تشير أنباء متواترة إلى اقتراب التوصل الى اتفاق لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وعلى الاغلب بمواصفات إسرائيلية، مع وقف لإطلاق النار على ثلاث مراحل، لعلها تكون مقدمة لوقف الحرب بصورة شاملة  أو وقف اطلاق نار مستدام (...!!) حسب تعبير رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية ...!! 
مصادر مصرية تتحدث عن ضمانات عربية، ودولية تلزم الطرفين باحترام الاتفاق وتنفيذ بنوده، على أنه لا إشارات إيجابية من حكومة الحرب الإسرائيلية بهذا الشأن حتى الآن، وخطابها ما زال عمليًا، خطاب حرب، وبكلمات لا لبس فيها، غير أن حماس ليست كذلك، والأنباء تنقل عن مسؤول رفيع المستوى فيها دون الكشف عن اسمه، عرضه لبعض بنود الاتفاق على نحو ما يشي بقبولها له، بل  وبأحياء كأنه القشة التي ستحمي من الغرق، ما يعني في المحصلة أن أهداف (الطوفان) كما جاءت في رواية حماس التي أصدرها مكتبها الاعلامي، خاصة كل ما يتعلق بالأقصى، وقطاع غزة، باتت في ذمة التاريخ...!! فلا القطاع تحرر من حصاره، وقد بات الحصار ركاما فوق الركام، بمقابر جماعية، ولا الأقصى تخلص من استباحات المستوطنين له، ولا حديث حماس عن الدولة الفلسطينية المستقلة، يقرب رافعته الأساسية، منظمة التحرير الفلسطينية ...!!  


بالطبع لا شك أن تحرير أسرانا من سجون الاحتلال انجاز كبير، ولا شك أن وقف اطلاق النار ضرورة قصوى، لعل هذا الوقف يريح  أهلنا في القطاع المكلوم ردحًا من الزمن، ويسمح لهم بمداواة جراحهم، وإعادة ترتيب شؤون حياتهم اليومية، قدر الإمكان، ولعلهم يهدمون خيام النكبة، التي نصبت لهم في رفح، ويبتعدون عن حافة المجاعة، إذا ما تدفقت المساعدات الانسانية نحوهم، والأهم إذا ما تكرس وقف إطلاق النار، لأجل وقف الحرب بصورة نهائية. 

لكن يظل السؤال الجارح: هل يستحق هذا الاتفاق الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا، وما زال يدفعه، من لحمه الحي، وليس مجرد رقم- عدد الشهداء الذي فاق 26 ألف شهيد وشهيدة، بل هو الحقيقة والواقع الذي يشير إلى حجم الفاجعة، والكارثة معًا..!!  
نأمل أن يكون الاتفاق التقني – وهذا تعريفه الواقعي- مجرد خطوة نحو التسوية السياسية الشاملة، التي تنهي الاحتلال وتقيم صروح دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما يلزم حماس إن أرادت هذه التسوية، أن تأتي الى قارب الشرعية الفلسطينية الذي ينجيها  من غرق تاريخي بكل ما في هذه العبارة من معنى.