عندما تستضيف الأمة التركية فلسطين ممثلة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ليوجه خطاب من مجلس الأمة التركي إلى الأمة الإسلامية والدولية فإن تركيا تقدم حالة شبيهة إلى حد كبير باستضافة الكونغرس الأميركي لنتنياهو وهذا ما يؤكد على مدى وقوف تركيا كما كل الأمة في دعم وإسناد الحق الفلسطيني في ذات الوقت التي تعقد في جلسة التفاوض في الدوحة القطرية من أجل إنجاز برنامج وقف العدوان الذي يبدأ بالهدنة.

وبحضور الرئيس رجب طيب أردوغان قاطع مجلس الأمة التركي كلمة الرئيس الفلسطيني عشرات المرات
من أجل التأكيد على المحتوى العميق للدولة الفلسطينية في محتواها الإسلامي كما العربي ومن أجل بيان الموقف الفلسطيني الموحد الذي افتتح الرئيس الفلسطيني كلمته بقراءة الفاتحة على سيد الشهداء إسماعيل هنية الذي راح ضحية جريمة إسرائيلية تضاف لجرائم الحرب التي ما زالت ترتكبها منذ قرون، ومع ذلك ما زال الشعب الفلسطيني يقدم التضحيات تلو التضحيات حتى التحرر والاستقلال.

ولقد أكد الرئيس عباس في كلمته أن الأمن في المنطقة يبدأ من فلسطين وينتهي في فلسطين وأن لا استقرار في الشرق الأوسط والعالم من دون الإعتراف بالحق الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس التي تعتبر عند الفلسطينين خط أحمر كما عند المسلمين والعرب خط أحمر وهذا ما يجب على المجتمع الدولي فهم أبعادها ومراميها.

وقد أضاف الرئيس الفلسطيني في كلمته أن الوحدة الوطنية ستكون دائمًا عنوان ونهج منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر مرجعية وإطار ناظم لكل القوى الفلسطينية هذا لأن وحدة الشعب الفلسطيني تكمن في وحدته وإن تباينت وسائله النضالية إلا أن أهدافه ستبقى واحدة لتحقيق ما تصبوا إليه نضالات الشعب الفلسطيني تجاه الدولة وحق تقرير المصير فالشعب الفلسطيني سيبقى كل لا يتجزأ من مشروع النضال الفلسطيني الذي يدعو إلى وقف العدوان ووقف الانتهاكات التي تمارسها الحرب الإسرائيلية تجاه شعبٍ أراد الحياة وأراد استعادة حقوقه المشروعة.

ولقد وقف الجميع احترامًا للرسالة التي اتخذها الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية بالذهاب إلى قطاع غزة ودعى رؤساء دول العالم العربي والإسلامي ليشاركوه رحلة الذهاب السياسي إلى غزه لتكون الرحلة السيادية التي تليها إلى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية كما أكد الرئيس الفلسطيني بهذا المضمون على أهمية الانتقال بالدولة الفلسطينية من عضو مراقب إلى عضو عامل في مجلس الأمن الدولي وهذا ما يجب على الجميع اقراره بما بذلك الولايات المتحدة التي هي مطالبة اكثر من غيرها باحترام الحق الفلسطيني في حقه بتقرير المصير والاعتراف بالدولة الفلسطينية في الهيئات الدولية.

وأكد تمسك الشعب الفلسطيني بالحقوق الشرعية وبين أن الاحتلال إلى زوال وأن فلسطين باقية وستنتصر على جور الاحتلال وسينال الشعب الفلسطيني ما يصبوا له من حرية واستقلال بفضل جهود الخيرين من يؤمنون بالحق الإنساني وعدالة قضية شعب أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر لجلاء عتمة الاحتلال وجور الاستعمار وهذه كانت رسالة فلسطين من الحاضنة التركية.