بمناسبة مرور ثلاثة أيام على استشهاده، أبّنت منظمة التحرير الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" وآل خليل الكرام وأهالي الشيخ داوود الشَّهيد الوطني المناضل اللِّواء الركن مصطفى ذيب خليل (أبو طعان)، اليوم الثلاثاء ١٨-١٠-٢٠٢٢ في قاعة الشَّهيد الرَّمز ياسر عرفات في مخيَّم البداوي. 

وقد غصت القاعة بالجماهير الوفية لمسيرة الشهيد، تقدمها أعضاء قيادة إقليم حركة "فتح" في لبنان الأخ منعم عوض، ود. يوسف الأسعد، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية الأخ أركان بدر، وأمناء سرّ وأعضاء قيادة المناطق والشُّعب التنظيمية في لبنان، وهيئة المتقاعدين العسكريين، وأمناء سرّ الاتحادات الوطنية والمكاتب الحركية في لبنان، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية، والقوى الوطنية اللبنانية، ووفد المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية في لبنان وحشدٌ من ضباط وكوادر حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وحشدٌ جماهيري غفير من مخيّمات لبنان. 

وقد كان في استقبال المعزين أمين سرّ فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الشمال بسام الأشقر، إلى جانب آل الشهيد وأقاربه ومحبيه. 

استَهلَّ الأخ أحمد الأعرج التأبين بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء الثورة الفلسطينية،

ثم دعا فضيلة الشيخ أبو عثمان لتلاوةِ آياتٍ عطرة من الذكر الحكيم، وقدّم فضيلته موعظة دينية من وحي المناسبة، ثم قرأ الدعاء إلى روح الشهيد الطاهرة. 

كلمة آل الشَّهيد ألقاها نجل الشهيد الأخ طعان خليل، تحدث فيها عن مزايا الشهيد اللواء أبو طعان حيث كان ملتزمًا دينيًا ووطنيًا وكان نموذجًا للعطاء خدومًا ومخلصًا في رسالته، وكذلك قدم موعظة دينية. 

واختُتِمَ الحفل التأبيني بكلمة حركة "فتح" في الساحة اللبنانية ألقاها الأخ مصطفى أبو حرب بالنيابة عن الأخ فتحي أبو العردات، ونقل فيها تعازي كلٍّ من سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان الأخ أشرف دبور وأمين سرّ قيادة الساحة اللبنانية الأخ فتحي أبو العردات وأمين سرّ إقليم لبنان الأخ حسين فياض إلى آل خليل وعموم أهالي الشيخ داوود، وأهالي مخيّميّ البارد والبداوي ومخيمات لبنان.
وتابع: "عزاؤنا واحد وفقدُنا عظيم، ما حسبتني أحيا ليومٍ أقفُ فيه كي أرثي هامة وطنية بحجم الشهيد والوالد والأخ أبا طعان"، معرجًا على أبرز المحطات النضالية في حياة الراحل منذ النكبة الأولى مرورًا بأبرز المواقف الوطنية والمعارك البطولية التي خاضها في غزة والأردن ولبنان من أجل فلسطين والقدس. 
وأضاف: "لم تكن هناك موقعة ولا معركة للدفاع عن الثورة وعن الشعب الفلسطيني الا وكان يتقدم الصفوف طالباً الشهادة، لأنه من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ومن الذين أعدوا العدة عملاً بالآية الكريمة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدّو الله وعدوكم". 
 ونوه أبو حرب بمناقبية الشهيد وتفانيه، حيث تحلى أبو طعان بالصبر الكبير، وكان مدرسة ونموذجاً فتحاوياً رائداً، كنا نأتيه كي نتتلمذ على يديه ونستمع اليه، حيث كان لا يبخل على أحد منا بالمشورة ولا بالموعظة ولا بالتوجيه...كان والداً لنا جميعاً.
وتابع: "بالأمس عند تشييع الشهيد، هطلت أمطار من السماء غزيرة.. هي أمطار تهللت بها السماء فرحاً باستقبال أبي طعان كما العيون التي بكت حرقة وفقداً لهامة وطنية، فكلٌ بكاه على طريقته وبأسلوبه، ولكن هناك من بكى بعيداً منزوياً... هم الأرامل والأيتام الذين كان يعطف عليهم، ويمد لهم يد المساعدة، فقدوا بوفاته من كان يسأل في عتمة الليل، فقدوا بوفاته جابر عثرات الكرام، ونحن نعلم كيف كان يرسل الأموال سرّاً للفقراء والمحتاجين.. لقد فقدنا رجلاً ليس كباقي الرجال، فقدنا بدراً في عزّ ظلمة ليالينا، فقدنا أبا طعان الذي ما ملّ يوماً عن التفكير بالعودة الى الشيخ داوود، مؤمناً قطعاً بأن فلسطين كل فلسطين لنا من رأس الناقورة وحتى صحراء النقب، حيث كان يردد دائماً إنما النصر صبر ساعة .. لقد كان صديقاً لصيقاً متكلماً بكل جرأة عن الشهيد الرمز ياسر عرفات، وواثقاً تمام الثقة بمنهج الفتح سبيلاً لتحرير فلسطين بقيادة السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن.. لقد كان في عز مرضه مؤمناً محتسباً ومستبشراً، لقد كنا نزوره فنجد الاستبشار في وجوه أولاده الذين كانوا يذكّرونه بمن يأتي فيبتسم ويتمتم ويومئ برأسه راضياً، لقد كان رجل فلسطين... رجل كل فلسطين، اجتمعت الأمة الفلسطينية بحياته واجتمعت الأمة الفلسطينية حوله وحول أولاده في تشييعه في مخيم نهر البارد". 
وأكد أبو حرب على بقاء راية الثورة خفاقة فوق الرؤوس وفاءً للشهيد القائد أبو طعان.. وأن يبقى السلاح موجهاً نحو صدور الأعداء الغاصبين، فعزاؤنا بأن القائد أبو طعان ترك بيننا أبناء هم منابر علم ووطنية، وترك فينا افكاراً نيرة وطنية فلسطينية.
وختم أبو حرب موجهاً الشكر باسم حركة "فتح" إلى كل من وقف معنا وواسانا بمصابنا الجلل.

وفي الختام، تقبّلت قيادة حركة "فتح" وآل الشهيد ومحبيه وأقاربه التعازي من المعزين.