معلومات استخبارية إسرائيلية دقيقة، كفلت لطائرة هليكوبتر إطلاق صواريخها على الهدف في القنيطرة السورية، النتيجة اغتيال ستة من كوادر وقادة حزب الله والحرس الثوري الايراني، منهم: جهاد عماد مغنية (ابن عماد مغنية، القائد العسكري السابق للحزب، الذي اغتالتة إسرائيل في دمشق قبل سبع سنوات)، ابو علي طبطبائي (قائد القوات الخاصة في الحرس الثوري)، محمد عيسى وآخرون من الوحدات الخاصة في الحزب. 
لم تتبن حكومة نتنياهو العملية، رغم ان طائرة الهليكوبتر نفذت هجومها في وضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من العالم. حزب الله لم ينتظر ولا لحظة لتحميل إسرائيل المسؤولية عن العملية. وهي ليست اللطمة الاسرائيلية الاولى، التي توجه للحزب. وهي ضربة موجعة، وقد تهز ثقة انصار وجماهير حزب الله به. وتضع علامة سؤال على حصانته الامنية بعد ان أعلن قبل فترة وجيزة الكشف عن احد العملاء في موقع متقدم وقريب جدا من الامين العام. بالتالي العملية الاسرائيلية تعتبر ناجحة بامتياز، ودليلا قويا على تمكن الاجهزة الامنية الاسرائيلية من اختراق حزب الله. الامر الذي يفرض على الحزب، إعادة نظر في منظومته الامنية، وايضا التدقيق في الاختراق الجديد. 
اهداف حكومة نتنياهو من العملية، تتمثل في الاول استثمارها في الانتخابات البرلمانية الجارية، بعد الهبوط المريع في اسهم حزب الليكود وزعيمه المتربع على رأس الحكومة؛ الثاني العملية جزء من نهج إسرائيلي ثابت في الاستراتيجية العسكرية؛ الثالث إرسال رسالة للحزب وسوريا على حد سواء، بأن يد إسرائيل طويلة، وستلاحقهم اينما كانوا؛ الرابع دعم الجماعات التكفيرية المتواجدة في منطقة الجولان، وبالمقابل إضعاف جبهة نظام بشار وحليفه الحزب، بذلك تتكامل مع تركيا في الشمال وادواتها العاملة على الارض السورية من "النصرة" و"داعش"؛ الخامس خلط الاوراق على المسار الاسرائيلي السوري اللبناني، وفتح شهية أعداء الحزب في الساحة اللبنانية لنهش مكانته ودوره. 
حزب الله بانخراطه في المواجهة الى جانب النظام السوري، شتت قواه، وأثقل حجم المهام الملقاة على عاتقه، وأضعف قدرته على المناورة. لان الصعوبات، التي يواجهها في الساحة اللبنانية تزداد وتتضاعف، ولم تعد محصورة في حدود الضاحية والجنوب، بل امتدت للبقاع والهرمل وطرابلس. رغم انه وحلفاءه في إيران وسوريا يملكون من الاسلحة ما يؤهلهم للرد على العملية الاسرائيلية، ولكن حدود وشكل العملية لن تكون في اللحظة الراهنة بحجم اللطمة. لان عوامل ذاتية وموضوعية تملي على الحزب التريث والتدقيق في طبيعة الرد. غير ان الرد سيكون في المستقبل المنظور، ولكن اين؟ ومتى؟ وكيف؟ وما هو شكل الرد؟ فهذه امور تحددها قيادة الحزب العسكرية والسياسية بالتنسيق مع كل من ايران وسوريا. لذا ستساهم اجهزة الامن الثلاثة في صياغة الرد، دون دفع الامور نحو حافة الهاوية. لان الظروف الداخلية والخارجية للحزب وسوريا وايران لا تسمح. أضف إلى أن الحزب قد ينتظر الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية لقطع الطريق على نتنياهو وزمرته الحاكمة، وايضا حرصا على مواصلة التقارب مع تيار المستقبل (سعد الحريري) والوصول لشاطئ الامان في التوافق على رئيس لبنان القادم، لاسيما ان الحزب يراهن على نجاح حليفه الجنرال عون كقاسم مشترك مع تيار الرابع عشر من آذار. قادم الايام كفيل بالرد على الافتراضات والسيناريوهات المختلفة.