بدأت الاعتصامات ضد قرارات الانروا التعسفية والجائرة ضد الفلسطينيين تأخذ منحى تصاعديًا. فمن الاعتصامات أمام مكاتب مدراء المناطق للانروا، الى الاعتصام امام مكاتب مدراء المخيمات، الى الاعتصام امام مقر بيت الامم المتحدة (الاسكوا) في الوسط التجاري لمدينة بيروت وستستمر الى ان تتراجع الوكالة عن قراراتها.

فقبيل ظهر السبت 13\6\2015،  نظّمت فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية والاتحادات والمؤسسات والروابط الاهلية اعتصاماً جماهيرياً حاشداً امام (الاسكوا)، رفضاً لهذه القرارات التي اتخذتها الانروا بحق اللاجئين الفلسطينيين وتقليص خدماتها.

 وتقدّم المشاركين في الاعتصام: امين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في لبنان فتحي ابو العردات، وممثل الجبهة الشعبية في لبنان مروان عبد العال، وممثّل الجبهة الديمقراطية في لبنان علي فيصل، وممثل الجهاد الاسلامي ابو وسام منور، وممثل اللجان الشعبية في لبنان ابو اياد شعلان، وممثل القيادة العامة في لبنان ابو عماد رامز، وممثل حركة حماس ابو العبد مشهور، وممثل حزب الشعب غسان ايوب، وحشد من ابناء المخيمات من جميع المناطق اللبنانية، لجنة متابعة المهجرين الفلسطينيين من مخيمات سوريا وعدد من المهجّرين من سوريا ومخيم نهر البارد.

والقى ابو عماد رامز كلمة تحالف القوى الفلسطينية جاء فيها: اننا اليوم مجتمعون للاعلان بشكل واضح وصريح عن رفضنا لكل الاجراءات التي اقدمت عليها الانروا من تخفيضات والغاء وبدلات الايواء وبالتالي الاجراءات التي تنوي الانروا الاقدام عليها والتي تصب جميعها في خانة واحدة وهي شطب ملف اللاجئين.

ولفت رامز الى ان الدول الداعمة للانروا التي ترفض وبشكل قاطع تزويدها بمستحقاتها المالية لكي تقوم هذه المنظمة بواجباتها تجاه اهلنا اللاجئين الفلسطينيين هي اليوم قد أعلنت حرباً مفتوحة على الشعب الفلسطيني، وقد كشفوا عن وجههم الحقيقي في اسقاط ملف اللاجئين وحق العودة.

ودعا رامز الجميع ان يكونوا على قلب رجل واحد، وان يكونوا شركاء في هذه المواجهة، مواجهة جدية مع الانروا والامم المتحدة والدوائر التي تقف وراء هذه القرارات المجحفة بحق الشعب الفلسطيني.

واستطرد قائلاً: "جميعنا مدعوون كفصائل ولجان شعبية ومنظمات ومؤسسات اهلية ان نتكاتف لنضع برنامجاً واضحاً من اجل هذه المواجهة، وانا لا اقصد بالمعنى السلمي ولكن علينا ان لا نُطمئِن الانروا  ان تحركاتنا باتجاه سلمي بالمعنى السلبي ونحن علينا ان نصوغ برنامجاً ورؤية للمواجهة ترغم الانروا على التراجع عن قرارتها وما يتم الحديث به في الدوائر والغرف الضيقة ان الانروا قادمة على مزيد من الالغاءات والتقليصات والتخلي عن مسؤولياتها تجاه ملف اللاجئين".

وأردف "هذا التحدي الخطير الهدف منه سياسي وليس موضوعًا له علاقة بتقليص هنا او هناك اذاً يجب ان تكون المواجهة جدية وحقيقية والدولة اللبنانية تتحمّل الى جانبنا لأنها الدولة المضيفة وعليها ان تتحرك بشكل جدي معنا لارغام الانروا على التراجع عن قراراتها، وبشكل واضح وصريح نقول اذا كانت الدولة اللبنانية لا تستطيع او تحول بينها وبين هذه المواقف قضايا قد تصل للبعد الدولي والاقليمي  للدولة اللبنانية فنقول لهم عليكم ان ترفعوا الصوت باتجاه السماح لنا بالذهاب باتجاه الحدود الفلسطينية لكي نعود الى ارضنا بطريقتنا اذا لم يكن بمقدوركم ان تتحمّلوا مسؤوليات ملف اللاجئين الفلسطينيين".

كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية القاها فتحي ابو العردات جاء فيها: "من كل المخيمات اردنا نحن في قيادة الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية واللجان الشعبية والاتحادات والمنظمات الشعبية والاهلية واهلنا من كل المخيمات من البارد حتى الرشيدية واخوتنا النازحين من مخيمات سوريا اليوم هذه الوقفة استمرار وليست بداية استمرار التحرك الذي نقوم به من اجل حقوقنا، ورفضنا لكل التقليصات التي تقوم بها الانروا اليوم والتي تمس الواقع الحياتي اليومي لاهلنا النازحين والمقيمين في المخيمات وبالتالي على الانروا والمجتمع الدولي ان يتحمل مسؤوليته في هذا المجال".

وتابعَ "ان هذا التحرك ليس موجّهاً ضد الانروا كمؤسسة، نحن نتمسك بها كشاهد حي على قضية اللاجئين، بل هي لدعم وتعزيز الانروا والحفاظ على مكاتبها وموظفيها الذين هم ابناؤنا واهلنا لكن هذا التحرك رسالة للدول المانحة الذين سيجتمعون يوم الاثنين في عمان، اردناها رسالة لهم بأن يتحمّلوا مسؤولياتهم في هذه المرحلة الصعبة التي فيها الفلسطينيون في الشتات، وسوريا، وغزة، والضفة الغربية، وفي كل مكان، بحاجة لزيادة الامكانات وليس لتقليصها، وهذا مؤشر سلبي وخطير".

ثمّ تلا ابو ماهر نص مذكرة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والاتحادات الشعبية الموجهة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون،حدّد فيها المطالب التالية:

- تحديد موازنة ثابتة للانروا كسائر المنظمات الدولية كي لا تبقى عرضة لرغبة المانحين

- القيام بحملة دولية لحشد التمويل المطلوب لإستكمال إعمار  الرزم المتبقية من مخيم نهر البارد -  توفير الأموال اللازمة للاستمرار بالعمل بخطة الطوارئ الصحية والإغاثية لأبناء مخيم نهر البارد إلى أن تنتهي عملية الإعمار بشكل كامل

-  الاستمرار في تقديم بدلات الإيواء للفلسطينيين النازحين من سوريا إلى لبنان، وزيادتها لتتناسب مع المعدل العام للإيجار في لبنان، وتأمين خطة طوارئ صحية توفر لهم التغطية الكاملة للاستشفاء، بالإضافة إلى زيادة مبلغ الإغاثة الشهرية بما يضمن لهم عيش كريم

- اعتماد معيار موحد في التعاطي مع  قضية  النازحين،على اعتبار أن الظروف التي أدت إلى نزوح الأخوة السوريين عن أرضهم،هي ذاتها التي أدت إلى نزوح أخوتنا والفلسطينيين من مخيمات سوريا إلى لبنان

- رفع نسبة مساهمة الانروا في الإستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، بحثث تصل إلى 100% خاصة لعمليات القلب والسرطان وغسيل الكلى والاعصاب وتأمين الدواء اللازم دورياً لاصحابها.

- زيادة عدد عمال التنظيفات في المخيمات  نظرا لزيادة حجم السكان من أجل توفير الصحة البيئية التي تتناسب مع الأصول الإنسانية

- زيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها الأنروا للطلاب الفلسطينيين في لبنان بما يلبي الحاجة

 - زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس الأنروا، بما لا يزيد عن 40 طالباً في كل صف

-  توسيع الأختصاصات في كلية سبلين المهنية، وبناء معاهد مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين

- رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في مؤسسة الأنروا، بما يلبي ويسهل إحتياجات ومتطلبات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان

- إعادة النظر في المعايير التي تعتمدها الأنروا في التعاطي مع حالات  العسر الشديد، والعمل على استيعاب كافة العائلات والأفراد أيضاً اللذين يعانون من الفقر الشديد