في لقاء خاص على قناة "فلسطيننا" أجرته الإعلامية زينب أبو ضاهر، أكد الكاتب والمحلل السياسي أوس أبو عطا أن العدوان الصهيوني المتواصل على غزة والمنطقة تجاوز حدود الإبادة الجماعية، حيث تعمل حكومة نتنياهو على تصعيد خطير يهدد بالتحول إلى صراع إقليمي واسع النطاق، وشدد أبو عطا على أن هناك استهدافًا مباشرًا للبنية التحتية في القطاع، من خلال تدمير تدريجي لكافة المباني والخدمات، إضافة إلى استهداف مراكز تطعيم الأطفال، في ظل انتشار شلل الأطفال وأزمات إنسانية خانقة.

وأشار أبو عطا إلى أن الشعب الفلسطيني يواجه "آلة القتل الصهيونية" دون رحمة أو إنسانية، وأن صمود الشعب بات الخيار الوحيد، رغم الوضع المأساوي الذي يفوق في قسوته ما تروج له دولة الاحتلال من محارق، موضحًا أن الكيان الصهيوني يستخدم رواية "الضحية" للاستعطاف الدولي، مستندًا إلى "نظرية الضحية" منذ تأسيسه.

كما أكد أبو عطا أن القيادة الفلسطينية، بزعامة سيادة الرئيس محمود عباس، تعمل بفاعلية على الساحة الدولية لمواجهة الرواية الصهيونية وتفكيك أسسها، وأشار إلى أن الرئيس عباس يعتمد استراتيجية دبلوماسية قائمة على المطالبة بالحماية الدولية، مبرزًا خطاباته المؤثرة، مثل خطابه أمام الأمم المتحدة، حين قال: "احمونا"، لأننا نحن الضحايا.

وفي سياق آخر، اعتبر أبو عطا أن المطالبات الفلسطينية بقانون تجريم إنكار النكبة هي خطوة هامة لتأكيد الرواية الفلسطينية، على غرار قانون تجريم إنكار الهولوكوست، والذي اعتبره ضروريًا لتثبيت الحق الفلسطيني دوليًا، وأوضح أن هذه الجهود تأتي في سياق الدفاع عن الهوية الفلسطينية، بخاصة بعد مرور خمسة وسبعين عامًا على النكبة.

وحول موقف المجتمع الدولي، أشار أبو عطا إلى التخاذل الدولي المستمر في تقديم الحماية للشعب الفلسطيني، معتمدين رواية دولة الاحتلال التي تروج لمفهوم "الإرهاب الفلسطيني" كذريعة لاستمرار عدوانها، وأوضح أن الدول العربية والأفريقية الداعمة للقضية الفلسطينية، مثل جنوب أفريقيا وإسبانيا والنرويج، تعمل على تقديم الدعم الدبلوماسي، في حين تتصدر المملكة العربية السعودية الجهود العربية لدعم حل الدولتين.

وأضاف أبو عطا أن العلاقات العربية مع الإدارة الأمريكية، وتحديدًا مع السعودية، يمكن أن تشكل ضغطًا لتحقيق مسار فعلي لإقامة الدولة الفلسطينية، مبديًا أمله في أن يتم توجيه تلك العلاقات لخدمة القضية الفلسطينية، بخاصة في ظل تغيرات السياسة الدولية.

وفي ختام حديثه، أشار أبو عطا إلى الذكرى السنوية لاستشهاد الرمز ياسر عرفات، حيث تتجدد الفعاليات لإحياء ذكراه في المخيمات الفلسطينية، تأكيدًا على نهج المقاومة المستمر.