دعماً للمسجد الأقصى والمرابطين، ودعماً للأسرى الأبطال المناضلين، ورفضاً للاعتدءات الصهيونية على حرمة المسجد، أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" مكتب المرأة الحركي منطقة صيدا اعتصاماً جماهرياً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مخيم عين الحلوة.

تقدم الحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في صيدا العميد ماهر شبايطة، وعضو إقليم حركة "فتح" في لبنان عليا العبدالله، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، واللجان الشعبية، ولجنة متابعة المهجرين من سوريا إلى لبنان، وقائد كتيبة شاتيلا جمال قدسية، وضباط وكوادر حركة "فتح"، والأمن الوطني الفلسطيني.

بدأ الإعتصام بكلمة لمديرة مركز الأمل للمسنين آمال شهابي جاء فيها: "اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين أمام الخطر الوجودي مجدداً، المسألة ليست فقط اقتحامات للمستوطنين أو لجنود الاحتلال إنما ما يجري هو عملية إلغائية تهويدية لكل معالم القدس الشريف".

المسجد الأقصى دائماً في خطر لكن ما يحصل الآن هو بداية لحرب دينية كبيرة يشنها الاحتلال ضد الوجود الفلسطيني في القدس، فإن تدنيس الأقصى ومحاولة تدميره وبناء الهيكل المزعوم مكانه هو لطمس  المعالم الفلسطينية نهائياً، هنا ليس الهدف الجدران والحجارة إنما تزوير  التاريخ  وتغيير الجغرافيا.

كنا وما زلنا نصدر البيانات ونندد ونشجب ونهدد ونتوعد ونطالب العرب والمسلمين بالوقوف معنا لكن هذا كله لا ينفع ولم يجدي فالاحتلال استغل توقيتاً معقداً كل مشغول بمصيبته في اليمن والعراق وسوريا وليبيا والارهاب يتصدء المشهد وأصبحت القضية الفلسطينية في آخر الأجندة العربية والدولية، وهذا ما شجع المجرم بنيمين نتنياهو باستغلال واغتنام هذه الظروف لفرض أمر واقع جديد.

إن من سيدافع عن الأقصى ويدفع الفاتورة الكبرى هم أهلنا المرابطون في بيت المقدس لذلك لا يجب أن نكتفي بالدعاء لهم بل علينا أن نقدم كل ما نستطيع لحماية عاصمتنا ورموزها الدينية والانسانية وذلك عبر كل طرق التضامن والتكافل لاعطاء الدعم المعنوي والمادي للمقدسيين ولا بد من شعبنا في كل أماكن تواجده أن يتصدى لما يحصل من انتهاكات صهيونية كل حسب استطاعته.

إننا على ثقة تامة أنَّ الشعب الفسلطيني وقيادته الحكيمة متمثلة بالرئيس أبو مازن على قدر المسؤولية ويمكنه تحمل مسؤولياته بقدر كبير ووعي كبير وحكمة عظيمة بثبات وصمود شعبه والتاريخ شاهد على ذلك، من أطلق الثورة والانتفاضة الأولى وانتفاضة الأقصى قبل 15 عاماً يمكنه الآن أن يفشل كل مخططات العدو الصهيوني.

إنَّ شهدائنا يعرفون ذلك فهم من ضحوا بحياتهم ليبقى هذا الشعب حراً ومعتقلينا الأبطال ضحوا بحريتهم من أجل نصرة شعبنا ودحر الاحتلال.

أمام ما يجري الآن لأقصانا الأسير وأسرانا الشهداء الأحياء مطالبون بالوقوف صفاً واحداً جسداً موحداً لحماية مشروعنا الوطني، ولذلك لا بد أن نتوحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بقيادة الرئيس أبو مازن الأمين المؤتمن على الثوابت من أجل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

التحية كل التحية لشعبنا الصامد وللمرابطين في المسجد الأقصى، التحية للمعتقلين والمعتقلات في سجون الاحتلال، والتحية لأرواح الشهداء وعلى رأسهم روح القائد الشهيد الرمز أبو عمار، والشفاء العاجل لجرحانا والتحية للرئيس أبو مازن ونقول له نحن على العهد باقون العهد لشعبنا أن نستمر بالثورة حتى النصر والتحرير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وبعدها ألقى كلمة "م.ت.ف" مسؤول حزب الشعب الفلسطيني في صيدا عمر النداف جاء فيها: "نلتقي اليوم في مخيم عين الحلوة لنرفع الصوت عالياً ولنعلن استنكارنا وإدانتنا للهجوم  المتكرر الذي يتعرض له المسجد الأقصى على يد المستوطنين الصهاينة تحت حماية ودعم جيش الاحتلال الاسرائيلي والتعرض بوحشية وهمجية للمصلين والزائرين وموظفي الأوقاف الاسلامية وفاعليات وشخصيات وطنية قدمت لنصرة الأقصى والدفاع عنه والتصدي لمحاولة العدو الصهيوني لتقسيمه زمانياً ومكانياً".

إننا في فصائل "م.ت.ف" نحمل حكومة العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تبعات وتداعيات هذا الهجوم الارهابي البربري، ونؤكد بأن ما جرى سابقاً في الحرم الابراهيمي في الخليل لن يسمح شعبنا بتكراره مجدداً في القدس، وإنَّ شعبنا بكل فئاته وأطيافه السياسية والاجتماعية مستعداً للتضحية والتصدي لهذا المشروع العدواني الارهابي العنصري الفاشي.

إن الصمت العربي الرسمي المخجل والمهين والذي لم يتعدى صدور بيانات الشجب واطلاق كلمات الاستنكار عبر وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يشجع العدو الصهيوني للمضي قدماً في تحقيق أهدافه بتهويد مدينة القدس والأقصى وفرض أمر واقع جديد يقضي على حلم الشعب الفلسطيني في حقه المشروع بقيام دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

إن ما يتعرض له القدس يتطلب من القيادة الفلسطينية وضع استراتيجية مواجهة تضع في سلم أولوياتها القيام بخطة تحرك على كافة المستويات العربية والدولية لوضع الجميع تحت مسؤولياته خاصة مؤسسات المجتمع الدولي وفي مقدمتها مجلس الأمن للحصول على قرار يلزم العدو الاسرائيلي بوقف انتهاكاته وعدوانه على القدس والمقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية، كما يجب أيضاً التوجه نحو محكمة الجنايات الدولية والتقدم بدعوة قضائية ضد حكومة الاحتلال الصهيوني ورئيسها لمحاكمتهم على جرائمهم التي يرتكبوها وانتهكاتهم لحقوق الانسان وممارستهم الإرهاب المنظم ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الدينية.

إنَّ وحدة الشعب الفلسطيني التي تجلت في التصدي للعدوان الصهيوني على القدس يجب أن يقابلها إنهاء للإنقسام المذل والمعيب والشروع فوراً بالعمل على استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتوحيد شطري الوطن وتوحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية واعلاء مصلحة الشعب الفلسطيني فوق كل المصالح الفئوية والفصائلية خاصة في ظل الظروف التي تمر بها منطقتنا  العربية وحالة الاحتراب والصراعات الداخلية التي تجري في العديد من البلدان والتي تجعل من الشعب الفسلطيني وحيداً في مواجهة غطرسة وجبروت وعدوانية وفاشية هذا المحتل النازي.

عاش صمود أهلنا في الوطن المحتل خصوصاً في مدينة القدس، وعاش النضال الوطني الفسلطيني حتى نيل شعبنا كامل حقوقه المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والمجد للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والمصابين خاصة أولئك الأبطال الذين تصدوا ببسالة للمستوطنين والجنود الصهاينة. التحية لشعبنا بكل أماكن تواجده خاصة هنا في مخيمات الصبر والصمود.