هو العيد الكبير فيه الأضاحي، ومنه غيمة البهجة، وله واقع التفتح، فما أضحى بات مقبلاً من آخر الليل، إلى أول النهار، وفي العربية، الأضحى الأشهب من الخيل، وللخيل مقام الفخر في ديوان العرب، وباختصار الأضحى عيد أراده الله تعالى برحمته ومشيئته عيدًا للمعنى المكتمل في زهوه المؤمن بتنور الحياة وتفتحها الحتمي الأكيد على الشروق في دروبها التي تخب فيها خيل العزيمة، نحو تطلعات أهلها المشروعة والعادلة النبيلة.  

نؤمن بكل ذلك رغم كل ما نواجه من الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يريد سوى أن يطفئ شعلة الأمل، والحياة في نفوسنا، نبتهج في كل عيد تحديًا وتقوى، وقلوبنا تبكي ما ودعنا من أبنائنا شهداء بررة، الذين طالهم رصاص الاحتلال الإسرائيلي، وتحترق شوقًا للقاء من بات من أبنائنا أسرى في معتقلاته البغيضة. 

ونحمل وردة العيد إلى جرحانا، وهم على أسرة الشفاء، نبتهج رغمًا عن الاحتلال ونعود الأهل والأقرباء والأصدقاء في سير يتخطى حواجزه العسكرية القبيحة من مدينة، إلى بلدة، إلى قرية، على امتداد أرض الوطن، وحيثما كنا في كل مكان.  

نحن الفلسطينيون لا شيء يدل علينا سوى الحياة بحقيقة شمسها، وحقيقة قوتها التي تفتت الصخر كي تتفتح الوردة، وتتفجر لها، ومن حولها، ينابيع الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي ولهذا كل عام وشعبنا بخير هذه المعاني كلها ، لنا الحياة بشمسها وحقيقة قوتها، ولنا الأمل في دروبه الصاعدة نحو دولة الحرية والعدل والحق والسلام، دولة فلسطين، بعاصمتها القدس الشرقية من رفح حتى جنين.

*المصدر: الحياة الجديدة*