حذر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، الدكتور حنا عيسى، من عنوان المشروع الانتخابي لرئيس وزراء كيان الحتلال بنيامين نتينياهو في الانتخابات الاسرائيلية المقبلة مارس 2015، والذي مفاده أن القدس موحدة وتحت السيطرة الابدية الاسرائيلية، منوها ان كيان الاحتلال يقوم بأعمال عدة للسيطرة على القدس على أكثر من محور وبوسائل شتى، من حيث القرارات الدولية، وسن القوانين الداخلية، والتغيير الديمغرافي والجغرافي، وفرض الأمر الواقع على المدينة المقدسة.

وقال الأمين العام للهيئة، "وضع نتنياهو القدس موحدة على رأس حملته الانتخابية مكررا ما فعله عام 1996،  عندما استطاع الفوز على بيريز، تقع ضمن محاولات كيان الاحتلال الممستمرة من أجل نزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي. وهذا هو هدف المشروع الصهيوني، لجعل القدس عاصمة لدولتهم اليهودية وبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى".

وأضاف، " سلطات الاحتلال تريد جعل محيط المسجد الأقصى يهودياً صرفاً، أو ذا أغلبية يهودية ساحقة للسيطرة على المدينة والمسجد من خلال الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية وتحويلها الى بؤر استيطانية ومدارس دينية. كما وتعمل على تكريس الوجود اليهودي في داخل المسجد الأقصى، وذلك بالصلاة فيه يومياً، وباقتحام باحاته في وضح النهار وأيام أعيادهم وبحماية من الشرطة الاسرائيلية أو ما يسمى حرس الحدود، لتثبيت مبدأ أن الأحقية لهم في المسجد الأقصى".

وتابع عيسى، "كما أن كيان الاحتلال يسعى لتحويل المعالم الإسلامية في مدينة القدس المحتلة إلى معالم يهودية ؛ كتحويل المدارس الإسلامية القديمة التاريخية، أو المصليات إلى كنس، أو هدمها وبناء مباني مكانها".

ونوه الدكتور حنا عيسى، وهو أستاذ في القانون الدولي، ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعمل على تغيير أسماء الشوارع والأماكن العربية الإسلامية إلى أسماء عبريّة تلموديّة، كتسمية القدس ذاتها يورشلايم أو أورشليم، وتقوم ببناء كنس يهودية لأداء طقوسهم التلمودية، وتعمل على تكثيف الحفر اسفل المسجد الاقصى وفي محيطه حيث أصبح مجموع الأنفاق التي تم حفرها الى  25،، الأمر الذي يهدد المسجد بحيث هناك احتمال لسقوطه عند وجود هزة أرضية، أو بافتعالها تفجيرات أسفل منه.

واستهجن القانوني حنا، تدخل سلطات الاحتلال في صلاحيات الأوقاف الاسلامية المشرفة على المسجد، ومنعها من القيام بأعمالها لا سيما ترميم المسجد وأبنيته وساحاته، حتى كادت جدران بعض أماكنه أن تسقط، وذلك بسبب الحفريات التي تجري تحته أيضا. إضافة لقيامها بمنع المصلين الآتين من الأراضي المحتلة عام 48، أو أهل قطاع غزة، أو الضفة الغربيّة، أو حتى المقدسيين أنفسهم من الدخول إلى المسجد الاقصى، مع وضع عراقيل وشروط لذلك على غرار منع الرجال الذين دون الـ 40 عاماً من دخول له".

وأوضح أستاذ القانون حنا أن الاحتلال الاسرائيلي يقوم بتفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين واستبدالهم باليهود بطرق شتى منها مصادرة الأراضي والعقارات من أهلها، لا سيما الغائبين، وتهجير سكانها خارج المدينة، وذلك بسنّ قوانين تخدم مشروعهم، وفي نهاية المطاف منح هذه الأراضي لليهود من خلال اقامة مستوطنات في القدس وفي محيطها.

وأكد أن كيان الاحتلال يهدف لتفريغ المدينة من اهلها من خلال تضييق الخناق على المقدسيين، وتقليل فرص العمل لديهم ليضطروهم إلى الهجرة خارج القدس، وبعزل أحياء مقدسيّة بجدار الفصل العنصري، واعتبارها خارج مدينة القدس، ومنع أهلها من دخول القدس على غرار العيزرية وأبو ديس والرام وضاحية البريد وغيرها، ومن خلال سحب الهويات المقدسية من أهلها، ومنعهم بعد ذلك من الإقامة في القدس. إذ أنه منذ احتلال المدينة في عام 1967 وحتى عام 2007، سحبت السلطات الإسرائيلية الهوية من 8558 فلسطينياً من القدس الشرقية".

وأشار الدكتور حنا عيسى، وهو دبلوماسي سابق في روسيا الاتحادية، أن بناء المستوطنات الصهيونية حول مدينة القدس بشكل دائري، وضمها إلى المدينة عمل على تكثيف الوجود اليهودي لإعطاء صبغة يهودية للمنطقة.

وقال الدبوماسي عيسى، "هذا الطوق يشمل كل من المستوطنات التالية: "هار حوما" جبل أبو غنيم، "معاليه أدوميم" – أراضي أبو ديس، "بزغات زئيف" أراضي حزما وبيت حنينا، "نفي يعقوب" على أراضي بيت حنينا وضاحية البريد، "جبعات زئيف" على أراضي الجيب وبدّو، " ريخيس شفاط" على أراضي شعفاط".

التهويد هو تغيير معالم القدس والمسجد الأقصى؛ الدينية ، والتاريخية، والثقافية ، حتى البشرية ، التي تدل على إسلامية هذه الأماكن والمقدسات، وتحويل كل ذلك إلى معالم يهودية وفق التصور التلمودي، حتى يتسنى لليهود أن يثبتوا أحقيتهم بهذه الأرض.