الظاهر في الأفق القريب، أن شعبنا في غزة، بات يتطلعالى ربيع الحياة، في السياسة والكرامة والبناء الوطني وخوض معركة الاستقلال والخلاصمن الاحتلال العنصري، والحفاظ على الوحدة كشرط للحفاظ على المشروع الوطني. ومن واجبناأن نقف مع شعبنا في غزة، وأن نبين له إحداثيات الطريق، بالتأكيد على أن عُتاة الفاسدينفي غزة، هم العائق، وأن منتسبي «حماس» الطبيعيين لا خلاف معهم، وهم يشبهون الفتحاويينالطبيعيين. ومثلما كان الفساد عندنا يخوزق الغالبية الوطنية المناضلة المحترمة، فإنالفساد عندهم يفعل الشىء نفسه، ضد معظمهم الطبيعي!

في لغة الإعلانات المصرية، يقرر من يريد البيع أو الشراء،أن الوسطاء غير مرغوب فيهم، لأنهم يقبضون من البائع ومن المشتري، ويكون مختصر التعبيرعن هذه الرغبة: «الوسطاء يمتنعون». هؤلاء هم كل من يتحدث عن انهيار المصالحة الفلسطينية،فيبدأ الكلام بمنطق تحميل المسؤولية بشكل متساوٍ، لكل من «فتح» و»حماس» بينما هم يعرفونالحقيقة ويكتمونها. وهؤلاء، على أية حال، ليسوا موضوعنا في هذه السطور، الموضوع هو:الفاسدون يمتنعون!

لا نرغب في سماع أي صوت، لفاسد متربح بالحرام، يهجوحكم «حماس» في غزة. إن هذا النمط من الكاذبين، يدس سحنته بين فريق المدافعين عن كرامتهم،وعن كرامة شعبهم، وعن وحدة الأراضي الفلسطينية، والمنافحين عن الحق والعدالة والشفافيةعلى كل صعيد. فحين يطيح الواحد منهم بالعدالة، ويتجاوز عن القوانين في التوظيف وفيالتكسب من مال المجتمع، تحقيقاً لإثراء السُحت، ويحيط نفسه بالمرافقين أو الخدم ويندفعالى صدارة أو زعامة، وهو الذي لا علاقة له بتاريخ عطاء الوطنيين؛ نكون بصدد عملية اختطافانتهازي للخطاب الوطني، وسيكون الفاسد حجة علينا وليس حجة لنا!

لقد بات خطابنا المتعلق بغزة، موازياً لخطاب إنقاذ المشروعالوطني. فما يفعله الفاسدون الحمساويون على الأرض، هو عملية تدمير لحُلم الاستقلالالوطني والدولة. ورافعة التدمير، هي التلطي بالدين واللعب على مظاهر قديمة لفساد ورقاعةسياسية، لذا ينبغي أن نكون أحرص الناس على إظهار زيف التلطي بالدين، وأكثر حذراً وامتناعاًعلى أن يتمكن أي جشع أو فاسد، من إعادة انتاج أي مظهر من مظاهر التردي السلطوي، لأنهذا سوف يؤذينا في موقفنا الوطني العام، وفي وجاهة طرحنا!

المنافقون والفاسدون، حين تفوح رائحتهم، ليسوا جديرينبمباركتنا حتى ولو رددوا خطابنا. فلو ظهر الواحد منهم وعلى رأسه مصحف فاجتنبوه، ولانقول «فاقتلوه» مثلما أفتى الخطيب الثائر ابن تيمية, لذا فلا مناص من الإعلان: الفاسدونيمتنعون!