استضافت رام الله قبلأيام وبمبادرة أصيلة من جامعة النجاح الوطنية رائدة الفضاءالأميركية مارشا ايفانس التي حلقت بالحضور في فضاء المجرات على امتدادها الكوني منخلال عرض خيالي من حيث الروعة وعلمي أصيل من حيث المحتوى.
فنقلت إيفانس مباشرة من كبسولات رواد الفضاء سورة للحياة الآدمية في عالم انعدام الوزن وروايةأصيلة للمنظومة الأخلاقية التي تسود الحياة البشرية في مجتمع خارج غلافنا الجوي،ناهيكم عن الصور الفلكية لعالم الكواكب والقمر، وذلك بتجرد ووضوح وبساطة وجماللم يسبق لكثير من الحضور أن رآه.
الحضور هذا الذي تكون جله من النساءالأكاديميات المختصات في مجال العلوم انطلق مع إيفانس في عالم من الخيال والطموح يوازيرغبته بأن يكون للعلم في فلسطين حظوة أكبر في حياتنا وتقديرا أكثر جدية منالمجاملات والشعارات المعتادة.
تماما هي الحال التي سادت مدرجات جامعة النجاح هذهالمرة في نابلس وسط مؤتمر نوعي لتقنية النانو التي لم تدخل عالم الطب والأحياء فحسببل دخلت عالم الهندسة والتصميم والكهرباء والميكانيك وغيرها من حقول العلمأيضا حتى باتت إحدى أهم ركائز الاهتمام العلمي العالمي إن لم تكن الأولى بامتياز.
أسئلة العلماء الفلسطينيين الذين يشرفوننا بعلمهم وقدراتهم وبقدر اهتمامها بالتطوراتالعلمية تطرح همها القديم الجديد، متى سيصبح البحث العلمي جزءا أصيلا من حياتنا؟ومتى تستطيع جامعاتنا أن تحل مشاكلها مع المال المخصص لمعركة بقائها لتركز على تطويرقدراتها البحثية ومساهماتها في الأوراق العلمية العالمية؟
ومتى يقتنع القائمون على التعليم أن التعلم التقليدي التلقيني قد ماتواندثر وأن التعليم التحليليالبحثي هو جزء أصيل ومحور ركائزي مهم للنهوض بالعلم؟ وأن الدراية بالأمر ليستكافية ما لم ننجح في المساهمة في مجتمع المعرفة عبر مختبراتنا البحثية ومنشوراتناالعلمية ومساهماتنا المعرفية التي تحتاج الرفد والانضاج والإرشاد إضافة إلىالمقومات المادية الكافية.
إن مدرسا جائعا ومدرسة فقيرة وجامعة مثقلة بأعباءالمال لن تستطيع مجتمعة أن توفر بيئة تأسيسية وحاضنة للتطور العلمي المطلوب وصولا إلىالبحث العلمي المرموق.
إن ما نحتاجه فلسطينيا ألا يبقى عالم الخيال الذي قدمتهإيفانس عالما خالياً من مساهمتنا العلمية النوعية وأن تبقى حياة علمائنا الخبراء فيمجالات مختلفة مرهونة بالأمنيات والتحسر والرغبة الملحة بالهجرة. فمتى يا ترىسيصبح الاهتمام بالعلم والعلماء أقصر من رحلتنا من القمر إلى فلسطين!؟