الحشد الذي تجمع الليلة قبل الماضية في ذكرى اغتيال اسحق رابين تجاهل ان الرصاصة الغادرة التي قتلت رابين اغتالت مشروع حل الدولتين ايضا وان رابين لن يكون آخر ضحايا الارهاب اليهودي المتطرف الذي يضربنا الان ويهدد حتى قادة اليمين نفسه مثل الرئيس الاسرائيلي ريفلين.

الآن يجتهد قاد اليمين الحاكم في اسرائيل لتفادي الحديث عن حل الدولتين وحاول وزير الحرب يعالون قبل ايام الزعم ان رابين لم يكن يؤيد اقامة دولة فلسطينية لإضفاء سند راحل على الفكر الليكودي اليميني الذي يفتعل الازمات على الارض لرفض فكرة اقامة الدولة الفلسطينية وانهاء حل الدولتين وخرج وزير العلوم الليكودي اوفير اكونيس قبل ايام ليقول ان الدولة الفلسطينية لن تكون مطلقاً، وقبلهما قال كبيرهم نتنياهو انه يعمل لحل مع الاعتدال العربي قافزا عن الشعب الفلسطيني.

قبل فترة شاركنا في ندوة سياسية غربية وقلت ان من العبث انتظار تسوية سلمية بوجود اليمين الاسرائيلي في الحكم لان اليمين عندما اطلق الرصاصة على رابين انما كان يقصد قتل حل الدولتين ايضا ومهمتنا كفلسطينيين ان نصمد لان معركتنا هي معركة بقاء في غياب شريك اسرائيلي حقيقي.

بعد المداخلة خرجت للتدخين على المقهى عند مدخل الفندق، وفي تلك الاثناء جلست سيدة شقراء باسقة على مقعد امامي ثم ادارت وجهها الي وقالت لقد تحدثت جيدا في المداخلة، فقلت هذه قناعتي, واردفت قائلة انها زوجة ابن رابين، اشكرك قلت عفوا وهل هو موجود هنا؟ فاجابت بنعم، ثم اطفأت سيجارتها ودخلت قائلة الا تريد العودة للندوة، فقلت لاحقا، كانت الندوة فارغة لانها تبحث عن مخارج تبريرية لسياسة الحكومة الاسرائيلية المعادية للسلام وحل الدولتين، وأظن ان الرئيس الاسبق كلينتون عندما ابن رابين يتحمل مسؤولية الوضع الحالي لانه كان متفرجا في كامب ديفيد ولم يضغط الا على ابو عمار، وهو الذي بدأ حملة التحريض ضد ابو عمار عندما وصفه بغير الشريك وهل سأل نفسه لماذا قتل رابين، اليس من قتله يعتنق عقيدة اليمين الحاكم في اسرائيل؟.