مرة أخرى يتجدد الاتهام للقاتل الإسرائيلي عن اغتيال الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، والصحافية المشهورة في قناة الجزيرة، إسرائيل تحاول جاهدة الإفلات من تهمة القتل العمد، وتقول إنه من المحتمل أن يكون القاتل هو جندي إسرائيلي أطلق النار على شيرين أبو عاقلة، ولكن ليس عن عمد.

وهذا المنطق الشائن الذي تستخدمه إسرائيل ليس فيه جديد، فهي تكذب على المكشوف، وتنكر جريمتها البشعة، لكن القضية ما زالت حية في أوجها، والقتيلة شيرين أبوعاقلة تطالب بأن يدفع الجندي الإسرائيلي ثمن ما ارتكبت يداه، وأبواب الهروب أمام إسرائيل مغلقة وكل الانحيازات العدوانية لها لن تنجح في تبرئتها من الجريمة، حتى الادعاء الإسرائيلي المفضوح بأنه ربما يكون أحد جنودها قد أطلق النار لكنه لم يكن يقصد، وبالتالي إسرائيل تقول: "إنه لم تكن هناك جريمة تستحق التحقيق!!"

ما هذه الشطارة الخائبة يا إسرائيل؟ لأنه منذ وقوع الجريمة والكل يعلم أن شيرين أبو عاقلة وقت إطلاق النار عليها من قبل أحد الجنود الإسرائيليين لم تكن في نقطة الحدث، وأنها كانت خارج نقطة الاشتباك، فهل الجندي الإسرائيلي الذي صوب رشاشه نحوها وقتلها كان يصطاد بعض الطيور المهاجرة وقتها؟ وهل إذا قال ذلك الجندي أنه لم يكن يقصد القتل، تقوم دولة إسرائيل وقيادة جيشها بالتصفيق له وتقول: فعلاً إنه لم يكن يقصد القتل؟

على العموم ليس في الأمر شيء جديد، فإسرائيل التي طردت الشعب الفلسطيني من وطنه، قالت إنها لم تطرد أحداً وإنما الفلسطينيون تركوا وطنهم من تلقاء أنفسهم!! والمقابر الجماعية التي أقامتها إسرائيل للقرى الفلسطينية بعد أن دمرتها، وغطتها بأكوام الطين والتراب، وأنكرت وجودها، ومجموعات الإرهاب الإسرائيلية التي لاحقتهم بالحديد والنيران كانت مجرد ألعاب وليست رصاصًا وقذائف قاتلة، وتقول إنها أصلاً ليست دولة محتلة، بل هم مجرد عائدين إلى وطنهم ليس أكثر، لكن الحقيقة المذهلة وسط ذلك كله أن الشعب الفلسطيني صاحب الحق والأرض والوطن، يملك ذاكرة تستعصي على النسيان، وله روح تستعصي على الاستسلام.

لذلك إسرائيل تكذب، وتكذب، وتواصل الكذب، وتواصل البحث والتنقيب عن آثار تؤيد أكاذيبها فلا تجد سوى الأكاذيب نفسها تحدق فيها، وتفضحها، بينما الصوت الفلسطيني يعلو كل يوم بالحق قائلاً: "إننا لعائدون".

مقولة إن قاتل شيرين أبو عاقلة لم يكن يقصد وكان يقف وهو يحمل رشاشه الملقم بالرصاص، وكان يطلق الرصاص، لكنه لم يكن يقصد القتل، هذا هو المنطق الإسرائيلي، منطق الجريمة البشعة المكشوفة، يا إسرائيل كم أن أكاذيبك وجرائمك أثقلت عليك، ولقد حل موعد تدفيع الثمن، ليس على طريقة مجموعاتك الإرهابية التي تحمل هذا الاسم، بل على طريقة الحق، أنت تستهترين، وتهربين من الحق، لكن نحن الفلسطينيين نطاردك ولقد حان موعد انتصار الحق.

 

المصدر: الحياة الجديدة