع الاتجاهات الأكثر تطرفا بلا حدود وكان من الطبيعي أن تلقى المجموعات الإرهابية مثل مجموعة تدفيع الثمن وامناء الهيكل وزعماء الاستيطان دعما مباشرا وغير مباشر من حكومات نتنياهو بل ومن النخبة الإسرائيلية بصفة عامة مثل العديد من الوزراء واعضاء الكنيست وبعض الجنرالات ايضا.
في البداية كان كثير من السياسيين والصحفيين والكتاب الإسرائيليين يدافعون عن هذه المجموعات الإرهابية بل وينكرون وجودها اصلا، وكان بعضهم يقول عن جماعة تدفيع الثمن انهم مجرد شباب صغار السن ويريدون لفت الانظار اليهم ليس الا، ولكنهم يقولون ان الظاهرة لا ترتقي الى مستوى الإرهاب رغم الاعتداء على تلاميذ المدارس في القرى وبعض المساجد والحاق الأضرار بالسيارات والممتلكات الفلسطينية وكتابة شعارات عنصرية مليئة بالكراهية على جدران المساجد والبيوت، ولكن بعد احراق الطفل محمد ابو خضير حيا، ثم بعد ارتكاب الجريمة النكراء ضد عائلة الدوابشة لم يكن ممكنا الاستمرار في الانكار وحدث في اسرائيل كلام بصوت مسموع حول هذه الظاهرة وانها تتلقى دعما مباشرا وغير مباشر من حكومات نتنياهو ومن العديد من اعضاء الكنيست ومن رجال القضاء الاسرائيلي وكان الخط العام في اسرائيل ان يجري التشويش على هذه الظاهرة التي تنكشف يوما بعد يوم التي وصلت آثارها الى الحاق الاذى بالاخوة المسيحيين وكنائسهم واديرتهم والى تهديدهم بشعارات عنصرية على المكشوف.
ظاهرة الإرهاب اليهودي تحتاج الى وقفة حاسمة من الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لها بقسوة في الضفة وغزة والقدس وداخل الخط الاخضر، وخاصة وقفة جادة من المجتمع الدولي الذي بدأ يتنبه الى خطورة الاحتلال وما ينتجه الاحتلال من تطرف وعدوان وممارسات ارهابية، ولكن هذا الانتباه من المجتمع  الدولي لم يصل بعد الى مرحلة حاسمة بمعنى صدور قرارات واضحة بأن الإرهاب اليهودي لا يقل خطورة عن بقية الارهاب الذي يسبب الخسائر الكبيرة بالعالم، وان ادعاءات نتنياهو حول الاشارة الى الإرهاب الإسلامي والعربي تعتبر نوع من التعمية على الحقائق وان الإرهاب اليهودي ليس الا جزءا من الارهاب الذي يحاربه العالم في كل مكان.