خاص مجلة القدس/ تحقيق: يوسف عودة

حكاية محمد موسى إسماعيل (أبو شادي)، فلسطيني لاجئ في مخيم عين الحلوة، فصل من التغريبة الفلسطينية ومعمودية الدم والنار ولكنها ليست نهاية التاريخ.. يختزلها الفلسطيني بإرادته وصبره وصموده.

حينما تراه مقعداً بلا أطرافه الأربعة تستنفر المشاعر ويهتز الوجدان حقاً، أيوب الفلسطيني موجود.. يبلسم معاناته بالأمل، وعذاباته بالصمود، راضياً بالعيش في سجنه (البيت) راضياً بمشيئة الله مفعماً بالأمل أن يرى نفسه ذات يوم وقد مشى على رجليه وتناول طعامه بيديه كأي إنسان آخر.

 

حدثنا أبو شادي معرفاً عن نفسه بأنه فلسطيني من بلدة السميرية قضاء عكا، متأهل ومسؤول عن سبعة أفراد، ويعيش في مخيم عين الحلوة. عمل سائقاً ثم عاملاً في موقف للسيارات.

عام 1999 وبعد معاودته أحد الأطباء للعلاج تبيَّن لدى الطبيب المعالج أنه يعاني نشفاناً في الشرايين، ومنذ ذلك الوقت بدأت قصته مع المرض الذي لم يبارحه حتى بُتِرت أطرافه الأربعة.

 

الأونروا والتقصير..

الأونروا التي أدارت ظهرها إزاء أداء واجبها لم تعره اهتماماً ولم تقم بما يلزم لمتابعة وضعه الصحي رغم  امتلاكها ملفاً كاملاً عن حالته المرضية. وهي بحكم إنشائها مسؤولة عن إغاثة ومساعدة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لأنها الشاهد الحيّ على مأساة الفلسطيني والواجب الأخلاقي والإنساني يدعوها للقيام بدورها تجاه أبو شادي الذي لم يعول على الأونروا وواجبها الإنساني والأخلاقي..

ثم يتابع أبو شادي أنه وبعد مراجعة الأطباء الإخصائيين يمكن القيام بتركيب أطراف اصطناعية تمكنه من التحرك بدون مساعدة من أحد. وقد وعدته الجمعية النرويجية التي اصطدمت بالتكلفة الباهظة وتراجعت عن المساعدة، وهو حالياً يخضع للعلاج الفيزيائي في مؤسسة الكرامة التي قدم لها كل الشكر والتقدير.

 

مكرمة الرئيس محمود عباس.

بكل فخر واعتزاز اشكر سيادة الرئيس محمود عباس الذي منحني مكرمتين رئاسيتين قيمة كل مكرمة ألفا  دولار وذلك في العامين 2010 و 2011، وهو على أمل كبير أن يصل صوته لسيادة الرئيس لمساعدته للعلاج خارج لبنان في ألمانيا أو أسبانيا حيث هناك يمكن تركيب الأطراف الإلكترونية لكي يعود إلى المخيم ويمارس حياته العادية.

عن وضعه الحالي يقول أنه يتلقى مساعدة شهرية مالية من سفارة دولة فلسطين في لبنان ومن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية التي لم تنقطع عن زيارته موجهاً لهم كل الشكر والتقدير.

يسكت قليلاً ويتدخل بالحديث جاره راشد اليوسف متحدثاً عن  وضعه الصعب ومعاناته ويقول أنه خضع قبل سنة لعملية المياه الزرقاء في عينيه. كما خضع لعملية تركيب راسور للقلب ويأخذ الدواء الشهري.

بعيداً عن وضعه الصحي كأنه أراد أن يعبّر عن هويته وانتمائه الفلسطيني وقد درجت دمعته على خديه، كم أنا مبسوط وفرحان، أصبح لنا دولة، صدقوني حين أعلن الاعتراف بدولة فلسطين في 29/11/2012 شعرت وكأن أطرافي عادت إلي.

يناشدكم.

محمد موسى إسماعيل (أبو شادي) الفلسطيني اللاجئ يعيش الأمل يناشد الرئيس محمود عباس للنظر في وضعه الإنساني وموافقته على الكتب التي أرسلها له وتمكينه من متابعة العلاج، وناشد كل المعنيين القادرين على مساعدته لإخراجه من مأساته الصعبة، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل..

 

 

يناشدكم