يهل علينا بعد يومين عيد الميلاد المجيد والاحزان تغطي وجه فلسطين كلها، حيث يقوم العدو الصهيو أميركي بحرب إبادة على الشعب العربي الفلسطيني من بيت لحم إلى القدس العاصمة وصولا لقطاع غزة لليوم ال76، لإعادة صلب السيد المسيح ابن الشعب والفدائي الأول مجددًا، مما دعى المجمع الكنسي في مهد المسيح لإلغاء الاحتفاء بعيد الميلاد المجيد وتزيين الأشجار وإضاءة الشموع في فلسطين التاريخية لأول مرة منذ 30 عامًا خلت، تضامنًا مع أرواح الشهداء الذين تجاوز عددهم ال20 ألف والجرحى الذين فاق عددهم ال53 ألف التي تلازمت مع تدمير هائل لكل معالم الحياة في محافظات غزة.
ودعا المجمع الكنسي مسيحي العالم كله لإقامة قداديس على أرواح الشهداء، والدعاء لشفاء الجرحى، ووقف حرب المحرقة فورًا على الوطن الفلسطيني عمومًا وفي غزة هاشم خصوصًا، وهو ما يعكس وحدة الدم والمصير بين أبناء الشعب الفلسطيني من اتباع الديانات السماوية الثلاث، وتكافل وتعاضد أبناء الشعب في مواجهة تغول النازيين الصهاينة الجدد، الذين تفوقوا على هتلر والهتلرية والفاشية الفرانكية في ظل صمت الغرب الرأسمالي بقيادة واشنطن ادعياء الإيمان بالمسيحية بمختلف طوائفها، وتبين بالملموس أنهم من عبدة الشيطان والمال واليهودية الصهيونية.
صرخ السيد المسيح من مهده من الآم المحرقة الجديدة، ونادى باعلى صوته أوقفوا حرب الإبادة، وكفوا عن القتل والذبح والنفي والتطهير العرقي لأبناء شعبي المنكوب بحضارتكم القائمة على الجريمة المنظمة والإرهاب، وعودوا لجادة السلام إن كنتم مؤمنين بأحد الأديان السماوية، وليس بالمسيحية فقط. لكن هيهات أن يسمعوا نداء رسول السلام والتسامح والمحبة لأن إيمانهم واهٍ وشكلي ومارق، وكونهم غارقون في دوامة الإبادة الفلسطينيين العرب احفاد السيد المسيح.
نعم أغرق العدو الصهيو أميركي والاوروبي ارض السلام والرباط والتسامح والتعايش في ظلام دامس، واشعلوا نيران محارقهم لشواء أطفال ونساء وشيوخ فلسطين قربانا لاباطرة رأس المال المالي ودولتهم الصهيونية اللقيطة والمأجورة، ونكثوا بكل وعود وعهود السلام الممكن والمقبول أسوة بيهود الخزر الصهاينة، الذين جاؤوا بهم من أرجاء الدنيا لتمزيق وحدة شعوب الامة العربية، ونهب ثرواتهم واستعبادهم تعميقا لنهج حروبهم الصليبية، التي لا تمت بصلة لرسول المسيحية الحالم بالعدالة والسلام، وحامل راية الإنسانية الحقة.
سيدي المسيح يا حبيب الله، يا ابن مريم المجدلية شعبك الفلسطيني الواحد الموحد، رغم كل المحارق والمذابح وشلال الموت الهادر مازال سائرًا على درب الجلجلة، وكما شبه لهم صلبك، يشبه لأعداء السلام والمحبة والإنسانية، أنهم صلبوا شعبك الأبي، وتمكنوا من كي وعيه الوطني والقومي والإنساني، ولكن هيهات أن ينالوا من عظمته وعظمتك الخالدة والباقية ما بقيت الإنسانية، وسيبقى نورك ساطعًا من كنائس البشارة والمهد والقيامة على الشعب والإنسانية جمعاء، وكما ستقوم يومًا، فإن شعبك سيقوم من بين الأنقاض والموت والدمار قريبًا حاملاً نبراس ومشعل الحرية والعدالة والسلام، وسينثر الورود ويضيء الشموع ويزين أشجار الميلاد كل عام مع تحرير فلسطين من العدو الصهيو أميركي.
لا بأس يا رسول السلام، يا بطل الفداء الأول من عدم إضاءة الشموع، وتزيين أشجار الميلاد هذا العام حزنا على احفادك الأبرياء، الذين لا ذنب لهم سوى، انهم دافعوا ويدافعون عن خيارك، خيار السلام والتعايش والتضامن بين بني الإنسان، وسيتمكنون من بناء صروح الاخاء والإنسانية الحقة وفقًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي مع نيلهم حريتهم وبعض حقوقهم السياسية والقانونية، وبعد استقلال دولتهم الفلسطينية العربية السيدة والمستقلة وعاصمتها مدينة القدس حاضنة كنيسة القيامة والحوض المقدس.
وطنك وشعبك الفلسطيني لن يهدأ لهم بال إلا بتحرير مهدك وقيامتك من وحوش عصر الظلام والعبودية الرأسمالي، ويشعلون درب الآلام بشموع الحياة والأمل والبقاء والتكافل بين بني الانسان دون تمييز عرقي او جنسي او ديني او باللون، فأنت جامع وموحد للشعوب، كما الرسول العربي الكريم محمد ابن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، فانتما تكاملتما في نشر وتعميم بذور السلام في ارجاء الأرض، وتعامدتما بنشر تعاليم الخالق العظيم الله جل جلاله على الأرض، وتعاليمكما باقية ما بقيت الإنسانية، وستبقى فلسطين ارض السلام والخير والعيش المشترك لبني الانسان.
وطوبى لميلادك المجيد، وسلامًا عليك يوم ولدت، ويوم تقوم، وكل عام وأتباع المسيحية الحقيقيين من مختلف شعوب الأرض غربيين وشرقيين بخير، ولله المجد في الأعالي، وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها