فتح ميديا - لبنان

معيار الوصول الى السلطة في حكومة الاحتلال الاسرائيلي هو قتل المزيد من الفلسطينيين والتمادي بالاجراءات التعسفية بحقهم. اما الوصول الى سدة الرئاسة الامريكية وكسب ود ورضا اليهود في العالم فهي المحاولة بقدر المستطاع تجاهل الشعب الفلسطيني والادعاء بعدم وجوده على مر التاريخ. وقد عبر عن ذلك مؤخراً المرشح الامريكي للرئاسة الامريكية العنصري يانوت جينجريتش في تصريحه الاخير، الذي اعتبر شديد العنصريه وان دل على ذلك على شيء فهو جهله بالتاريخ، فالفلسطينييون متجذرون كشجر الزيتون الرومي على ارض فلسطين الذي عمره آلاف السنين، واليهود اتوا شراذماً  الى فلسطين مدعين ان فلسطين هي" ارض لشعب لشعب بلا ارض"، واقاموا دولتهم على انقاض تاريخ وتراث وثقافة شعب، ارتكبوا بحقه المجازر وقاموا بتشريده في اصقاع العالم. اما امريكا الحاليه فلا يتجاوز عمرها ثلاثماية عام عندما اتى اليها مغامرون من شتى انحاء العالم بسفنهم ووطؤا ارضها واتحدوا في مواجهة اهلها الاصليين " الهنود الحمر" وارتكبوا بحقهم مجازر واقاموا دولة "امريكا" فثقافتهم لا تتعدى ثقافة رعاة البقر.
فامريكا واسرائيل لهما نفس التاريخ الاجرامي العنصري القمعي بحق شعوب العالم.
وقد تلقى الفلسطينيون في مخيمات بيروت تصريحات جينجريتش بسخط وغضب عارمين، فعقب صلاة الجمعة 16/12/2011 اعتصم الفلسطينيون في مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة . شارك في الاعتصام ممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية وممثلو الاحزاب والقوى الاسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية والامنية ووجهاء وفاعليات المخيمين.
ففي مخيم شاتيلا القى كلمة منظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال صالح شاتيلا، لفت فيها انها ليست المرة الاولى التي يسمع فيها الشعب الفلسطيني اصوات نشاز تخرج من افواه المرشحين الامريكيين المتصهينين وخاصه ما صدر عن المرشح  الجمهوري للرئاسة الامريكية يانوت جينجريتش حول الشعب الفلسطيني انه شعب مخترع وارهابي ولا وجود له عبر التاريخ.
معتبراً ان هذه التصريحات هي عنصرية بامتياز وهي محاولة الى صرف الانظار عن التأييد الدولي للشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقله وحق عودته الى ارضه التاريخية. وان السياسة الامريكية والاسرائيلية هي وجهان لعملة واحدة.
وطالب صالح الاسراع بانجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية لتحقيق الثوابت الوطنية ومواجهة المخططات الاسرائيلية وانهاء حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعمل على اشراك الشتات في العملية النضالية.
كلمة التحالف القاها مسؤول الجهاد في شاتيلا علي ابو عزقة اشار ان فلسطين وشعبها هم عنوان التاريخ وهم الحضاره في الماضي والحاضر والمستقبل، ففلسطين موجودة منذ الازل، فهي ارض الانبياء والرسالات، ففيها ولد السيد المسيح (عليه السلام) ومنها عرج سيدنا محمد (صلى) الى السماء ومنها اجتمع الانبياء ومن اهلها كان الكثير من الانبياء.
وتساءل ابو عزقه: هل يستطيع هذا الصهيوني ان يبين للعالم حضارة وتاريخ امريكا؟ ونذكره، لانه لا يعرف التاريخ جيداً ولا يمت اليه بصلة، بأن تاريخ امريكا لا يتجاوز ثلاثمائة عام عندما قدموا قبائل من انحاء العالم وقتلوا سكانها الاصليين المعروفين بالهنود الحمر، بينما فلسطين يتجاوز عمرها الخمسة آلاف عام. وطالب ابو عزقة الجميع التوحد ورص الصفوف والمرجعية الواحدة والتمسك بالمقاومة خياراً لتحرير فلسطين.
رئيس الرابطة الاهلية في الطريق الجديدة راجي الحكيم اشار ان الشعب الفلسطيني هو شعب له حضارة وتاريخ وثقافة نضالية قبل آلاف السنين وقبل ان تعرف امريكا غير المعروف اصلها، لافتاً ان امريكا واسرائيل دولتان قامتا على الارهاب، فالسياسة الامريكية هي امتداد للسياسة الاسرائيلية.
امين سر حركة فتح في بيروت سمير ابو عفش اكد ان هذا الاعتصام مع رمزيته هو تواصل مع اعتصامات في كافة اماكن تواجد الفلسطينيين في العالم لانه لا يجوز تجاهل شعب مثل الشعب الفلسطيني ذات حضارة وتاريخ وقد شهد له وأيد وجوده اكثر من 130 دولة في العالم.
والقى كلمة فصائل م.ت.ف في مخيم برج البراجنة ممثل الجبهة الديمقراطية احمد مصطفى امام جامع الفرقان لفت فيها" ليست المرة الآولى التي نسمع ونشاهد أصواتاً شاذة تخرج عن السياق العام والقانوني بل والاخلاقي بكل ما لهذه الكلمة من معنى عندما يخرج المرشح الجمهوري للرئاسة الامريكية يانوت جينجريتش متفوها بعبارات اسقطها شعبنا تحت اقدامه منذ مئات السنين واكدها بتضحياته العظيمة التي سالت انهاراً من الدماء على مذبح الحرية والاستقلال".
مضيفاً: ان تاريخ الشعب الفلسطيني وتأصله بأرضه لالاف السنين لا تغيره عملية انتهازية اعتدنا سماعها امام كل استحقاق انتخابي وعلى هذا العنصري وما يمثل من حقد صهيوني دفين ان يعلم ولعله يعلم ان حضارة الفلسطينيين وارثهم التاريخي الذي اغنى البشرية في اقدم حضارة عرفها التاريخ هو امر سابق بألاف السنين على ولادة الولايات المتحدة الامريكية.
خاتماً "ان الرد المطلوب فلسطينياً هو ليس بتأكيد حقنا في ارضنا فهذا امر بات من البديهيات على مستوى كل دول العالم لكن المطلوب اليوم ادراك خطورة التحديات التي تهدد قضيتنا الفلسطينية نتيجة واقع الانقسام الذي نعيشه لذلك على الجميع المبادرة فوراً للملمة الاوضاع الفلسطينية الداخلية بانهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لمواجهة تصريحات هذا العنصري.