واصلت قوات الاحتلال أمس اعتداءاتها على المواطنين حيث فرضت اجراءات مشددة في القدس المحتلة ومنعت عشرات آلاف المواطنين من اداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى وقمعت ماراثونا فلسطينيا بالمدينة، وقمعت مسيرات سلمية وجرحت العشرات واقتحمت مقر مديرية الدفاع المدني في سلفيت واعتقلت 3 من عناصر الجهاز.

في غضون ذلك ندد مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ريتشارد فولك مجددا أمس بسياسة اسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة معتبرا انها تحمل صفات نظام الفصل العنصري والتطهير العرقي ودعا محكمة العدل الدولية الى النظر في شرعية احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية.

وصرح فولك للصحفيين ان "الواقع على الأرض يتفاقم سواء من وجهة نظر القانون الدولي أو من وجهة نظر الشعب الفلسطيني". واتهم خصوصا اسرائيل ببذل "جهود منهجية ومتواصلة لتغيير التركيبة العرقية في القدس الشرقية" و"الافراط في اللجوء الى القوة" و"العقوبات الجماعية" في قطاع غزة وتدمير المنازل وبناء المزيد من المستوطنات. وقال ان "هناك تمييزا منهجيا على أساس الهوية العرقية بهدف تغيير تركيبة القدس الديموغرافية" مؤكدا ان ذلك يعتبر شكلا من أشكال "التطهير العرقي". واوضح ان "ما نسميه احتلالا اصبح اليوم أكثر فأكثر يفهم على انه نوع من الضم والالحاق، انها قاعدة نظام فصل عنصري بمعنى ان هناك نظاما مزدوجا قانونيا يقوم على التمييز".

وتنتهي ولاية فولك بعد بضعة ايام بعد ست سنوات خاض خلالها معارك عدة قاسية مع اسرائيل وداعميها لا سيما الولايات المتحدة وكندا.

وهذا الاستاذ الفخري في جامعة برينستون البالغ من العمر 82 سنة، يهودي، ما يسمح له بان يضرب عرض الحائط كل تهم معاداة السامية التي توجه اليه. ويرى ان تلك الهجمات تهدف الى "تحويل النقاش من الرسالة الى الرسول". ودعا محكمة العدل الدولية الى النظر في شرعية احتلال اسرائيل للاراضي الفلسطينية، مذكرا بأنها اعلنت في 2004 غير شرعي بناء الجدار الذي تشيده اسرائيل الذي يعزل الاراضي المحتلة في 1967، لكن ذلك لم يمنعها من مواصلة بنائه.

ميدانيا، حرمت سلطات الاحتلال أمس عشرات آلاف المصلين من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك. وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث إن آلاف المصلين ممن هم دون الخمسين عاما أدوا صلاة الجمعة في شوارع القدس وعند مداخل القدس القديمة، بعد إجراءات تضييق واسعة عليهم من الاحتلال، فيما تمكن عدد محدود من الصلاة في الأقصى، حيث نصب الاحتلال حواجز عسكرية عند مداخل القدس القديمة الرئيسية، ومنع المركبات من التقدم لمداخل القدس وحول المدينة الى ثكنة عسكرية.

وقمعت قوات الاحتلال، "ماراثونا" فلسطينيا مضادا للماراثون الإسرائيلي التهويدي الذي انطلق صباح أمس، واعتقلت عددا من المشاركين فيه.

ودعت "حملة بي دي اس الدولية" (مقاطعة وعدم استثمار وعقوبات) الى مقاطعة شركة المستلزمات الرياضية نيو بالاس وشبكة الفنادق "كراون بلازا" وهما من الجهات الراعية لماراثون القدس الاسرائيلي. واعتبرت الحملة في بيان ان "دعم نيو بالاس وكراون بلازا (شبكة فنادق انتركونتيننتال) الماراثون يندرج في اطار الدعاية الرسمية الاسرائيلية".

وتابعت ان "الدعاية الرسمية للماراثون تقدم القدس على انها وجهة سياحية ثرية بالتنوع الثقافي والتاريخي دون الاشارة الى الجهود الاسرائيلية المنهجية لتهويد القدس".

وفي النبي صالح أصيب المسعف المتطوع أحمد ناصر، وشاب من القرية بعيارات معدنية في مناطق مختلفة بالاضافة لعشرات حالات الاختناق اثر مهاجمة جنود الاحتلال مسيرة القرية السلمية المناهضة للاحتلال والاستيطان.

وفي بلعين أصيب الطفل محمد كراجة (16عاما) بجروح في الساق اثر اصابته بعيار معدني والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، اثر قمع الاحتلال لمسيرة القرية الأسبوعية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري.

وأصيب أربعة مواطنين بجروح بين طفيفة ومتوسطة، إضافة إلى العشرات بالاختناق خلال قمع الاحتلال لمسيرة سلمية انطلقت أمس ضد الاستيطان في بلدة سلواد.

ووفق مصادر طبية ومحلية أصيب شاب بعيار ناري بالقدم، وآخر بشظية عيار ناري في الرأس، بالإضافة إلى شابين أصيبا بعيار معدني مغلف بالمطاط بالرأس، خلال مهاجمة الاحتلال للمسيرة عند خروجها من البلدة صوب الأراضي المصادرة.

وأوضحت المصادر أن الجرحى نقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله وأن حالتهم مستقرة، وأن أحدهم يعاني من تهتك بعظم الرجل.

وانطلقت المسيرة عقب انتهاء صلاة الجمعة بمشاركة عشرات المواطنين؛ للمطالبة بجلاء الاحتلال وللتأكيد على رفض التوسع الاستيطاني على حساب أراضي البلدة، ودعما للشرعية الفلسطينية. وحمل المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية واليافطات المنددة بالاحتلال والاستيطان، وأخرى تطالب بتوفير الحماية العاجلة لشعبنا.

ولجأ المشاركون في مسيرة المعصرة الاسبوعية، الى مجسمات كبيرة تمثل الأم الفلسطينية، ليواجهوا فيها قوات الاحتلال، التي قمعت مسيرتهم، التي انطلقت أمس باتجاه الأراضي الواقعة خلف جدار الفصل والتوسع الاستيطاني.

وخصص المشاركون مسيرتهم لهذا الاسبوع، لمساندة الرئيس محمود عباس واحياء ذكرى معركة الكرامة، ورفض اعتداءات المستوطنين اليومية على المسجد الاقصى، وتهنئة الأم الفلسطينية لمناسبة يوم الأم.

وقالت مصادر في مخيم عايدة ان احد المنازل احترق جزئيا نتيجة سقوط عدد من قنابل الغاز التي اطلقها جنود الاحتلال بشكل كثيف باتجاه منازل المخيم. واوضحت المصادر ان قوات كبيرة من جيش الاحتلال احتشدت على مدخل المخيم وتحديدا في محيط قبة راحيل، واقتحمت المخيم بعدد كبير من السيارات العسكرية.

وقال منذر عميرة رئيس مركز شباب عايدة الاجتماعي، ان قوات الاحتلال اطلقت قنابل الغاز بشكل كثيف اتجاه منازل المواطنين، واستهدفت المنازل المحاذية لجدار الفصل العنصري، بعشرات قنابل الغاز ما ادى الى اصابة عدد من ابناء عائلة أبو عكر بحالات اختناق شديد واحتراق جزء من المنزل.

وأصيب 8 مواطنين بجروح مختلفة، إضافة إلى حالات عديدة بالاختناق بينها طفل يبلغ من العمر عامين، خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة قرية كفر قدوم الاسبوعية السلمية المناهضة للاستيطان.

وهاجم عدد من المستوطنين بلدة بورين وحاولوا الاعتداء على راعي اغنام الا ان الاهالي تصدوا لهم.

وفي تعد يدل على عنجهيتهم اقتحم جنود الاحتلال مقر مديرية الدفاع المدني في سلفيت وحطموا أجهزة الاتصال اللاسلكي، والهواتف الأرضية، ومعدات الإطفاء، وأثاث المقر، قبل أن يعتقلوا كلا من: المساعد رضا تيسير ماضي، والعريف نبيل محمود بني نمرة، والجندي أحمد عبد الله بني نمرة. وأدان محافظ سلفيت عصام أبو بكر الاعتداء مشيرا الى انه يؤكد مجددا استمرارهم في نهج تدمير مؤسسات الدولة، واستهداف مقومات الصمود والثبات لأبناء شعبنا.

وأصيب شابان أمس برصاص جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية الجاثمة على الشريط الحدودي، شرق بلدة جباليا.