لأنها مؤسسة من مؤسسات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ولأنها الملاذ الصحي الوحيد للفلسطينيين في بيروت، ولأنها دعامة اساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ولأنها تحمل اسم كبرى المدن الفلسطينية (حيفا)، فواجب علينا الحفاظ على مستشفى حيفا، ودعمها بكل الوسائل المتاحة لاستمرارية عملها.

من هذا المنطلق، وفي الذكرى الثالثة لاستشهاد القائد عرسان الهابط، وإحياءً لذكراه العطرة قامت الايادي البيضاء بإعادة ترميم وتأهيل قسم الطوارئ في مستشفى حيفا وذلك صباح الثلاثاء 9/12/2014 بحضور مدير مستشفى حيفا الدكتور خليل مهاوش والطاقم الطبي وامين سر حركة "فتح" في بيروت سمير ابو عفش وقيادة المنطقة وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات الأهلية الفلسطينية وعائلة وأقرباء الشهيد ابو ماضي وعموم أهالي قرية كويكات ووجهاء وفاعليات وكبار السن وعدد من اهالي مخيم برج البراجنة.

وتّمت إزاحة الستار عن لوحة افتتاح قسم الطوارئ، والقى صلاح الهابط "شقيق الشهيد عرسان الهابط" كلمة بالمناسبة، قال فيها: "يا ملائكة الرحمة، أيها المتعالون على الجراح، الساهرون على علاج وراحة شعبكم الفلسطيني على مدار الساعة.

خمسة وأربعون عاماً من النضال المتواصل في خدمة شعبنا الفلسطيني في السلم والحرب. شعبكم الفلسطيني لن ينسى التضحيات الجسام التي قدمها كادركم الطبي في جميع مشافي الهلال الأحمر، مقدمين الشهداء الشهيد تلو الشهيد بالاضافة الى الجرحى. لقد كنتم  رواداً في سبيل ترسيخ منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، وتقديم الخدمات الصحية رغم الظروف الصعبة التي مررتم بها وضآلة الإمكانيات المادية واللوجيستية.

نلتقي اليوم في هذا الصرح، في مستشفى حيفا التي هي جزء من مؤسسات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمة التحرير، وفي مناسبة عزيزة على قلوبكم وقلوبنا جميعاً، ذكرى غياب علم من أعلام العمل الاجتماعي والانساني والوطني، ذكرى غياب قائد دافع عن مخيمنا، مخيم الصمود، وعن القرار الوطني المستقل، وأعني بذلك القائد عرسان الهابط "أبو ماضي". ولن استفيض بالكلام عن مآثره في شتى النواحي لأنكم جميعاً تعرفونه معرفتكم لأبنائكم، ومعظمكم رافقتم مسيرته النضالية والاجتماعية والخدماتية التي قدمها للمخيم ولشعبه الفلسطيني.

لقد كان ابو ماضي يحلم بالعودة الى وطنه والى قريته كويكات، قرية الآباء والأجداد، ولكن شأنه شأن الكثيرين من أبناء شعبه الذين خطفهم الموت قبل تحقيق حلمهم.

اليوم وفي ذكرى غيابه الثالثة، واستمراراً لمسيرته وعطائه الذي لا ولن ينضب أبداً، اخترنا تقديم هبة متواضعة من شأنها تحسين ورفع مستوى الأداء الخدماتي لمستشفى حيفا وهي ترميم المرفق العام (الطوارئ)، وهنا اود التوجّه الى ابناء الشعب الفلسطيني عامة واهلنا في مخيم برج البراجنة والى كل الفصائل والتنظيمات الفلسطينية والى جميع المؤسسات الاهلية الفلسطينية وهيئات المجتمع المدني والى اللجان الشعبية الحفاظ على هذه المؤسسة الصحية لأنها ورغم الامكانيات المتواضعة المتوفرة لديها الا أنها تبقى المتنفس الصحي والعلاجي الوحيد لأبناء شعبنا الفلسطيني.

من هنا وامام الجميع اقول لكم من غير المسموح اطلاقاً لأي جهة كانت التطاول والتعدي على هذه المؤسسة لا على الكادر الطبي ولا على المنشأة ولا على معداتها واجهزتها، والغطاء مرفوع عن اي متعد مهما كان انتماؤه.

العهد هو العهد والقسم هو القسم ان نبقى حراساً امناء على أمن وراحة المخيمات، وقلعة الوحدة الوطنية وصمام الأمان حفاظاً  على تراث وممتلكات شعبنا.

كما اتوجه بالشكر لكل الايادي البيضاء التي ساهمت بإنجاز هذا العمل وأخص بالذكر الاخ رئيف سليم.

الرحمة والخلود لشهدائنا الابرار.. الحرية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني.. والشفاء العاجل للجرحى.. الوفاء والرحمة لشهيدنا الحبيب ابو ماضي ونحن على العهد باقون".

بدوره الدكتور خليل مهاوش وجه التحية الى الايادي البيضاء التي قامت بإعادة وترميم قسم الطوارئ في مستشفى حيفا معاهداً الاستمرار بتقديم الخدمات الطبية والاستشفائية للفلسطينيين رغم الامكانيات المتواضعة المتوفرة لديهم.

كما وجّه مهاوش التحية الى روح الشهيد عرسان الهابط والى عائلته.