أجرت الإعلامية مريم سليمان عبر قناة فلسطيننا حورًا مع المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل د.عماد بشتاوي حول التطورات على الجبهة اللبنانية.

وبدأ حديثه حول مسودة التسوية لوقف إطلاق النار في لبنان قائلاً: بعد فوز ترامب في الانتخابات، بدأ اليمين الإسرائيلي وعلى رأسه نتنياهو يعيش حالة من الانتعاش، ويتوقع بأنَّ كل ما يملك من رؤى وطموحات وشروط ستتحقق بدعم من هذه الإدارة الأميركية، مضيفاً أنَّ نتنياهو الآن معني أكثر بقرار ألفٍ وسبعمئة وواحد، وذلك بإعطاء إسرائيل الحق بأنّ توجه الضربه لأيّ مشتبه فيه بنقل السلاح أو بناء قدرات عسكرية لحزب الله، هذه مسألة خطيرة على الصعيد اللبناني، أولاً فيها انتهاك لسيادة الدولة اللبنانية، ثانيًا الحكم على حزب الله بأنّ يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية.

واعتبر أنَّ هذه الوثيقة هي عبارة عن وثيقة استسلام مذلة، وانتهاك لسيادة الدولة اللبنانية، والقضاء مستقبلاً على المقاومة اللبنانية،  وأوضح أنَّ نتنياهو يعمل على جعل الدولة اللبنانية هي من ترفض المقترحات والتسويات وبالتالي ليتخذ المزيد من الشرعيه في عدوانه على لبنان، ولتمهد الطريق إلى الإدارة الأميركية الجديده المنتخبة بزعامة ترامب، وبإخراج ما في جعبته من أفكار تهدف إلى تدمير المقاومة اللبنانية، والضغط على الحكومة اللبنانية من قِبل الدول العربية التي تقدم مساعدات، ولا سيما أنَّ الاقتصاد اللبناني يعتمد على هذه الدول العربية، بالإضافة إلى الضغط الأميركي، وبذلك تصبح حياة اللبناني صعبة جدًا.

ومن هذا المنطلق يعمل نتنياهو على خلق فجوة بين المقاومة اللبنانية والشارع اللبناني، وفي الآوانة الأخيرة أصبح هناك  أصوات أكثر وضوحًا وعلواً تتحدث بضروره تجريد حزب الله من السلاح، وهذا يجعل الساحة اللبنانية مستباحة تمامًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي، فهي تعمل على إزدياد الأزمات تفاقماً، وتعرض لبنان إلى أزمةٍ اقتصاديةٍ خانقةٍ، ومن هنا يتبادل الأطراف التهم الأمر الذي يحول الساحة اللبنانية إلى مناوشات داخليّة، وهذا ما يعول عليه نتنياهو خلال تحقيق هذه المسودة.

وتابع بشتاوي: أنَّ إسرائيل تحاول من خلال تدمير البنية التحتية للقرى والمدن وإجبار المواطنين اللبنانيين على اللجوء، ليس لضرب حزب الله اقتصاديًا أو ميدانيًا، بل لخلق الفجوة ما بين المقاومة وبين الشعب اللبناني.

وعلى صعيد الملف السوري قال بشتاوي: إن مُنذ إنطلاق ما يسمى الثوره السورية وإسرائيل تستبيح تمامًا سماء سوريا جوًا وبرًا، وتنتظر  الرد من سوريا لتوجه لها الضربة القاضية، وهناك مخاوف من تحالف اليمين الإسرائيلي مع اليمين الأميركي بزعامة ترامب حول الوضع الراهن في سوريا، وتابع  أن تصريح نتنياهو قبل أيام الذي أعلن خلاله "تغيير الشرق الأوسط"، هذه ليست مصطلحات نتنياهو هذه مصطلحات الإدارة الأميركية التي تريد أنّ تجعل إسرائيل سيدة المنطقة.

وأكد بشتاوي، أنه من خلال مواكبة تشكيل فريق الإدارة الأميركية برئاسة ترامب يتضح انحيازه تمامًا لإسرائيل ولا يمكن أنّ يكون هناك بشرة خير، فالفريق أبدى تضامنه قبل استلامه مع التصريحات الإسرائيلية، وتأييد الطروحات الأكثر تطرّفاً التي تنص على عدم الاعتراف بوجود الضفة الغربية، ووجود الشعب الفلسطيني وليس فقط في الدولة الفلسطينية، بل أينما حل.

وختم بشتاوي قائلاً: كنا نبحث عن سيادة فلسطينية على الضفة الغربية، الآن نحارب لكي نمنع بسط السياده الإسرائيلية عليها، وهذا مؤشر خطير جدًا، فنحن بحاجة إلى ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، و قوه الإرادة، البحث عن أوراق رابحة بيد الشعب الفلسطيني، وتوطيد العلاقات مع الحلفاء والأشقاء.