ألم حاد أصاب الوطن .. هذا الألم استجابة طبيعيةلسبب حدوثه .. عندنا في الطب يقولون إن الألم الحاد هو استجابة طبيعية لإصابةالأنسجة وهذا الألم يبدأ فجأة وينتهي بعد فترة قصيرة .. أما الألم المزمن فهو الذييستمر مع المريض ويستمر لمدة أكثر من ثلاثة شهور وبالتالي يتحول إلى ألم مزمن ...اليوم يمكن أن نقول أن الغالبية العظمى من الناس يعانون من آلام الانقسام المزمنةفهناك عشرات الشهور استمر معها ، وكثير من العلاجات استخدمت ولكنها حتى اللحظة لمتوقف هذا الألم المزمن ، وأرى أننا بعد عدة أسابيع سوف نكون مع الذكرى الأولىلتوقيع اتفاق المصالحة الذي تم في القاهرة بداية مايو من العام الماضي .. اناستمرار ألم الانقسام دليل قاطع على أن الجسم الفلسطيني أيضا لازال مصابابالتخوفات والتردد وربما عدم وجود النوايا الحقيقية والأفعال الحازمة لإنهاء هذاالألم اليومي ..  ربما من البديهي أن لانسأل المريض المتألم ' هل يصيبك الألم ' .. ومن البديهي أن لا نذهب للجماهيرلنسألهم هل أصابهم الانقسام بألم ام لا .. ربما التنهيدة تسبق الجواب وربما الصراخيكون رد فعل ، وربما الصمت أيضا .. الجسم الفلسطيني غير مرتاح لهذا الألمالانقسامي المزمن .. فهناك زيادة في المعاناة ، وزيادة في الضغوط النفسيةوالاجتماعية .. هناك تغييرات في التواصل بين أفراد المجتمع .. ونتيجة للمعانات منألم الانقسام نجد مستويات عالية من الإحباط وربما يصل إلى اللامبالاة لغرض تناسيالألم ...؟! وبالتأكيد تزداد حالات القلق والأرق والاكتئاب والأمراض العضوية..  في هذه الحالات المزمنة من الألم يحتاجالجسم إلى تدخل خارجي ' مساعدة ' .. وبالتالي فإن المجتمع الفلسطيني في ظل ألمالانقسام المزمن بحاجة إلى مساعدة خارجية من إخوانه العرب المؤثرين والقادرين علىمعالجة جوانب مسببات وتداعيات وما خلف هذا الألم وتهيئة الجسم للعودة إلى حالةالطبيعية ، وهنا على الإنسان أن يقبل هذه المساعدة ويتعامل معها إيجابيا وألايرفضها .. إن إنهاء الانقسام المؤلم يتوجب أن يكون استيراتيجية وضرورة وحتميةوأيضا يتوجب أن تكون كل خطوات إنهاؤه للتطبيق وليس للدراسة ، فالجسم الفلسطيني لايحتمل مزيدا من التصريحات والأقوال والتجاذبات والاختلافات .. ان الألم الذي يسببهالانقسام يصل إلى كل الجسم الفلسطيني ، وحين لا يجد هذا الجسد بصيص أمل حقيقي فإنهيتعمق أكثر وأكثر ويؤثر سلبا على كل ما تم عمله حتى الان من إجراءت علاجية لهذهالحالة المستعصية في التاريخ الفلسطيني منذ النكبة .. بداية علينا وقف الألم ومنثم إعادة الجسم الفلسطيني إلى طبيعته السليمة ، وبالطبع هذا لا يمنع أو يلغي أهميةالمشاركة الموحدة أيضا في قراءات هادئة وإصلاحية وبحثية صادقة للأسباب والعواملالتي أدت الى حدوث الانقسام وبالتالي إيجاد الحلول الواقعية لعدم عودته وتحريمهوالتعديل في الدستور الفلسطيني بما يكفل ذلك .. ان الظروف المحيطة بنا والتي تهدد مستقبلنا تحتم علينا إنهاء الانقسام وهذاالألم المزمن والبدء فورا بتطبيق المصالحة على الأرض وليكن بالفعل وطن واحد موحد