من المنتظر ان يشهد مطلع شهر ابريل نيسان القادم بدءاعمال دورة جديدة لمجلس شورى حماس في كل من الخارج وقطاع غزة، وسيتم تأجيل اقليم الضفةالى وقت آخر لاعتبارات عدة منها، الارباك في جسم قيادة الاقليم؛ غياب الثقل الفعليلقادة الاقليم في التقرير بشؤون الحركة؛ وبنفس الوقت عدم اهتمام القادة في اقليمي الخارجوالقطاع باقليم الضفة، لان جل التناقض متركز بين الديوك في اقليمي القطاع والخارج.

وارتباطا بما نشر عن الازمة الداخلية في صفوف الحركة،وخاصة بين ديوك غزة وديوك الخارج، فإن مجلس الشورى، الذي بدأت له الاستعدادات مبكرابين الاقطاب والتيارات المتناقضة عبر التصريحات والتصريحات المضادة، سيشهد دورة عاصفةلجهة تصفية حسابات في غزة والخارج، ومما لا شك فيه ان الصراع سيدور على رئاسة المكتبالسياسي، وايضا في عضوية المكتب السياسي. وبالتأكيد سيطال ايضا الصراع بين التياراتعلى التوجهات السياسية.

الجميع الآن في الهيئات القيادية منخرط في وضع الرتوشالاخيرة للسيناريوهات المبتغاة من وجهة نظره. ويجري تحشيد التحالفات المناسبة التيتؤمن إعادة صياغة المؤسسة القيادية وفق ما يطمح. وبات من شبه المؤكد ان تحالف الديوكفي غزة بقيادة إسماعيل هنية وليس محمود الزهار، الذي يضم كلاً من خليل الحية وعمادالعلمي بالاضافة لموسى ابو مرزوق  سيتصدى لتيارخالد مشعل، محمد نصر وعزت الرشق. والهدف إزاحة خالد مشعل عن رئاسة المكتب السياسي.وهناك صراع خفي بين كل من اسماعيل هنية، الذي تضخم تقديره لذاته بعد جولة الزياراتللدول العربية والاسلامية، وبين موسى ابو مرزوق ، الذي يعتبر نفسه الأحق بالموقع، لانهالرئيس السابق للمكتب السابق، وكونه الاقدم تاريخيا بالقياس لاعضاء المكتب السياسيالاخرين، ولاعتقاده انه تم التآمر على موقعه أثناء اعتقاله في اميركا من قبل خالد مشعل.وطبعا هناك طموح يحاكي خيال محمود الزهار.

غير ان الرغبات التي تدغدغ الديوك الحمساوية في التربععلى عرش المكتب السياسي، ليس بالضرورة ان ترى النور في حال استطاع خالد مشعل نسج تحالفقادر على إحباط طموحات هنية وابو مرزوق والزهار. ولكن معركة رئاسة المكتب السياسي ستعكسنفسها سلبا على شخص ابو الوليد في حال تمكن من الاحتفاظ بموقعه، حيث ستكون عودة ضعيفةومهزوزة.

اما الصراع على عضوية المكتب السياسي فلن يكون سهلاًحيث هناك إصرار من ديوك غزة على تصفية حساب مع كل من عزت الرشق ومحمد نصر، واسقاطهمامن عضوية المكتب، لخلق نوع من التوازن بين التغيير في العضوية من الخارج والداخل سيتمإسقاط محمود الزهار، وقد تطال التغييرات ايضا نزار عوض الله، الذي لا يهش ولا ينش،وكذا احمد الجعبري سيوضع رأسه على مقصلة الابعاد عن المكتب السياسي. واستبدالهم بيحيىالسنوار وروحي مشتهى ، فضلا عن توجه بدعم اسماعيل الاشقر لدخول المكتب السياسي.

واستعدادا للخيارات الاسوأ قام محمود الزهار في الآونةالاخيرة بزيارة لايران، في اعقاب زيارة اسماعيل هنية، وسعى لتسويق نفسه، على اعتبارانه «زعيم» المقاومة ، وذلك لتأمين الدعم الايراني في حال تم إسقاطه وانشق عن الحركة،لا سيما انه قام بالتشبيك مع كوادر قيادية من القسام لهم تحفظات على سياسات الحركة.فضلا عن انه قام بالسيطرة على ما يزيد عن الخمسة وثلاثين مليون دولار اميركي لدعم توجهاتهالذاتية.

الايام القادمة تحمل في طياتها غيوماً ملبدة في اجواءانتخابات مجلس الشورى القادم، والصراع على مركز القرار الاول بين ديوك حماس. الامرالذي يتبئ بامكانية حدوث انقسام داخل صفوف الحركة، لا سيما ان التناقضات تتعمق يوماًتلو الآخر. والملفت فيما يجري داخل حركة حماس، أن الداخل يسعى بقوة (اقليم غزة) للسيطرةعلى قيادة الحركة، وتهميش القيادات التاريخية والتي احتلت مركز القرار في المرحلة الاخيرة.بعكس ما حصل مع قيادة منظمة التحرير، التي حملتها الحركة الوطنية في الداخل ومجدتها،ومنحتها الثقة قبل عودتها وبعد عودتها للارض الفلسطينية في عام 1994، والذي تمثل بانتخابالرئيس ياسر عرفات لرئاسة السلطة، وتلا ذلك انتخاب الرئيس محمود عباس، وباقي مكوناتمنظمة التحرير والسلطة.