من لا مكان ومن كل مكان ومن لا زمان ومن كل زمان يأتيك هذا الموت فأنت التجربة، فلم تحاول أن تعيش! يقول قائل وهو يحفر قبورا جديدة لأجساد طرية، الراقدون هم القوامون.. يطلون من تحت الثرى على حواف قبورهم ويسألون لم أنتم أيها الأحياء في الأسفل جيئوا إلى عليائنا..
ها نحن نتوارى ونواري ولا أحد يكفكف لا دمعنا ولا دمنا.. قال طفل إننا ثمن القضية وأصحابها.. ولا أحد سيحمل عبئها إلا طفلها وشيخها وأمها وبنتها وشبابها، لا مجد لأحياء أذلاء.. ولا راحة لشهداء إن لم يمهدوا طريقا للحرية نرى عربا ولا عرب هناك.. الكل يغرق في رمال ربعه الخالي ونحن نطفو فوق دمائنا ودموعنا بخيلاء الفرسان، لا قمع يشلنا ولا مجازر تنقص أعدادنا بل تزيد أعدادنا شهداء.. من ظل يحلم بالمدد خاب أمله.. المدد في هذا الولد، الولد الفلسطيني فقط حارس التراب والبحر والجبل. لا نجده من أحد.. كلنا سواسية في أن نكون مخذولين ليس لنا إلا نحن بعد المولى.
سيقال إن الفلسطيني ظل صامدا ومرابطا لم تفزعه آلة الرعب ولا عصابات المستوطنين.
نحن دولة تحت الاحتلال ومن حقنا أن نحظى بحماية دولية وأن نلجأ إلى الأمم المتحدة لحماية قدسنا وأبناء شعبنا في غزة وجبال الضفة.. فالاحتلال ينتهز فيضان المستنقع العربي ليحلق فوق كالبعوض ويفعل أفاعيله ويمارس الاستيطان والعدوان، وها هو شعبنا يصمد ويقاوم ولا خيار سوى هذا.