متى سيدرك عضو المكتب السياسي لحماس صلاح البردويل أنحبل الكذب على الناس اقصر من الخط الفاصل بين بياض وسواد العين، وان الأمانة والصدقوالوفاء هي أهم ثلاث علامات تُعَرِفُ بالمسلم، وأن الخيانة والكذب والنكوث بالعهد هيعلامات المنافق الثلاث الأسطع. يظن امراء الانقلاب في حماس غزة بقدرتهم على ايقاع حركةفتح رائدة المشروع الوطني بالفخ، لكنهم أسقطوا انفسهم وجماعتهم والذي ينطق باسمهم بمستنقعالنفاق والكذب، فهم يطالبون «فتح» بالتنسيق الأمني مع اسرائيل، لأخذ ضمانات من أجهزةأمن اسرائيل تقضي بعدم اعتقال قيادات حماس، وفي الوقت نفسه يخونون « فتح « بتهمة التنسيق!! فصلاح البردويل الناطق باسم « اخوانه» المعروفين بالعلامات الثلاث الأسطع، صرح قبليومين مبررا قرار حماس تعطيل المصالحة وتأجيل الانتخابات الى العام المقبل فقال :«ان السبب هو عدم تقديم حركة «فتح» ضمانات حقيقية، تضمن عدم اعتقال أعضاء المجلس التشريعيوقادة حركة «حماس» الذين سيترشحون في الانتخابات من قبل الاحتلال الإسرائيلي».اذا لامانع لدى حماس ان تنسق « سلطة فتح «- كما يدعونها –أمنيا مع اسرائيل لضمان سلامة وأمنقادة حماس ونوابها فقط !! أما التنسيق الذي ما كان الا لمصلحة حركة وحياة وأمن المواطنينالفلسطينيين فإنهم في « كتابهم « خيانة !!.حاول البردويل تقزيم الانتخابات بعد « فشلساطع» لكتل جماعته الاخوانية في انتخابات الجامعات والاتحادات والنقابات في الضفة حيثمارسوها بحرية تامة، وبعد تلمسهم احباطا ويأسا شديدين من « اخوانهم « في مصر الذينلا يحسدون على ما هم فيه من تخبط وانهيار بعد صعودهم المريب الى مجلس الشعب, ومحاولتهمتصعيد قدراتهم لابتلاع كل مؤسسات النظام السياسي بمصر، فقال عن الانتخابات القادمةالتي نصت عليها اتفاقات القاهرة واعلان الدوحة: هي جزء بسيط من جملة الاتفاقات الموقعةبين الفصائل الفلسطينية في اتفاق القاهرة 2011، وإعلان الدوحة في شباط الماضي”. أمانحن فانا نسأله التالي :” مادمتم تعترفون انها جزء بسيط من الاتفاقيات الموقعة فلماذالم توفوا العهد ؟! ام انكم عندما يكون السلطان بين ايديكم لا تعترفون بأخلاق الرسول،ولا تلتزمون بقرآن المسلمين ؟!.. فأوفوا العهد ان كنتم صادقين، لعلنا هنا نذكركم بقولالله تعالى في سورة الفتح « فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْأَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» .. الآية10»لو قرأ البردويل حديث أمير الجماعة بغزة الدكتور محمود لذهب معه الى المقبرة لقراءةالفاتحة على روح ( اعلان الدوحة ) الذي وقعه ولي الأمر الأكبر، رئيس المكتب السياسيلحماس خالد مشعل، فالزهار قال في مقابلة لعربي برس : «اتفاق الدوحة قصة ماتت وانقضىزمانها « أما نحن فإننا نعتب على ابو الوليد الذي لم يخبرنا أو ينشر النعي في الصحف،الا اذا كان يعلم – نظنه كذلك - أن لا عزاء لمن فقد الأمانة، الوفاء والصدق. يعلم البردويليقينا أن السلطة الوطنية مشروع وطني مرحلي على طريق قيام دولة فلسطين، ويعلم كما يعلمكل « مشايخ جماعته» أن مؤسسات السلطة وأجهزتها الأمنية المنصوص عليها في القانون ليستوكيلا للاحتلال، وأن اتفاق اوسلو بين حكومة اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية قد نصعلى عدم ملاحقة اي عائد فلسطيني مهما كان سجله النضالي قبل توقيع الاتفاقيات، وان الاحتلالكأمر قسري وواقع ما زال يمنع السلطة الوطنية من بسط سيادتها وتحقيق الأمن للمواطنينفي الضفة وقطاع غزة على حد سواء, وانه في ظل هذا الواقع لا يمكن للسلطة الكذب على الشعب،وتسييل الوعود والادعاء أنها قادرة على منح ضمانات لأحد، فقيادة المنظمة مقتنعة بأنهلا يمكن طلب ضمانات من حكومة وسلطات احتلال بعد أن حاصرت الرئيس ياسر عرفات في مقرقيادته برام الله، رغم توقيعه اتفاقيات السلام معها، فجائزة نوبل للسلام التي حملهامناصفة مع رئيس وزراء اسرائيل اسحاق رابين لم تضمن حياته وأمنه، فكيف والقوى الفلسطينيةقد أقرت واجمعت على مبدأ المقاومة الشعبية السلمية فهذا يعني ان المواجهة ما زالت مفتوحةبأساليب سلمية، اي لا ضمانات لأي فلسطيني حتى ولو كان رئيس منظمة التحرير الفلسطينيةرئيس السلطة الوطنية الذي انطلقت رسائل التهديد المبطنة بتصفيته من أعلى مستوى في حكومةاسرائيل كأفيغدور ليبرمان وزير الخارجية وضباط كبار في استخباراتها. لو كانت السلطةالوطنية تتعامل بمبدأ أخذ الضمانات من سلطات الاحتلال لما كان عضو اللجنة المركزيةلحركة فتح مروان البرغوثي وجمال الطيراوي وكلاهما عضو في كتلة فتح البرلمانية في المجلسالتشريعي والنائب السابق حسام خضر وقيادات وضباط كبار وأمين عام الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين احمد سعادات معتقلين لدى سلطات الاحتلال حتى الآن، وغيرهم قد يعتقل ما دام الاحتلالقائما وابواب الصراع معه بالوسائل المشروعة ما زالت مفتوحة.السلطة الوطنية لن تطلبمن الاحتلال الا الانسحاب وايقاف الاستيطان والوفاء باستحقاقات عملية السلام حتى تتمكنمن نقل الشعب الفلسطيني من واقع الاحتلال الى الحرية والاستقلال ؟!.