*فلسطينيات

 

سماح حمد : صرف دفعة كاملة من مخصصات الأسر الفقيرة في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء

أعلنت وزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد عن صرف دفعة كاملة من مخصصات الأسر الفقيرة المستفيدة من برنامج التحويلات النقدية في الضفة الغربية اليوم الثلاثاء.

وأوضحت في بيان صادر عن الوزارة، أن هذه الدفعة ستشمل صرف مخصصات أكثر من 27 ألف أسرة مستفيدة من برنامج التحويلات النقدية في الضفة الغربية، بمبلغ إجمالي يتجاوز 60 مليون شيقل، بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وأشارت حمد إلى أن الوزارة تبذل جهودا للتغلب على معيقات صرف مخصصات للأسر الفقيرة في قطاع غزة، إذ أن الوزارة قدمت مساعدات طارئة لأكثر من 172,000 أسرة في غزة، واستفاد منها أكثر من مليون ومئتي ألف فرد في غزة، مما يشكل 55% من عدد السكان في قطاع غزة.

ولفتت إلى أنه من خلال قاعدة بيانات الوزارة (السجل الوطني الاجتماعي وعددها 86000 أسرة في غزة)، تم صرف مساعدات مالية لحوالي 60,000 أسرة. كما أنه ومن خلال الاستمارة المصغرة التي أطلقتها الوزارة لجمع بيانات عن المتضررين في الضفة وغزة، سيتم صرف مساعدات نقدية لـ 31,500 أسرة متضررة جديدة في قطاع غزة بقيمة 1000 شيكل للدفعة.

وقالت حمد:" نعلم أن الاحتياج كبير والظروف صعبة جداً، إلا أن الحكومة تبذل أقصى ما في وسعها وبكافة السبل الممكنة لتوفير الموارد المالية اللازمة لمساعدة أهلنا في غزة والضفة والقدس خصوصا في ظل الأزمة المالية الناتجة عن سياسات الاحتلال بقرصنة الأموال الفلسطينية، وخاصة الاقتطاعات الأخيرة غير المسبوقة".

وأعربت عن شكرها للجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي في سبيل دعم برامج الوزارة والحد من الفقر في فلسطين.

 

 

 

*مواقف "م.ت.ف"

 

فتوح: تصريحات المتطرف "سموتريتش" تؤكد حقيقة حكومة اليمين المتطرف وأهدافها تجاه شعبنا

أدان رئيس المجلس الوطني روحي فتوح، تصريحات الإرهابي العنصري سموتريتش التي قال فيها إنه يمكن تبرير قتل وتجويع مليوني شخص من سكان غزة، لكن العالم لن يتركنا نفعل ذلك.

وأضاف فتوح في بيان له، اليوم الاثنين، أن هذه التصريحات هي حقيقة حكومة اليمين العنصرية وأهدافها، ودليل على عمق الانحطاط الأخلاقي العنصري الذي وصلت إليه، عقلية الإبادة والتطهير العرقي والتمييز العنصري التي تسكنه مع قطاعات وأفراد مجرمين ونخب سياسية متطرفة تدعو إلى القتل والعنف والعالم الذي ينادي بالحرية والديموقراطية وحق الإنسان في الحياة، ولا يحرك ساكنا تجاه الفاشية الجديدة التي تجتاح المنطقة والتي تسعى بكل الطرق إلى إدخال الإقليم إلى حرب ودوامة من العنف على حساب الاستقرار والسلم العالميين.

وقال: إن أعضاء هذه الحكومة المتطرفة التي فقدت بالفعل شرعيتها في الضمير الإنساني والقانون الدولي الإنساني لن تتمكن من التستر على جرائمها التي ارتكبتها بقصف المستشفيات، وقتل النساء والأطفال أمام العالم، وسوف تلاحقها كوابيس عن الفطائع التي ارتكبتها وإعمال القتل والإبادة والتطهير العرقي لن تنتهي بالتقادم.

وأكد رئيس المجلس الوطني أن المحرضين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية وضد الأبرياء من النساء والأطفال والذين دعوا في السابق إلى حرق البلدات الفلسطينية بالضفة الغربية، سيحاكمون عاجلاً أم آجلا ومصيرهم السجن وهم صفحة سوداء في التاريخ.

 

 

 

*أخبار فتحاوية

"فتح": تصريحات "سموترتيش" تعبير سافر عن النزعة الفاشية لحكومة الاحتلال وإعلان مدوٍ عن مساعيها لإبادة شعبنا

اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" تصريحات وزير مالية حكومة الاحتلال المتطرف بتسئليل سموتريتش، تعبيرًا سافرًا عن النزعة الفاشية والإبادية لمنظومة الاحتلال الاستعمارية، وإعلانًا مدويًا عن مآربها في إبادة شعبنا بشتى الأساليب والوسائل، وأبرزها؛ القتل وسياسة التجويع والحرمان من مقومات الحياة كافة.

وأضافت "فتح" في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية، اليوم الإثنين، أن هذه التصريحات ذات المضامين الفاشية ما كانت لتصدر لولا الصمت الدولي المطبق حيال جرائم الاحتلال، ودعوات مسؤوليه العلنية إلى إبادة شعبنا، مردفةً أن هذه التصريحات بموازاة أنها مدعاة للإدانة والاستنكار، فإنها دليل دامغ على مساعي الاحتلال لإبادة شعبنا، وبرهان على منع حكومة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية لشعبنا في قطاع غزة بخلاف إدعاءات مسؤولي الاحتلال ووسائل إعلامه.

ودعت "فتح" المجتمع الدولي إلى محاسبة قادة الاحتلال على جرائم الإبادة بحق شعبنا، والانحياز إلى العدالة والضمير الإنساني، وإحقاق حقوق شعبنا عبر إلزام منظومة الاحتلال بالقانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، وأهمها الوقف الفوري لحرب الإبادة الممنهجة على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية دون أية تقييدات وصولا إلى إنهاء هذا الاحتلال الفاشي.

وكان سموتريتش قد دعا خلال مؤتمر استيطاني، إلى إعادة الاستيطان في قطاع غزة، وإلى تجويع المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، قائلا إن "تجويع مليوني فلسطيني حتى الموت هو أمر عادل وأخلاقي".

 

 

*عربي دولي

 

نقابة الصحفيين المصريين تنظم فعالية "نصرة لغزة والأسرى"

نظمت نقابة الصحفيين المصريين، فعالية نصرة لغزة والأسرى، وإحياء لذكرى شهداء الصحافة الفلسطينية، في مقرها في العاصمة القاهرة.

وحضر الفعالية، نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي، والكاتب الصحفي حسين عبد الغني، والمستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بمصر ناجي الناجي، ورئيس لجنة نقابة الصحفيين الفلسطينيين في مصر فايق جرادة.

وبدأت الفعالية بافتتاح معرض لصور شهداء الصحافة الفلسطينية، وقراءة الفاتحة على أرواحهم، وإيقاد الشموع أمام صور الشهداء، وتسجيل كلمات العزاء في دفتر عزاء شهداء الصحافة الفلسطينية، وتم عرض فيلم قصير عن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال.

وفي كلمته، أكد المستشار الناجي، ضرورة  تكريس التحرك الدولي للوقف الفوري للحرب المستمرة على شعبنا في قطاع غزة ووقف ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال، ورفض كافة مشاريع التهجير القسري، والتأكيد على التمسك بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتصلة جغرافيًا وعاصمتها القدس.

وثمن دور الشقيقة الكبرى مصر قيادة وحكومة وشعبا في مساندة الشعب الفلسطيني على مر التاريخ ودعم حقوقه المشروعة، مشيرًا إلى أن ما يتعرض له الأسرى خلال الآونة الأخيرة من تعذيب وتنكيل على يد قوات الاحتلال يشكل إنتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية كافة.

بدوره، قال البلشي: إن "مشاهد وأخبار استشهاد الصحفيين الفلسطينيين ستظل عالقة في الأذهان، وأن ما يحدث يمثل شهادة على العالم الصامت المتواطئ وشهادة على عجزنا في الوقت الذي نشاهد فيه الشعب الفلسطيني البطل الذي يتعرض لمجازر وإبادة في كل لحظة".

من جهته، تطرق جرادة إلى حجم التحديات التي يواجهها الصحفيون الفلسطينيون في تغطية الحرب، والذين يعرضون حياتهم للخطر من أجل إيصال صورة الحقيقة، مشيرًا إلى أنهم أصبحوا أهداف الاحتلال لمنع وصول الحقيقة.

 

 

 

*إسرائيليات

 

سموتريش: "من العدل قتل مليوني شخص بغزة جوعًا إذا لم يعودوا الأسرى"

اعتبر وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريش، أنّه من المستحيل تدمير الفصائل الفلسطينية، عسكرياً ومدنياً من دون السيطرة على المساعدات الإنسانية.

وقال، في تصريح له: "لن يسمح لنا أحد بقتل مليوني شخص جوعًا في غزة، ومن العدل فعل ذلك طالما لم يعودوا المحتجزين".

ورأى أن الصفقة المطروحة، لن تعيد إلا القليل من المحتجزين لذا فهي ظالمة وغير أخلاقية وتعرّض أمننا للخطر. وكشف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغه بأن إسرائيل ستبقى في محور فيلادلفيا.

وأضاف: "أنّنا نعمل على إزالة التهديد المتمثّل في إقامة دولة فلسطينية، من خلال تعزيز الاستيطان".

وتابع: "الدولة الفلسطينية، هي التخلّي عن وسط البلاد للنازيين والمذبحة المقبلة".

وشدّد على أن السيطرة الإسرائيلية الكاملة على الأراضي هي الطريقة الوحيدة لمنع إقامة دولة فلسطينية، لافتًا إلى أن هجوم 7 تشرين الأول /أكتوبر، ما كان ليحدث لو كان الاستيطان في غزة موجودًا وسنصحّح الأخطاء.

 

 

 

*أخبار فلسطين في لبنان

 

حركة الناصريين المستقلين "المرابطون" تنظِّم لقاءً حاشدًا في يوم التَّضامن مع الشَّعب الفلسطيني وذكرى معركة المتحف المجيدة

تحت عنوان ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، أحيت حركة الناصريين المستقلين- المرابطون بلقاءٍ حاشدٍ من أبناء بيروت، يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، والذكرى ال42 لمعركة المتحف المجيدة في 4 آب 1982، لتبقى بيروت سيدة العواصم العربية، ونبع المقاومة في وجه العدو الاسرائيلي، ولتبقى فلسطين والأقصى قبلتنا الأولى، بحضور شخصيات وطنية سياسية وحزبية، في حرش بيروت.
افتتح اللقاء بالنشيدين اللبناني والمرابطون.ثم أكد العميد مصطفى حمدان أن يوم 4 آب 1982 يوم الغزو الاسرائيلي على بيروت، أعطي مجد النضال للمرابطون وشرف القتال ضد العدو اليهودي التلمودي، وكان هذا القرار الذي أعلنه القائد ابراهيم قليلات "أبو شاكر" قائلاً: "علينا أن نقاتل وسنقاتل حتى لو لم يبق منا إلا طفل يقاتل"، نفذه شباب المرابطون على الأرض، وكانوا يتسابقون إلى الشهادة في هذه الأيام المجيدة.
وكشف حمدان أنه خلال مقاومة ونضال شباب المرابطون ضد العدو الاسرائيلي على أرض بيروت عام 1982، أطلق 3200 صاروخ آنذاك، وما يحصل اليوم من مقاومة على أرض الجنوب الحبيبة، هو تراكم نضالي تاريخي، وعندما قال لنا فيليب حبيب "أخرجوا من بيروت مع منظمة التحرير"، كان دم شهداءنا وأقدامنا متجذرة في تراب بيروت، لأجل ذلك رفضنا الخروج وقاومنا مع كل الأحزاب الوطنية، وآنذاك قال أبو شاكر كلمته الشهيرة: "لا لا لا سنقاتل سنقاتل سنقاتل ونقاوم".
وأشاد حمدان بعملية الويمبي التي كانت هي المفصل، وأن الشهيد خالد علوان نفّذ ثلاث قرارات، القرار الأول قرار حزبه "الحزب السوري القومي الاجتماعي"، وقرار أهل بيروت، وقرار الأمة، ونفذ قرار الإعدام وتحولت هذه المعركة من هزيمة إلى نصر، بهذه العملية وتوالي عمليات القوى الوطنية والاسلامية على أرض بيروت.
وتابع حمدان: سنتكاتف سوياً، وسنبقى روّاد هذه المقاومة وقادتها، ولن يستطيع أحد أن يزيحنا عن هذا الطريق الذي اخترناه، في السير إلى تحرير فلسطين كل فلسطين، وجعلها فلسطين الحرة العربية بإذن الله، يرونها بعيدة ونراها أقرب من القريب.
اعتبر مستشار سعادة سفير دولة فلسطين أشرف دبور للشؤون الوطنية العميد سمير أبو عفش، أن هذا اللقاء في بيروت هو لقاء المناضلين الذين ضحوا ولا زالوا يضحون من أجل فلسطين، نرى فيكم النصر القادم، مشيراً إلى أن هذا هذا التاريخ في 4 آب هو تاريخ الصمود والنضال ضد العدو الاسرائيلي، وبفضل صمود المرابطون والقوى المشتركة، التي ما زالت محافظة على العهد، بالدفاع عن عروبة لبنان وتحرير فلسطين، وحق شعبنا في العودة إلى وطنهم، كان الاسرائيلي اذا تقدم خطوة يعقد مؤتمراً صحفياً للإبلاغ عنه.
تقدم أبو عفش التعزية بالشهيد القائد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة حماس اسماعيل هنية، الذي استشهد على درب فلسطين، ولو كان خارجها، إلا أن العين والقلب إلى داخل فلسطين، وتوجه أيضاً بالتعزية بالشهيد القائد الجهادي الكبير الحاج فؤاد شكر.
وأكد أبو عفش أن اللقاء الذي عقد في الصين، من توقيع اتفاق بإعادة اللحمة إلى الشعب الفلسطيني، فنحن عقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل المنظمات الفلسطينية، ولكل من سعى وفي مقدمتهم المرابطون لجمع وحدة الكلمة الفلسطينية، تمهيداً لما يفعله الاسرائيلي المدعوم أميركياً من جنون وحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، ونقول للأميركي: "أنت عدو هذه الأمة وعدو كل أحرار العالم."

 

 

 

*آراء

 

حدود التوافق والاختلاف بينهم/ بقلم:عمر حلمي الغول

العلاقات بين الدول تقوم على المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية الأمنية، وليس على العواطف، وبغض النظر عن أبعاد العلاقات، إن كانت استراتيجية أو تكتيكية، آنية أم بعيدة المدى، فإن العلاقات بينها تتجاوز الابعاد الأيديولوجية، وبقدر ما تكون هناك مصالح نفعية بين بلدين، بغض النظر عن حجم ومكانة الدول إقليميًا ودوليًا، بقدر ما يكون الناظم لها تلك المصالح، وحتى العلاقات الاستراتيجية بين الدول قد تتغير في شروط معينة وتنقلب إلى ضدها، إذا ما تعارضت المصالح في لحظة سياسية محددة، وارتباطًا بتغير الأنظمة السياسية ومصالحها وحساباتها الإقليمية والدولية، وإما العلاقات التكتيكية فإنها متحركة بطبيعة الحال، وأقل ثباتًا من العلاقات الاستراتيجية، ويمكن أن تنقلب في كل لحظة إلى عداء وفقًا للتحولات السياسية والاقتصادية والعسكرية بين مطلق بلدين أو أكثر. 
وعلى صعيد آخر، هناك علاقات تقوم على التبعية بين الدول الكبرى والدول الصغرى، وهذه العلاقات لا تقوم على الندية والمصالح المشتركة، وإنما تحكمها آليات وظيفية تؤديها الدول التابعة لصالح الدول الكبرى، وتبقى خاضعة لمعايير المحوطة وتنفيذ سياسات الدول المركزية. لكن هذه الروابط والنواظم مشروطة ببقاء الأنظمة التابعة الملتزمة بنواميس الاستحقاقات والضوابط المتفق عليها بين الدولتين، أو الدول ذات الصلة بهذه المنظومة أو تلك. غير أن هذه العلاقات ليست ثابتة خاصة إذا ما تغيرت الأنظمة السياسية في الدول التابعة، وانقلبت على الطابع الوظيفي، ونحت نحو الاستقلال وتعزيز سيادتها السياسية والاقتصادية والعسكرية، وأقامت علاقات تحالفية مع دول أخرى، للانعتاق من دائرة المحوطة.  
وإذا توقفنا أمام واقع إقليم الشرق الأوسط الكبير، ودققنا النظر في طبيعة العلاقات البينية بين الدول المركزية في الإقليم نلحظ أن خارطته تتوزع بين أربع مشاريع مركزية، هي: المشروع القومي العربي، والمشروع القومي التركي، والمشروع القومي الفارسي والمشروع الإسرائيلي الصهيوني أداة الغرب الرأسمالي المركزية في الإقليم. 

ومن القراءة الموضوعية لواقع العلاقات بين المشاريع المذكورة، نجد أن العلاقات البينية بينها تقوم على الصراع والتحالف استنادًا لمصالح القائمين على المشاريع الأربعة. لا سيما وأن المشاريع تتنافس على قيادة الإقليم، ولهذا بارومتر العلاقات متحرك وغير ثابت ارتباطًا بتطور الأحداث في الإقليم، وبالتحولات الداخلية والتكتيكية والاستراتيجية على المستويين الإقليمي والعالمي. 
ومنذ النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، شهد المشروع القومي العربي تراجعًا وانكفاءً ملحوظًا للذات، وخاصة بعد التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد عام 1979، وما تلا ذلك من حربي الخليج الأولى 1980/1988 والثانية 1990 / 2003، ومع صعود التيارات الإسلاموية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين والنظام الإيراني واتساع نفوذه في الدول العربية، التي ساهمت جميعها في تفكك المنظومة الرسمية العربية، واضمحلال دور حركة التحرر العربية. مما سمح لأصحاب المشاريع الثلاث بالتغول والاستقواء على الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، وبات لقمة سائغة للنهش والتآكل من قبل المشاريع الثلاثة. 
من المؤكد أن المشروع الإسرائيلي الصهيوني، ليس مشروعًا قوميًا، ولا مشروع أصيلاً فيه، إنما طارئًا. بحكم كونه أداة وظيفية وقاعدة أمامية للامبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق مصالحها الحيوية في الشرق الأوسط الكبير، وليس في الوطن العربي فقط، ولهذا عملت وتعمل واشنطن على تسيد الدولة الإسرائيلية اللقيطة والنازية على دول الإقليم كافة. وبالتالي هو مشروع مركزي في الإقليم. 

وعليه فإن علاقات المشاريع القومية الأخرى وخاصة الإيراني والتركي مع إسرائيل وسادتها في الغرب تتسم بالتحالف المعلن وغير المعلن. لأن كلاهما يشترك بقواسم مشتركة مع المشروع الطارئ وغير الأصيل في استهداف الوطن العربي لكن ليس على أرضية التبعية، وإنما على أساس الندية بحكم التنافس على تحقيق المصالح القومية، وكل منها يسعى بخطى حثيثة على تعزيز مواقعه في الإقليم بما يؤمن تبوأه مركز السيادة، ويرفض تسيد المشروع الإسرائيلي، رغم المصالح المشتركة فيما بينها. وبالتالي قراءة لوحة الصراع بين المشروعين الإيراني والتركي مع المشروع الإسرائيلي تقوم على ركيزة الصراع الدائم والتوافق النسبي وفقًا لتطور الأحداث على المستويين الإقليمي والدولي، وفي ظل غياب المشروع العربي، الذي بات مستباحًا، ولم يعد ذات تأثير في لوحة الصراع الإقليمية بالمعنى الدقيق للكلمة. 
إذًا ونحن نتحدث عن علاقات التحالف الإيرانية الإسرائيلية الأميركية، لا يجوز تغييب طبيعة الصراع بينهم، أو إغماض العين عن ذلك، حتى نقرأ اللوحة الإقليمية الدولية بشكل موضوعي وعلمي بعيدًا عن الاسقاطات الرغبوية الذاتية.