تحول حفل توقيع كتاب "فرسان فلسطين" للإعلامي هيثم سليم زعيتر الذي أقيم في بلدية صيدا إلى مناسبة وطنية حملت جملة من الثوابت والتأكيدات، لجهة إقامته في يوم الشهيد الفلسطيني والتأكيد على ثوابت العلاقات اللبنانية- الفلسطينية، التي تعمدت بالدماء المشتركة للشهداء، والمواقف التي أطلقت، وأيضاً مشاركة عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد وعائلة الشهيد الوزير زياد أبو عين القادمة من فلسطين المحتلة.

تقدم الحضور الحاشد رئيس مجلس النواب وحركة "أمل" نبيه بري ممثلاً بعضو المكتب السياسي للحركة المهندس بسام كجك، ووزير العدل اللواء أشرف ريفي ممثلاً بالسيد خالد علوان، وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن مصطفى مسلماني، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، والنائب بهية الحريري وأمين عام "تيار المستقبل" في لبنان أحمد الحريري ممثلين بمنسق التيار في الجنوب الدكتور ناصر حمود، وأمين عام "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور أسامة سعد، وسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ورئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن خضر حمود، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، والنائب السابق أحمد عجمي، ورئيس مجلس إدارة "بنك عودة" الوزير السابق ريمون عودة ممثلاً بمديرة "مؤسسة عودة" في صيدا دانا موسى، ورئيس "جمعية تجار صيدا وضواحيها" علي الشريف، والرئيس السابق لغرفة التجارة والصناعة في صيدا والجنوب محمد الزعتري، ومسؤول "حزب الله" في صيدا الشيخ زيد ضاهر، ونائب أمين عام "الحزب الديمقراطي الشعبي" غسان عبدو، والسيد علي عبد اللطيف فضل الله، وأمين سر فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الوطنية والإسلامية والفلسطينية، ورجال دين وقادة أمنيون ورؤساء بلديات ودوائر وجمعيات وهيئات وفاعليات اجتماعية ونقابية وإعلامية، ورجال أعمال ووفود.

بداية تمَّ عزف النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، والوقوف دقيقة صمت، ثمَّ ألقى  الفنان محمد عيد رمضان كلمة رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي جاء فيها: "ليست هذه المرة الأولى التي أقول فيها كلمة قي مناسبة توقيع كتاب الصديق العزيز الصحافي هيثم زعيتر، ولعل خضوري في أكثر من مناسبة لأكثر من كتاب له جعلني ألتفت إلى حقيقة أن همَّ القضية الفلسطينية موجود لا بل متجذر في وجدان الكاتب، الذي تميز بغزارة الإنتاج حول موضوع قد يكتفي الكثيرون من الكتاب بالمرور عليه في كتاب من ضمن نتاجهم الأدبي".

وأضاف: "الحقيقة هي أن قضية فلسطين ومعاناة الشعب الفلسطيني قديماً وحديثاً، تحتاج إلى توثيق في مجلدات لا حدود لها، لأن الإجرام الذي يمارس ضد إخواننا في فلسطين أيضاً لا حدود له. لقد أمعن العدو الإسرائيلي وكيانه الغاضب في تغيير الحقائق، وإعادة كتابة التاريخ، حتى أصبح لدى أبناء جلدتنا الكثير من المفاهيم والمصطلحات المشوهة التي نجح العدو في دسها في أدبياتنا".

وأشار إلى "أنه في زمن تراجع فيه الكتاب، لسبب نعزوه ليس إلى قلة الكتّاب، بل للأسف يعود بالدرجة الأولى إلى قلة القراء في عالمنا العربي، وأنه من المؤسف أن تكون أمة اقرأ لا تقرأ، وإن قرأت، تقرأ ما يمليه عدوها على الإعلام هنا وهناك. إننا بأمس الحاجة في هذه الأيام إلى أن نقرأ لكي نحث الكتاب على توثيق واقعنا الذي سيصبح فيما بعد تاريخاً، حتى لا يأتي زمن نقرأ تاريخنا في ما كتبه عنا الآخرون".

وختم السعودي: كتاب فرسان فلسطين، كتاب ينضم إلى قافلة الكتب التي تصدح بالحق الفلسطيني والعربي والإسلامي والمسيحي في أرضنا الحبيبة في فلسطين، في هذه المناسبة نكرر تضامننا مع الانتفاضة في فلسطين، كان منا من موقعه، مقاومين ومسؤولين وسياسيين وأدباء وعامة كي تبقى القضية متجددة فينا كم جيل إلى جيل حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً. باسمي وباسم بلدية صيدا أرحب بكم جميعاً، وأخص بالترحيب بعائلة الشهيد الوزير زياد أبو عين القادمة من فلسطين، أهلا وسهلا بكم في مدينتكم صيدا.

كلمة عائلة الشهيد زياد أبو عين ألقاها نجله طارق جاء فيها: "لم تكفِ حروف اللغة لأجل من استشهد لأجل الحرية، هؤلاء الشهداء سطروا بدمائهم الحرية لفلسطين، إنني أمثل والدي الأسير المحرر والوزير الشهيد زياد أبو عين الذي كان سيكون مكاني يدافع عن حقوق شعبه، لولا أن طالته يد الغدر الصهيونية واغتالته باعتقادها بأنها ستسكت صوت الحق وصوت الحرية."

ثم تحدث الإعلامي هيثم زعيتر بالقول: أيها الحفل الكريم، أشكر لكم حضوركم، كل باسمه ومن يمثل وصفته، وأخص أهلنا القادمين من أرض فلسطين إلى مدينة صيدا توأم الروح مع فلسطين المحتلة. نلتقي في يوم الشهيد الفلسطيني، شهيد الثورة الفلسطينية، وهنا اسمحوا لي أن أعتبر كل شهيد سقط على درب فلسطين هو فلسطيني ويستحق أن ينال شرف الوفاء من أهل فلسطين لما قدمه من تضحيات جسام، وهنا في "عاصمة العودة" إلى فلسطين مدينة صيدا منذ ثورة العام 1936 مروراً بالمالكية وصولاً إلى يومنا هذا قدمت الكثير من التضحيات الجسام من مسؤولين وحزبيين وعسكريين ومناضلين وما زالت صيدا تؤكد الوفاء والعهد لأقدس القضايا.

وأضاف: نلتقي في يوم الشهيد في ذكرى الشهداء الذي ننحني لهم جميعاً بإجلال لأنهم قدموا التضحيات الكبار، وهنا هل من قدم تضحية من أجل فلسطين ولا ينتمي إلى فلسطين كجنسية هو فلسطيني هذا سؤال سألتني إحدى الفتيات أريد أن أذهب إلى فلسطين لأعرف وهي لبنانية وأفتخر أنها أيضاً مسيحية لأعرف ما هذا الوطن الذي استشهد والدي من أجله وحرمت منه. ونقول للجميع وبصراحة وحتى لا ندخل في آتون الزواريب والأزقة أن الفلسطيني هو الفلسطيني واللبناني والعربي والمسلم والمسيحي والأممي ومن قدم التضحيات من أجل فلسطين فنحن لا نريد الدخول لا في مذاهب ولا في زواريب لأن مذهبنا هو مذهب فلسطين العباءة التي تطال الجميع والخيمة والنبع الذي يرتوي منه الجميع، أحزاباً وتنظيمات، فصائل دولاً من لا تكون عباءته خيمته فلسطين، يسقط ويتهاوى وتمر عليه الذكريات كما ولت من عيون سابقة.

وأشار إلى "أنه في ذكرى الوفاء للشهداء في "فرسان فلسطين" الذي بدأ مع الشهيد محمد الذرة الذي فجر ثورة في الانتفاضة الثانية والشهيد فارس عودة جنرال الانتفاضة كانت نقطة تحول مع الشهيد الفتى محمد أبو خضير هذا الفتى الذي كان يؤدي الصلاة وصلاة الفجر وفي الليالي الأخيرة من شهر رمضان اختطفته الصهاينة حرقوه وأشربوه البنزين وعذبوه وأشعلوا فيه النيران مرتكبين مجزرة، يتغنون بأنهم تعرضوا لمحرقة على أيدي النازيين، علماً بأنهم هم من دبرها".

وقال: بعد استشهاد محمد أبو خضير كان الشهيد الوزير زياد أبو عين في طليعة المشاركين في تقديم التعازي في بلدة شعفاط لوالد الشهيد محمد أبو خضير، ثم استشهد الوزير زياد أبو عين الذي كان باستشهاده نقطة تحول وانطلقت المقاومة الشعبية لأن الخطوط الحمر زالت، لذلك نشاهد ما يجري الآن من هبة أو حراك أو انتفاضة أو مقاومة شعبية يسميها كل ما يردي ولكنها المقاومة على طريق تحرير فلسطين وليس مصادفة أن يكون مجموع العمليات الفدائية في أقل من 3 أشهر 146 عملية ربما أشهر كثيرة لم تمر فيها مثل هذه العمليات في تاريخ الثورة الفلسطينية.

وأضاف: "اليوم من مدينة صيدا عاصمة العودة إلى فلسطين نؤكد في إجماع ووجود القوى الفلسطينية كافة أن الزمن الماضي قد ولى منذ أن كلف عزام الأحمد في نيسان 2010 بمهمة الإشراف على الملف الفلسطيني ومنذ أن عين أشرف دبور سفيراً فوق العادة لفلسطين ليكون أول سفير بعدما كان التمثيل بمستوى ممثلية، أصبحنا نشاهد كافة الأطياف الفلسطينية إلى كافة الفصائل في "منظمة التحرير الفلسطينية" والتحالف والقوى الإسلامية و"أنصار الله" يلتقون تحت البيت الفلسطيني وفي وفد موحد يتشاورون يتحدثون تختلف وجهات النظر ولكن القاسم المشترك هو فلسطين ومع وجود عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية أيضاً تمَّ التوافق أن تترك الخلافات المركزية جانباً وتترك بعيداً عن الساحة الفلسطينية في لبنان".

وأكد "أن هذا هو النموذج الفلسطيني ولكن ما نشهده من فترة يسعى إلى الفتنة، الفتنة بأدوات متعددة وليس مصادفة أن يكون مخطط الإرهاب والموساد والخلايا التفجيرية هي ذات بنك الأهداف لأن "المايسترو" هو الذي يحدد، للمصادفة أن نعود لنسمع بعض النغمات بأن فلسطين هي لطائفة أو مذهب وأن تحريرها يتصل على هذا الجانب أو ذلك، فلسطين هي قضية مركزية للعرب والمسلمين وفي أبعادها بعد اعتراف الفاتيكان دولة ذات بعد مسيحي لأن في فلسطين البلد الوحيد الذي تلتقي فيه مختلف الرسالات، لنصلي كما نصلي في مكة وفي المدينة، وفي القدس سنصلي مع وحدة إسلامية ومسيحية لأن العدو لا يفرق بين مسلم ومسيحي ولا يفرق بين مذهب وآخر".

وقال: ما أريد التأكيد عليه أننا بدأنا نسمع بعض "التوترات" التي تعيدنا بالذاكرة إلى ما جرى قبل الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982، تسعى إلى التفرقة بين الفلسطيني واللبناني والسني والشيعي وليس مصادفة أن تكون متواترةً ومتوازية مع صدور بعد البيانات من جهات كانت أجندة وكانت تحمل بندقية القتل وخاصة ما جرى هنا في مدينة صيدا بين العام 1991 و1993 يوم اغتيلت كوادر حركة "فتح" و"منظمة التحرير الفلسطينية" فإذا بنا نسمع مجدداً بعض التلميحات من هذه الخلايا التي نعرف أنها مرتبطة بمشاريع تآمرية.

وأضاف: "الكل دائماً يتحدث عن مخيم عين الحلوة الذي هو عاصمة التمسك بالعودة إلى فلسطين ونحن ليس غريباً أن يكون النموذج في التعاطي مع الملف الفلسطيني في عهد قائد الجيش العماد جان قهوجي أسلوباً فريداً ومختلفاً والجميع لاحظ منذ أن تسلم رئيس فرع مخابرات الجنوب العميد خضر حمود كيف النموذج في التعاطي الذي يريح بأن التعاطي مع الملف الفلسطيني لا يكون تهديداً ولا وعيداً بل تنسيقاً وتشاوراً لأن القضية الفلسطينية تسعى إلى التأكيد على نقاط التلاقي وليس التفرقة".

وأوضح "أنه في مدينة صيدا نقدم أخلص التبريكات إلى الشهداء والأسرى المناضلين، ويسرني أن يكون في حضور هذا التوقيع عزام الأحمد الذي له الكثير في ملف القضية الفلسطينية، وهو صمام الأمان لها، وأيضاً عائلة الشهيد زياد أبو عين، الذي كان فريداً قي كافة مراحل نضاله منذ أن كان طفلاً وشاباً وصولاً إلى اعتقاله في الولايات المتحدة الأميركية وعندما التقيت بوزير العدل الأميركي رمزي كلارك لأسأله لماذا دافعت عن زياد أبو عين قال لان الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يفشل مخطط توجه الفلسطينيين إلى الدول الأوروبية والأجنبية حتى لا يحملون جنسيات أخرى".

وقال: بالتالي فإن زياد أبو عين في كافة مراحل حياته كانت له نقاط تحول عديدة، يوم سلم إلى الكيان الصهيوني من الإدارة الأميركية لم تتمكن الكنيست الإسرائيلي من التخطية على ذلك إلا بإعلان هضبة الجولان في العام 1981 وعندما صدر الحكم بحقه كان اجتياح لبنان في حزيران 1982 وعندما أفرج عنه أعيد اختطافه وأفرج عنه في عملية تبادل "النورس" في العام 1985 ثم أعيد اعتقاله وتعرفت إليه من خلال مواكبتي للانتفاضة الفلسطينية الثانية في صفحة الانتفاضة في "اللـواء" حيث كان مقرباً جداً من المناضل مروان البرغوثي الذي اعتقل في دارة الشهيد زياد أبو عين وعندما تسنت لي المناسبة لأزور أرض الوطن في العام 2009 كان هناك فضلٌ للشهيد زياد أبو عين بأنه حقق لي أمنيةً بأن تطأ قدماي للمرة الأولى أرض القدس المباركة وأن رفض الاحتلال السماح لي بدخولها يومها كنا برفقة الأخ "أبو ماهر"، حاولت تدوين مذكراته في كتاب الأوائل ولكن حالت الظروف دون أن يكون فارساً من فرسان الأوائل إلى أن استشهد فوثقنا في فرسان فلسطين.

وختم زعيتر: أحبتي جميعاً "فرسان.. فلسطين" ليس إلا أقل الوفاء للتضحيات للشهداء والجرحى، شهداء قدمته مدينة صيدا رؤساء ووزراء ورجال دين وسياسياً وأمناً وإعلام ومناضلين في دم مشترك لبناني فلسطيني أحوج ما نكون إلى تضامنه وتضافره في هذا الوقت بالذات حتى نستحق وطناً اسمه فلسطين مهد الرسالات السماوية. اسمحوا لي أن أقدم عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صمام أمان المصالحة الفلسطينية صاحب المهام الجسام المتعددة الصديق العزيز عزام الأحمد الذي له بصمات سيسجلها التاريخ في تاريخ القضية الفلسطينية.

بعدها تحدث عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد بالقول: الأحبة أهالي صيدا بشكل خاص وفاعلياتها وممثلي المؤسسات الأمنية والمدنية، ورئيس بلدية صيدا، اشعر بالفخر والاعتزاز كلما قدمت إلى صيدا ومستحيل علي أن أدخل لبنان دون أن أزور صيدا والتقي بفاعلياتها وشخصياتها وأيضاً مع أهلنا في مخيمات الصمود والعطاء. هذه المدينة التي يحفر اسمها في كل عقل فلسطيني، وهنا أود أن أكرر بالنسبة لنا لم تكن يوماً ما الفلسطينية جنسية وإنما هوية نضالية واعتقد أن هذه الولادة عمدت في صيدا عاصمة الجنوب عاصمة الصمود والتضحيات، عاصمة التلاحم الفلسطيني اللبناني العربي عاصمة صدق الانتماء التي أعطت نموذجاً حياً لوحدة المعركة ووحدة المسيرة والمستقبل لأمتنا العربية .

وأضاف: "اليوم ونحن هنا في صيدا نحيي كفلسطينيين في كل أنحاء العالم يوم الشهيد، الشهداء الذين سقطوا على طريق الحرية وهم يناضلون من اجل تحقيق أهداف ثورتنا وشعبنا وامتنا العربية في الحرية والاستقلال وإنهاء الاحتلال، كم تعرضت صيدا لهجمات الكيان الصهيوني ولكن صيدا لم تستسلم ولكن ونحن عندما بدأنا ثورتنا في 1/1/65 تعلمنا من قادتنا وفي طليعتهم سيد الشهداء "أبو عمار" الذي كان يردد نحن نسير بكم في حرب طويلة الأمد حرب الشعب الفلسطيني الطويلة الأمد التي لا تعرف الكلل ولا الملل مهما كان التعب والتضحيات، نسير في طريق ملتوي ومتعرج مليء بالأشواك وبحقول الألغام.

وأوضح "إننا ونحن نستمر في شلال الدم الذي لم يتوقف منذ أكثر من نصف قرن وكما قال أبو عمار سابقاً من يتعب يعطيني ابنه أو حفيده لتستمر المسيرة حتى نحقق الأهداف كاملة ".

وقال: قبل أيام ومع الهبة الشعبية نحن قلنا عنها هبة شعبية بسبب الطريقة التي انفجرت بها بشكل فجائي رغم أنها امتداد للمقاومة الشعبية، دخل قبل أيام احد السفراء الغربيين في رام الله خاطبني واستخدم كلمة هبة مثل الانتفاضة ودخلت بالفعل معجم اللغات لأنهم شاهدوا طريقة جديدة وأسلوب جديد وكما قال "أبو مازن" عندما مورست الضغوط عليَّ إقليمية ودولية حتى يدين العمليات التي تجري ضد المدنيين قال هؤلاء الشباب والفتية والفتيات في ربيع العمر عمرهم اقل من عمر السلطة الفلسطينية التي أقيمت بعد اتفاق أوسلو.

وأضاف: الانتفاضة الثانية في ظل أوسلو لو جمعنا عدد الشهداء ما بين 82 و94 وحسبنا عدد الشهداء داخل فلسطين ما بين 94 حتى الآن بنفس الفترة أضعاف مضاعفة من الشهداء، معنى ذلك أن من اعتقد باتفاق أوسلو توقف النضال كان مخطئاً أو جاهلاً، الهبة الأخيرة سبقها انتفاضة الأقصى وقبلها انتفاضة الأسرى وقبلها انتفاضة عام 97 النفق، أي أن المسيرة النضالية تواصلت ولم تتوقف لحظة واحدة وشلال الشهداء لم يتوقف ونحن نحتفل اليوم بإحياء ذكراهم وتأتي أيضاً مصادفة نحتفل بتوقيع كتاب جديد للأستاذ هيثم زعيتر احتلت فيه مسيرة الشهيد زياد أبو عين حيزاً كبيراً، زياد أبو عين الذي استشهد أمام كاميرات فضائيات مختلفة من أنحاء العالم وهو يقاتل والجنود الصهاينة يحاولون شنقه وسقط أرضاً ويقول هذه أرضنا وليست أرضكم.

وأكد "أننا نحن قلنا يجب أن نستمر بالمقاومة الشعبية ونبحث عن أساليب وأسباب تجمع الصف الفلسطيني في مواجهة العدو فكانت مجابهة جدار الفصل العنصري مجابهة الاستيطان الدفاع عن الأرض الفلسطينية وكان احد روادها زياد أبو عين بل أعطاها المعنى الصحيح وتأججت في ظل قيادته لهذه المقاومة الجدار والاستيطان عنواناً بارزاً كان في مقدمة الصفوف على رأس كل المظاهرات في مختلف المواقع والتصدي لقطعان المستوطنين وجنود الاحتلال وشاهدتم كيف سقط في رام الله وهو يقاتل بما يمتلك بصوته أعطى البعد الحقيقي لان تعلمنا أن حرب الشعب الطويلة الأمد ليست بحاجة فقط للبندقية والصاروخ بل للحجر والعصي والذراع، لا امتلك السلاح امتلك يدي أقاتل بها امتلك صوتي وسقط شهيداً.

وقال: نحن مثل طائر الفنيق كلما كبرت المؤامرات وازدادت التضحيات سنخرج من تحت الرماد لنجدد الحياة مرة أخرى ونبقى نقاتل إلى أن نحقق أهدافنا في الحرية والاستقلال وإلى أن يتمكن شبل فلسطيني وزهرة فلسطينية من رفع علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائس القدس.

وأضاف: محمد أبو خضير وعلي دوابشة وزياد أبو عين وشلال الدم الذي لا يتوقف أمانة في أعناقنا أن نستمر في المسيرة حتى تحقيق هدفنا في الحرية والاستقلال وأقول أيضاً لأهلنا في لبنان والشعب اللبناني الشقيق وربما نشعر بأنفسنا إننا لبنانيون كما نحن فلسطينيين، طبعاً ليس المقصود بشكل المفهوم الحرفي للكلمة ولكن نقول قبل قليل كنا نقول كيف الفلسطيني واللبناني كانوا نموذج في تعزيز إيماننا في امتنا العربية .

وختم الأحمد: رغم المؤامرات التي تحاك على لبنان من كل حدب وصوب ولكن اللبنانيين لم ينحرفوا قيد أنملة عن انتمائهم الفلسطيني والعربي وللحرية والعدالة والدفاع عن الحق، نقول لهم كما كنتم أوفياء سنكون ونحن لنا تاريخ موحد نحن شعب واحد سنستمر بالمسيرة معاً ندافع عن لبنان وحرية لبنان وسيادته واستقلاله كما ندافع عن حرية فلسطين واستقلال فلسطين وسنبقى يداً واحدة لان مستقبلنا واحد.

بعد ذلك قدم الإعلامي زعيتر دروعاً إلى الأحمد وعائلة الشهيد أبو عين والسعودي. وقدمت عائلة الشهيد أبو عين دروعاً إلى السفير أشرف دبور والسعودي والإعلامي زعيتر.