ذكرت مصادر صحفية أن رسالة مشبوهة وصلت بلدية الخليل تقول: أقدمت منظمة صهيونية مقرها في مدينة نيويورك الامريكية، على تنفيذ محاولة اغتيال للرئيس محمود عباس، واغتيال رئيس بلدية الخليل د. داوود الزعتري ومعاونيه، من خلال وضع مادة مشبوهة داخل رسالة بريدية.

وتطلق المنظمة على نفسها اسم "لجنة بولس ادي نورا " التي جاء في نصها ان محكمة تابعة لها قضت بإعدام رئيس بلدية الخليل لما يشكله من معادة للسامية، و عدم الاعتراف بقتل المستوطنين بالخليل و عدم وصفها بالجريمة. على حد تعبير الرسالة.

كما تضمن الظرف المغلق رسالة اخرى موجهة للرئيس محمود عباس تحمل ذات المعني ولكونه يهدد امن "اسرائيل" ويشكل خطرا عليها، ووصفوه بالنازي حسب نص الرسالة، مطالبين الزعتري نقلها للرئيس عباس.

وتضمنت الرسالة أن قرار الاعدام سيكون بواسطة فايرس خطير سيصيب المهددين قريبا.

وكانت لجنة مختصة قامت في وقت لاحق بتفحص الرسالة التي كشف فيها عن وجود ملصق على ظهرها يحمل نوعا غير معروف من الفيروسات، ما ادى الى نقل عدد من العاملين في مكتب رئيس البلدية الى مستشفى الاهلي في المدينة، كما جرى عمل كافة الفحوصات الطبية لرئيس البلدية ومساعديه.

ونقلت الرسالة الى مركز الطب المخبري التابع لوزارة الصحة لمعرفة نوع الفيروس و طبيعة المادة المرفقة للرسالة.

عملية الاغتيال كانت قد وصلت رئيس بلدية الخليل، قبل الرئيس محمود عباس، حيث تلقى مظروفاً أول أمس، وصل إلى مكتبه في مبنى بلدية الخليل، وكما جرت العادة في البلدية، فقد تم فتح الظرف المغلق، بحضور عدد من اعضاء مجلس البلدي ومديرة مكتب رئيس البلدية، وتفاجئ الحضور بوجود قرار يفيد بحكم الاعدام على الرئيس عباس ورئيس بلدية الخليل والمحيطين بهم من قبل منظمة المنظمة الصهيونية.

قال الزعتري: "المظروف يحتوي على ورقتين كتبت باللغة الانجليزية، وتحتوي على قرار الاعدام له وللمحيطين فيه، بسبب معاداته للسامية وقيامه بمشاريع معادية لليهود".

ومما جاء في رسالة التهديد: "انه وبناء على التهم الموجهة اليكم من تأييد لقتل المواطنين الثلاثة في الخليل، وشراء اراض في منطقة تل الرميدة والقيام بفعاليات معادية للسامية واليهود، وستيتم تنفيذ الحكم فيهم قريباً بتلويثهم بفايروس قوي جداً".

كما قالت المنظمة في رسالتها: "هذه المحكمة ليس لها علاقة بأنظمة الامن الاسرائيلي او السلطات الاسرائيلية".

وأضاف الزعتري:" حينما وصل المظروف كانت الأمور طبيعية، وتم الاتصال بمكتب الرئيس عباس لابلاغه بوصول رسالة تتعلق به، فحضر من مكتب الرئيس اثنين وهما المقدم جمال أبو شرخ وعبد الناصر من استخبارات حرس الرئيس، وحينما تم معاينة الرسالتين اللتان كتب عليها بأن عملية الاعدام ستكون من خلال "فايروس" تم تفقد الورقتين".

وتابع الزعتري: "شاهد جمال أبو شرخ المغلفان الذين كانا مفتوحان والرسائل خارجهما ولاحظ وجود لاصق صغير جداً أسفلها ثلاث حبيبات لونها أسود، وبدأ يظهر تهيج جلدي وانتفاخات في الوجه على الموجودين وهم د. داوود الزعتري، وعضو المجلس البلدي صلاح الحسيني، وهنادي الكببجي مديرة مكتب رئيس البلدية، وجمال أبو شرخ مسؤول حرس الرئاسة، وعبد الناصر من حرس الرئاسة، وسمير الزعتري ضابط في الأمن الوطني، وتفاقم الوضع الصحي لجمال ابو شرخ القارئ للرسالة، وتم نقله للعلاج في مستشفى الحسين في بيت لحم وبقي فيها تحت المراقبة حتى صباح اليوم الثلاثاء".

وأبدت بلدية الخليل تخوفها من النهج الذي تعمل علية المنظمات الارهابية الاسرائيلية، مستذكرة ما جرى في اواخر السبعينات وبداية الثمانيات عندما اقدمت مجموعات ارهابية اسرائيلية على اغتيال رؤساء بلديات فلسطينيين كانوا يمثلون القائمة الوطنية المنتخبة في ذلك الحين.

وأكد الزعتري ان هذه المحاولات لن تثني بلدية الخليل عن العمل الجاد لإحياء البلدة القديمة ومواجهة سياسات الاستيطان في المدينة، والتصدي للسرطان الاستيطاني الذي يحاول التمدد في كل لحظة في قلبها التاريخي ولن نسمح بالمساس بتاريخنا ومقدساتنا.

وقال الزعتري انه رغم ما ننظر الية من خطورة هذه التوجهات وما يمكن قياسه على ما سبق من محاولات ضد قادة الشعب الفلسطيني وممثليه المنتخبين، إلا اننا نؤمن بعدالة قضيتنا وان هذه المحاولات ما هي إلا دليل واضح على شعور الاسرائيليين انهم يعيشون العزلة الدولية، ويخشون من قرب زوال الاحتلال واعتراف العالم بالدولة الفلسطينية وتحقيق اقامتها على الارض وعدم القدرة على مواجهة التحركات السياسية والدبلوماسية للرئيس محمود عباس التي احرجت "اسرائيل" والكشف للعلم زيف الدعاية الاسرائيلية. وعلمت مصادر خاصة أن هذه القضية اخذت اهتمام القيادة والسلطة الفلسطينية التي تتباع التحقيقات.