منذ عقود والمشروع الصهيوني بأسوأ حالات الدفاع عن نفسه، وإسرائيل تعيش في ورطة خطيرة حيث تعاني من انقسام داخلي حاد من المستبعد أن يتحسن، وها هي تغرق في عدوان غزة التي لم تتمكن من تحقيق أي نصر فيه بخاصة وأن جيشها بدأ يُظهر علامات الإجهاد.

ليس هذا فحسب بل إن شن حرب على لبنان لا يزال احتمالاً قائمًا، بالإضافة إلى معاناة الاقتصاد الإسرائيلي المهدد بإغلاق أكثر من 60 ألف شركة هذا العام .

بهذه المعلومات افتتحت مجلة فورين بوليسي إحدى مقالاتها، حول الانحدار الخطير في الإستراتيجية الإسرائيلية. وتناولت المجلة تصرفات إسرائيل الأخيرة التي ألحقت ضررًا خطيراً بصورتها العالمية، وأصبحت دولة منبوذة بطرق لم تكن متخيلة في السابق . 

ففي بداية العدوان على غزة، حظيت إسرائيل بتدفق كبير ومناسب من التعاطف من مختلف أنحاء العالم ولكن بعد أكثر من عشرة أشهر، أهدرت حملة الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة وعنف المستوطنين المتزايد في الضفة الغربية تلك الموجة الأولية من الدعم.

وذكرت المجلة في هذا السياق إصدار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب  ضد الإنسانية؛ وإصدار محكمة العدل الدولية نتائج أولية تصف تصرفات إسرائيل بأنها إبادة جماعية في طبيعتها ونيتها، وإعلان المحكمة أن احتلال إسرائيل واستعمارها للضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية يشكل انتهاكا واضحا للقانون الدولي.