لا أظن ان اسرائيل كانت تتوقع ردا من حزب الله او ايران او سوريا على عملية الاغتيال التي نفذتها في الجولان واستهدفت جهاد مغنية وعددا من الضباط الكبار في حزب الله والحرس الثوري الايراني، فلو كان هؤلاء يخططون لعمليات ضد اسرائيل انطلاقا من الجولان مثلما تدعي اسرائيل فانه سيكون لدى حزب الله والحرس الايراني مخطط للرد على اسرائيل في حالة انهم وجهوا لها أية ضربات لكن يبدو ان اسرائيل كانت مطمئنة الا ان حزب الله لن يرد على عملية الاغتيال، ففي جو انتخابي كالذي تعيشه اسرائيل لا يمكن لأي مسؤول ان يغامر عسكريا او يلعب مع حزب الله وايران معا الا في حالتين .. الأولى انه تأكد من عدم الرد .. او انه يريد رفع شعبيته سواء بعملية الاغتيال هذه او بمواجهة الرد عليها حتى لو كان تصعيديا فنتنياهو يرى شعبيته في هبوط ولم ينفعه سفك الدماء في باريس وهو بالتالي يطلب اي معركة جديدة لخوضها وهو يعلم ان حزب الله لن يدخل معركة مفتوحة وكذلك ايران لانشغاله مع قوات الحرس الثوري الايراني في مواجهة داعش والنصرة على حدود لبنان والحرب داخل سوريا والحرب في العراق وبالتالي لن تكون هناك مواجهات مع اسرائيل، فالغريب فيما يحدث ان قوات الجيش السوري رغم ما تعرضت له مع حزب الله من غارات اسرائيلية لم ترد على اي منها .. وكذلك فان «المعارضة السورية» بما فيها الجيش الحر وداعش والنصرة وكل الكتائب التي تسمي نفسها بأسماء خلفاء ومجاهدين متفقة على مهادنة اسرائيل بل والتعامل معها ميدانيا.
فلا جزع ولا خوف لدى اسرائيل من اندلاع مواجهات جديدة، فكل الضربات محسوبة ميدانيا وسياسيا وان حدث العكس فلن يصب الا في صندوق نتنياهو.