يريد الفلسطينييون تصدير صناعاتهم المدموغة بعبارة:«صنع في فلسطين» ويتطلع العرب لاستهلاك منتج فلسطيني بنوعية ومواصفات جيدة وأسعار مناسبة،فتحضر فلسطين في بيت العربي وأدواته ومأكله وملبسه، فنحن بحاجة لاختراق الصورة النمطيةفي أذهان الأشقاء العرب وخلق تواصل معهم بمسار ابداعي مثل «صنع في فلسطين»، فلعلنانقنعهم أننا ماهرون بصنع مستلزمات حياتنا العصرية مثل قدرتنا على ما صنع صور التضحيةمن اجل الحرية والاستقلال... فعندما تبدع مفوضية الاعلام والثقافة لحركة فتح الفكرةوتتبناها وتقود الحملة بتعيين المتحدث باسم فتح اسامة القواسمي منسقا لها، وعندما يؤكدمحمود العالول وهو عضو اللجنة المركزية في الحركة بأن الحملة الوطنية لدعم المنتج الفلسطينيجزء من استراتيجية وطنية في المقاومة الشعبية، وعندما يتم الاعلان عن اطلاق الحملةبمؤتمر صحفي من مقر مفوضية التعبئة والتنظيم التابعة للحركة بحضور قيادات سياسية واقتصاديةوحكومية، فهذا يعني أن حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بدأت فعليا ببلورة مفهوم المقاومةالشعبية السلمية عمليا، بعد تخطيها مرحلة التنظير، وابداع وسائل مشروعة تتناسب وواقعالصراع مع الاحتلال الاستيطاني. فالقادة السياسيون والخبراء الاقتصاديون وممثلو الغرفالتجارية والحكومة الذين اطلقوا الحملة أجمعوا على تأصيل مبادئ ومفاهيم دعم الصناعةالوطنية كثقافة فردية ومجتمعية ركيزتها الاعتزاز بالهوية الوطنية. فدعم المنتج الفلسطينياستراتيجية لتعزيز الصمود الوطني وتوسيع مصادر الدخل القومي، على طريق الاستقلال بالقرارالسياسي، وميدان جديد واسع لحركة المقاومة الشعبية السلمية التي اطلقتها فتح، وتتبنىبرامجها بما فيها برنامج النضال الاقتصادي. للاقتصاد تأثير بالغ على الصراع مع الاحتلالوالاستيطان. وتحويل مقاطعة البضائع الاسرائيلية بالتوازي مع حملة دعم المنتج الفلسطينيالى ثقافة مجتمعية ووطنية. مهمة وطنية يمكن تحقيقها عبر برامج طويلة الأمد، تبدا منالبيت والمدرسة حتى تصل اطارات التنظيم للفصائل والقوى والأحزاب لتكوين قواعد الانطلاقنحو الجماهير بالشارع باعتبارهم الأوسع تأثيرا، وهنا نتبين الدور التاريخي الذي تؤديهوسائل الاعلام الوطنية والخاصة. لا بد من مستلزمات يجب توفيرها لانجاح الحملة ومدهابالنبض اللازم لاحياء فعالياتها وبرامجها ونشاطاتها حتى تحقق اهدافها، وهي ان يوفرالقطاع العام الظروف المناسبة والمحفزات للقطاع الخاص للانجاز، أما المنتج فيتحمل مسؤوليةرفع مستوى الجودة، ورفع منسوب تقديره للمستهلك وذوقه، فالفلسطيني صاحب ذوق رفيع، وهذايعني تلبية احتياجات الذوق الرفيع هذا الذي غالبا ما يكون متكئا لتعريج البعض على المراكزالتجارية المكدسة رفوفها بالبضائع المستوردة لا بد من الحس بالمسؤولية لدى المستهلككطرف ثالث، فالاستهلاك من المنتج الوطني يرفع نسبة المنتج الفلسطيني في الأسواق. وهذايؤدي اوتوماتيكيا الى رفع نسبة الطاقة الانتاجية للمصانع مما يعني زيادة فرص العمل..مع التأكيد على أن رفع كفاءة المنشآت يحتاج لدعم الحكومة، واعطاء الأولوية للمنتج الفلسطينيالمدعوم يشهادات جودة عالمية، وتيسير انتشاره في الاسواق العربية والعالمية.. فهل بامكانناالقول اليوم إن توأم المقاومة الشعبية السلمية، المقاومة الشعبية الاقتصادية السلميةولد بعد مخاض عسير.. لعلها تفرح من اجلنا روح زعيم الاستقلال وصاحب التجربة الهنديالعظيم المهاتما غاندي.