افتتحت بالأمس اعمال المؤتمر السابع للمقاومة الشعبيةفي قرية بلعين، إحدى قلاع المقاومة الشعبية بحضور رسمي ودبلوماسي وشعبي. تميز الحضوربشكل عام بضعف تمثيل ومشاركة القوى السياسية والاهلية المختلفة، الامر الذي يشير الىانخفاض وتراجع ثقة الجمهور بالمؤتمر والغاية منه، رغم مشاركة رئيس الوزراء، الدكتورسلام فياض وعدد من اعضاء اللجنة التنفيذية والامناء العامين لبعض الفصائل والكوادرالقيادية. الحضور الدبلوماسي والأممي كان إيجابيا بالقياس مع حضور الجمهور الفلسطيني.

لعل ما جاء في كلمة ممثل اللجنة الشعبية للمقاومة الشعبيةفي قرية بلعين، باسل منصور من اسئلة جارحة وحارة تلقي الضوء على واقع الحال والمشاركةالوطنية المحدودة. وتضاؤل نسبة الثقة بين المواطن والجهات المسؤولة المختلفة دون تحديد.

ولو حاول المرء إعادة صياغة الاسئلة في هذه الزاوية،لتعميق نشرها بالقدر الممكن، وفتح الحوار حولها في اوساط الشعب وقواه السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية والثقافية - التربوية، لاغناء الجدل الوطني، وتسليط الضوء على مكمن الخللالبنيوي في الذات الوطنية وهياكلها المختلفة. فيمكن تسلسلها كالآتي:

هل يريد الشعب العربي الفلسطيني وقواه السياسية وقيادتهالرسمية مقاومة شعبية ام لا؟ وما هي معايير هذه المقاومة؟ هل المطلوب مقاومة الخطابوالشعار السياسي والاستهلاك الاعلامي ؟ ام مقاومة شعبية تستند الى برنامج ورؤية وطنيةجامعة، وأداة قيادية قادرة وكفؤة على استنهاض الطاقات الوطنية المغيبة او الغائبة،مقاومة ترصد لها الامكانيات المادية والاعلامية والثقافية؟ واين القوى الوطنية المختلفةمن المقاومة؟ وهل ستبقى تنتظر الى متى حتى تشارك بكل قواها؟ ومتى ستنهض إن لم تفعلدورها في المقاومة الشعبية؟ واين الجماعات الاسلامية (حماس والجهاد الاسلامي وحتى حزبالتحرير)، التي تتشدق بالمقاومة ليل نهار وتقف غير عابئة بما تشهده القدس والخليل وبلعينونعلين والمعصرة والنبي صالح وغيرها من القرى والبلدات الفلسطينية؟ والى متى ستبقىتثرثر وتزاود على القوى الوطنية (فصائل منظمة التحرير ) بالمقاومة وهي بعيدة عنها بعدالارض عن السماء؟ وهل المقاومة إطلاق قذيفة او صاروخ فقط ؟ أليست المقاومة الشعبيةشكلاً اساسياً من اشكال النضال؟ وألم تثبت تجربة بلعين وقبلها تجربة الانتفاضة (الثورة)الكبرى 1987- 1993نجاحا باهرا في كسر إرادة المحتل الاسرائيلي؟ وأليس من الواجب علىمن يدعو للمقاومة بشكل عام ، ان يعود الى جادة المصالحة لتعزيز عوامل الصمود لمجابهةالتحديات الاسرائيلية؟ وهل يمكن للمقاومة ان تتوافق مع تأبيد الانقسام واستمرار الانقلاب؟

المقاومة الشعبية تحتاج أولاً الى ارادة وقرار سياسيواضح وصريح. كما تفرض على القيادة الخروج من شرنقة التعثر والخشية من تطور المقاومةالشعبية. كما آن الأوان للمقاومة ان تكبد الاحتلال خسائر فادحة سياسية واخلاقية وقانونيةواقتصادية، ولا يتم ذلك إلا باطلاق العنان لها (المقاومة الشعبية) من خلال تشكيل إطارقيادي قادر ويعكس الاجماع الوطني، وتحت تصرفاته امكانات مالية واعلامية ولوجستية كفيلةباعطائه المصداقية مع الشارع الفلسطيني أولاً والأممي - الاسرائيلي المؤيد للسلام ثانياوذلك للتمهيد لتوسيع نطاق المشاركة المحلية والعربية والاممية بمن في ذلك انصار السلامالاسرائيليون.