بقلم عضو المجلس الثوري / المحامي لؤيعبده

التحولالى نظام سياسي قبل التحرير، دفع الى التخلي عن اساليب ومفاهيم الثورة والكفاح والقبولبطريق المفاوضات دون نهاية لها، وعدم الوصول الى الحد الادنى من الاهداف والحقوق،جعل الساحة الفلسطينية عرضة للغزو الاجنبي بكل معاني وابعاده، والانشغال بامراضالمجتمع وحركات التحرر الوطني التقليدية، والمشكلات التي لا حل او علاج لها الابالحرية والاستقلال، طالما الاحتلال والاستيطان والتهويد مستمر .. وباقي .

تبدلت الاولوياتوالبرامج واصبح الواقع حالته عدمية، وفراغ مميت، وفقدان الثقة، مهما حاول هذاالنظام المتواضع ان يبرر لنفسه كل قراراته وتوجهاته فالخطاب السياسي في وادوالجماهير في واد اخر، بمعنى اخر اصبحنا نلهث ورائها ونناديها، بدلا من ان نكون فيمقدمتها، وتلتف حول التوجهات المنشودة .

حركة فتحاما ان تكون حركة شعب او حركة سلطة ونظام، لا يمكن التنبؤ بان التحول الى نظامسياسي ان ينجح بمهمة تحقيق حق تقرير المصير (( ومايسمى ببناء مؤسسات الدولة )) لانالنظام السياسي يجب ان يتغذى من مصادر حقيقية ذاتية تكون منابع حتى يستطيع ان ينموويعيش في مقدمة ذلك الارض الحرة، السيادة، الشعب، مقومات اقتصادية ذاتية مستقلة،فكيف يمكن ان يقيم فتح نظاما او يتحول الى نظام سياسي بدون ذلك .

فلماذا الاصرارالمضي في طريق السراب والوهم، فتح وجدت لتحرير فلسطين او اقامة دولة مستقلة علىجزء من الارض المحتل عام 1967، لكن ذلك لا يمكن ان يتحقق طالما الحقوق الوطنيةمازالت غير منجزة، والاحتلال والمستوطنات الاسرائيلية في تمدد وانتشار ومليئةبالدم اليهودي، فكيف يمكن ان يتعايش مبدا الحرية والاستقلال مع الاحتلال ؟

وكيف يمكنان تتحول سلطة الى نظام سياسي حر وذو ارادة ؟ وهو لا يمسك باوراق المعادلة، منالمستحيل ان تعيش سلطة وطنية في ظل الاحتلال او معه، خاصة وان كل الاوراق بيدهوميزان القوى كذلك .

صحيح انالاستقلال الوطني للشعوب انتزع من الاحتلال والاستعمار، وبالنصر نصر النضالوالكفاح، لكن اي كفاح الذي انتصر ؟!

فتح لاتقبل هذا التناقض مع قوانين الطبيعة والحياة والمجتمع، لانها لا تخرج من التضاد،وانما من واقع القهر، والظلم والنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني، فالتضاد للصراعالطبقي وليس للصراع الوطني، فلماذا هؤلاء يراهنون على قناعاتهم فقط، وان قرارهمالمرتكز على الغير، ووعوده والمساعي الدبلوماسية المصحوبة بمصالحه وارضائه في ذاتالوقت نخسر شعبنا وارضنا، ومستقبلنا فعامل الزمن ليس لصالحنا، ولا لصالح حقوقنابالارض والحرية، وتحرير القدس، ونخسر الكثير من سياسة الامر الواقع والتهويد واحتواءالمشروع الوطني، وخاصة حل الدولتين اذا مازال قائما، بعد ان غدرت اسرائيل وحكوماتهاليس فقط بالقيادة الفلسطينية وانما بالشعب الفلسطيني المنكوب والمقهور والمستبد بهداخليا وخارجيا .

فتح لمتعد تحتمل طريق المناورة على حساب الاستراتيجية والحقوق والاهداف، ولم تعد تقبل انتخسر وجودها وديمومتها بسبب مبجلي الاجتهاد والنفاق، والبرغماتية الفاشلة والتي لاتصلح لواقع شعبنا ومجتمعه، واخلاقه وقيمه ومبادئه وثقافته الوطنية القومية.

لذا فانالروح الوطنية النضالية التي سعت فتح ومناضليها ان تعم شعبنا واجياله المتواكبةتستمر حتى تصبح سلوكا جماعيا، وذلك عبر العمل الدؤوب، والالتزام المطلق بالحركةومبادئها ومنطلقاتها واهدافها، واحترام نظامها الداخلي وهيكليتها وقيمها واخلاقها،ليس فقط اعتناق البرغماتية والمصالح وحب الشهرة وجنون العظمة، والصراع علىالمراتبية، وتنمية النفوذ الشللي، والوصول الى السلطة والسيطرة على مراكز قواهاومؤسساتها، طالما فتح صاحبة المشروع وهي التي اسست هذه السلطة التي لا قيمة لهااليوم امام حقوق شعبنا الوطنية، فما قيمة وجودها ومازال شعبنا تحت الاحتلال يعانيويدفع الثمن غاليا، وهذا الاحتلال مستمر بسياسته التوسعية الاستيطانية،

لا بدمن ان نصحوا ونسال انفسنا ماذا نريد ؟ لاننا وبكل موضوعية القلق بات متمكن منصدورنا وتفكيرنا وهناك مازق حقيقي اخذ باحكام نفسه علينا وعلى مستقبلنا، ولم تعدنظرية السلام والحل السياسي وطريق المفاوضات تبعث على الامل،

خاصة وانالامة العربية منشغلة بنفسها وفي صراعها مع انظمة الحكم وفي حالة من الفوضىالخلاقة ومؤشراتها انها ستدوم لوقت طويل مما يعني ان قضية فلسطين لم تعد القضيةالمركزية، الامر الذي يعطي للاحتلال الاسرائيلي وحكوماته المزيد من فرص الهيمنةوالتمادي على شعبنا وتقرير مصيرنا وحقوقنا بالارض والحرية .

فلسطين اليوممع حالة الانقلاب والانقسام في قطاع غزة، وتراجع الحركة الفلسطينية، في خطر ولمتعد من اولويات احد في هذا العالم لا من ناحية الحل، ولا من ناحية الضغط على حكومةاسرائيل لوقف سياساتها وعربدتها العدوانية .

نكررسؤالنا كما ذكرناه سابقا ما العمل ؟

فتحقيادة وكوادر ومناضلين وكفاءات ملزمين ان يقدموا الجواب لشعبهم وامتهم .

واذا مابقي الحال على ما هو دون اي جواب تسقط الثقة والسياسات وصناع قرارها، لكن حركةالتحرر الوطني تبقى لانها شخصية شعب وحالة نضالية تسعى الى حق تقرير المصير، كمانصت قوانين المجتمع الدولي والطبيعة الانسانية وحتمية التاريخ، بالتالي من السابقلاوانه الانصهار بوهم النظام السياسي، والاكتفاء بملامح ومبادئ نظام سياسي تحرريوطني ديمقراطي عادل الى ان تصبح السيادة والارض والمجتمع ومكوناته في واقع الحريةوالاستقلال، لكي نحافظ ونتمسك ونبقى في ثقافة التحرير الوطني كمغذي للتفكيروالسلوك الجماعي، وحتى لا نفقد الارادة والوعي بقضيتنا وادوات التحرر والكفاح، هذهجدلية حقيقية وواقعية لا غنى عنها مقابل لا شيء فالحركة الصهيونية ( العدو الرئيسي) لم تتوقف ولم تنتهي ولم تتخلى عن فكرها وادواتها ، ( حسب قادتها ) ومازالت تعملفي اسرائيل والعالم على تجميع اليهود في اسرائيل، والسعي التوسعي لها في المنطقة،بالرغم من امتلاكها قوة الردع والهيمنة ونيران قوى عالمي، فكيف للشعب الفلسطينيوقياداته يقبل ان يتخلى عن حقيقته ومازال يرزح تحت نير الاحتلال، ومقابل ماذا ؟

حكمذاتي او سلطة لا سلطة لها .

صراع نفيالنفي مازال مستمرا، فارضا نفسه على شعبنا وارضنا وامتنا العربية، والامةالاسلامية، وكل قوى التحرر والحرية في العالم، مهما كانت طبيعة المرحلة، او الظروفالقائمة وحالة التراجع السلبية، فهذا لا يعني اننا فقدنا الامل والايمان بالحرية،والكفاح الوطني، وحتمية التاريخ والحق، والاسباب التي جاءت بحركة فتح مازالت ذاتالاسباب، وان كان التغير الحاصل بالقشرة والشكل واللون، لكن جوهر الامور مازالذاته، فالثورات التي يطول عمرها او التي تتوقف في مرحلة ما تقود وتستانف نفسها،كما حصل في الصين العظمى وروسيا، ونيكاراجوا في امريكا الجنوبية، وفي التاريخ سواءكان في الشرق او الغرب لان ارادة الشعوب ستنتصر حتى وان اصبحنا اخر شعب محتل في هذاالعالم، لان الظلم والاضطهاد والقهر لا يتجزا، ولا يدوم من هنا جاءت مقولة ثورةحتى النصر .

يتبع