اللغط الذي أثاره نتنياهو متعمدا في حديثه للصحافة الإسرائيلية عن امكانية انهيار السلطة الوطنية أو امكانية حلها، هذا اللغط حسمه الرئيس أبو مازن بالنفي الكامل وبأنه كلام غير مقبول من أي جهة كانت وأن السلطة الوطنية هي أحد انجازاتنا الفلسطينية في الطريق الى دولتنا المستقلة.

والحقيقة ان صعود الهبة الشعبية السلمية في شهرها الرابع هو تأكيد جديد على ان الأمن الذي تفخر به اسرائيل ويتباهى به نتنياهو ويزاود بأنه من خلاله سيفرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطيني اصبح موضوعا للنقاش في اسرائيل بل ان زعيم المعارضة الاسرائيلية ورئيس حزب المركز الصهيوني قال في تصريحاته الأخيرة ان نتنياهو فشل امام الفلسطينيين وان الشعور بالأمن في اسرائيل بدأ يتلاشى تدريجيا، وهذا معناه ان ما يتباهى به نتنياهو في حكومته الرابعة بأنه حقق الأمن في الخمس سنوات الاخيرة رغم كل ما يجري في المنطقة وفي العالم هو امر مبالغ فيه, ولولا ان الشعب الفلسطيني بقيادته السياسية اختاروا بوعي الابتعاد عن الارهاب وتحقيق اكبر قدر من الاستقرار لما وجدنا هذا الأمن الذي يتباهى به نتنياهو، واكبر دليل على ذلك ان الهبة التي تواصلها اجيالنا الفلسطينية الشابة لم تفقد سلميتها وما زالت تحافظ على العنوان السلمي لهذه الهبة.

ولكن نتنياهو يريد ان يصرف الانظار في داخل اسرائيل عن هذه الحقيقة فيستمر في التصعيد الميداني وسرقة الارض لصالح الاستيطان وغض النظر عن المجموعات الارهابية اليهودية بل وتقديم الدعم المكشوف من قبل حكومته لهؤلاء المستوطنين والمجموعات الارهابية اليهودية.

ولذلك فان القيادة الفلسطينية تطرح موضوع المؤتمر الدولي الجديد وتصر على مطلب الحماية الدولية لشعبنا وهذا ما يجعل المعركة تزداد شراسة حاليا، وهذه السياسة الاسرائيلية قد تؤدي الى انقلاب الموقف رأسا على عقب ولهذا يجب ان نستعد للتحديات القائمة مهما كانت الصعوبات.