بقلم: بشار دراغمة 

في نابلس حكاية صمود استثنائية، تتحالف المدينة مع ذاتها وأهلها لإطلاق مبادرات واحدة تلو الأخرى بهدف استعادة مسمى أطلقه الرئيس الراحل ياسر عرفات عندما وصفها بـ"العاصمة الاقتصادية" لفلسطين.

تصر المدينة التي يواصل الاحتلال حصارها بالحواجز العسكرية على كتابة قصة نجاحها بنفسها رغم كل المعيقات، لتؤكد دومًا أنها تحمل في طياتها أسرارًا وروحًا متجددة، بينما تبشر غرفة التجارة والصناعة فيها ببريق جديد يتلألأ على أفقها الاقتصادي.

لا تبدو الحركة التجارية في المدينة كما جرت العادة، وتكثر شكاوى التجار من تراجع الحالة الاقتصادية بفعل الإغلاقات الاحتلالية المستمرة وعرقلة وصول المواطنين من بقية أنحاء الضفة إلى المدينة في إطار سياسة تنكيل جماعي اعتاد الاحتلال ممارستها بحق المواطنين.

ووسط هذه الصراعات والتحديات الاقتصادية، تستمر نابلس في بناء جدرانها من الأمل والتطلع نحو مستقبل أفضل، فأرادت أن تحول نفسها إلى ساحة من الفعاليات الاقتصادية.

والأسبوع الماضي افتتحت فعاليات مهرجان صيف نابلس وهو حدث اقتصادي وترفيهي وثقافي شهدته المدينة التي وعدت بأن يكون نهاية هذا الشهر حدث هو الأكثر ضخامة بعنوان "نابلس إكسبو 2023".

ويؤكد ياسين دويكات، الناطق باسم غرفة تجارة وصناعة نابلس وعضو مجلس إدارتها أن نابلس تخوض معركة اقتصادية لتثبت للعالم أنها قوة لا تقهر بسبب المحاولات اليائسة للقمع من قبل الاحتلال. ويراهن دويكات على معرض ومهرجان "نابلس إكسبو 2023" واصفًا إياه بالحدث الدولي.

وقال: "هو حدث اقتصادي لم يسبق له مثيل وستكون المدينة مع فعاليات اقتصادية مميزة إلى جانب الفعاليات الترفيهية". متوقعًا أن يكون لهذا الحدث الاقتصادي تأثير إيجابي على المدينة التي تحتاج بقوة إلى مثل هذه الفعاليات في طريقها لاستعادة مكانتها الاقتصادية والتي ظلت دومًا "عاصمة الاقتصاد الفلسطيني". مشددًا على أن نابلس تحمل في طياتها عزيمة لا تلين وثقة لا تتزعزع.

ونوه إلى أن "نابلس إكسبو 2023" يحمل مجموعة من الأهداف بينها دعم الصناعة الوطنية التي استطاعت الصمود في ظل ظروف اقتصادية صعبة.

ويذكر أن المعرض لا يقتصر على القطاعات الاقتصادية من نابلس، وإنما تشارك فيه قطاعات من كل أنحاء فلسطين.

ويستمر المعرض لأربعة أيام من السابع والعشرين من الشهر الحالي حتى مطلع الشهر المقبل، ومن المتوقع أن يصل عدد الأجنحة المكونة للمعرض لأكثر من 120 جناحًا.

الشارع في نابلس ينتظر بشغف أي فعاليات من شأنها النهوض بواقع المدينة والمساهمة ولو جزئيًا في كسر الحصار المفروض عليها.

وقال أبو علاء وهو صاحب محل سوبر ماركت: "للأسف المدينة تبدو خالية من المتسوقين، لم نشهد أيامًا كهذه، وهذا ما يريده الاحتلال الذي يدخل ليلاً يستهدف المنازل ويقتل وفي النهار يحاصر نابلس، لكن الأمل بأهالي المدينة وفعالياتها المختلفة لكسر هذا الواقع".

نابلس تزهر في الظلم وتزهر في الحصار، فهي تملك قوة الإرادة وثبات العزيمة وتصر على أن تبقى مدينة "الأمل"، وهذا الأمل هو ما يمنحها القوة لتحقيق مكانتها الاقتصادية ومكافحة التحديات بكل إصرار وعزيمة.