بحضور فلسطيني رسمي افتتحت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) مدرسة الأونروا المختلطة والثلاثية اللغات التي بُنيت حديثًا في الميّة وميّة في صيدا، اليوم الجمعة ١٧-٦-٢٠٢٢.
وقد حضر حفل الافتتاح كلٌّ من سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان السيدة دوروثي شيا، والسفيرة الفرنسية في لبنان السيدة آن غريّو، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون اللاجئين د.أحمد أبو هولي، ورئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني د.باسل الحسن، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان الأخ فتحي أبو العردات، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وقائد القوة المشتركة في عين الحلوة عبد الهادي الأسدي، ونائب المفوّض العام للأونروا السيدة ليني ستينسيث، ومدير شؤون الأونروا في لبنان السيد كلاوديو كوردوني، كما حضر الافتتاح أيضًا مسؤولون لبنانيون، وفاعليات فلسطينية، ومعلّمون، وطلاّب وأهالي.
مدرسة "الصخرة" المختلطة التابعة للأونروا تمّ بناؤها بدعم من منظمة التحرير الفلسطينية وبتمويل مشترك من حكومتي الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا؛ وتحلّ المدرسة الجديدة مكان مبنيين مستأجرين، ممّا يضمن حصول الطلاب على تعليم جيّد ومنصف وشامل.
ويعالج هذا المرفق الجديد تحديات هائلة تتمثل في الاكتظاظ، والصفوف الدراسية الصغيرة، وسوء الإنارة والتهوئة، فضلاً عن معالجة المشاكل السابقة في المباني المدرسية المستأجرة من خلال توفير مختبرات علمية ومكتبات وملاعب كبيرة.
وتعتمد الأونروا في المدرسة الجديدة نموذجًا ثلاثي اللغات لتقديم التعليم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بما يتماشى مع السياق متعدد اللغات الذي يميّز لبنان. فالمدرسة المختلطة الجديدة الرائدة توفّر بيئة مدرسية آمنة لنحو ألف طالب فلسطيني، وتوفّر للطلاب أحدث المباني، بما في ذلك 28 صفًّا دراسيًا واسعًا ومكتبة ومسرح ومختبرات وملعبان وقاعات للأنشطة.
وفي هذا الاطار قال سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور: "الحلم هو حلم والهدف هو هدف والقرار هو قرار السيد الرئيس محمود عبّاس بتأمين قطعة الأرض لبناء هذا الصرح التعليمي والذي يندرج ضمن برنامج وتوجيهات سيادته ببذل أقصى جهد للنهوض بالوضع المعيشي لأبناء شعبنا اللاجئ في لبنان على المستويات الصحية والتعليمية والمعيشية كافةً؛ فبِاسم أهلنا اللاجئين في لبنان أتقدم بالتحية والتقدير إلى سيادة الرئيس محمود عبّاس ومنظمة التحرير الفلسطينية المساهمة في تأمين قطعة الارض لبناء هذا الصرح العلمي المتطور. كذلك إلى المانحين حكومة الولايات المتحدة الممثلة بسعادة السفيرة دوروثي شيا والحكومة الفرنسية الممثلة بسعادة السفيرة آن غريو ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا والأشقاء اللبنانيين من خلال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن والشكر موصول لنواب صيدا الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري للسيدة بهية الحريري وسعادة المحافظ وبلدية صيدا والأجهزة الأمنية والمدنية ولكل من ساهم في تذليل العقبات امام إنجاز هذا الصرح التعليمي".
وأضاف السفير دبور: "العهد بأننا لن ندّخر أي جهد في سبيل أداء واجبنا تجاه أهلنا في التخفيف من معاناتهم في كل المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية، وهذا الصرح يأتي ضمن مجموعة من الإنجازات التي تحققت خلال الفترة الماضية.
وتبقى القضية الأساس هي العودة إلى الديار".
وقد سلطت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا الضوء على أنّ "الأونروا هي شريان حياة للفلسطينيين المحتاجين سواء كان ذلك عبر توفير التعليم والرعاية الصحية أو المساعدة الطارئة للمتضررين من النزاع ".
أمّا السفيرة الفرنسية آن غريّو فشدّدت على "أهمية توفير حياة كريمة للاجئي فلسطين ودعم الأونروا بالتعاون مع شركائها وخاصة في مجال التعليم. فمن خلال التعليم وإتاحته للأطفال كافةً يمكن للبنان أن يبني مستقبله".
وقال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الدكتور باسل الحسن: "إنّنا بالرغم من كل الصعوبات والتحديات، متمسكون مع شركائنا ببناء الأمل، وصناعة التفاؤل، وتمكين الاستقرار، تحت سقف القانون واحترام الشرعيات".
وأضاف: "التعليمُ الجيّد مدخلٌ للتنمية، والتنميةُ بابٌ للقوة والنهوض والثقة بالذات. وكل ذلك جسرٌ إلى العدالة والحق وصناعة مستقبل أفضل. المخيمات الفلسطينية والتجمعات المحاذية والمضيفة تستحق كل اهتمام ورعاية ودعم وهو ما تحرص على تدعيمه لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، من ضمن سياسة الحكومة اللبنانية تجاه القضية الفلسطينية وموضوع اللاجئين".
وقالت نائبة المفوض العام للأونروا ليني ستينسيث: "نحتفل اليوم بهذا الإنجاز الذي سيحسّن أولاً وقبل كل شيء تجربة التعلم لطلابنا. وهذه المدرسة الثلاثية اللغات هي مثال جديد لاستثمارات الوكالة المستمرة في توسيع التنمية البشرية والفرص للاجئي فلسطين. فالبيئة المدرسية الجيّدة هي عنصر أساسي في تزويد الأطفال اللاجئين بتعليم أساسي جيّد ومنصف وشامل. إنّي أُعرب عن خالص شكري وتقديري للولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ومنظمة التحرير الفلسطينية على هذا التبرع السخي، الذي يؤكد مرة أخرى التزامهم ودعمهم للأونروا ولأطفال لاجئي فلسطين في لبنان".
هذا وتخلل حفل الافتتاح عرضًا فنيًّا فلكلوريًّا قدمته فرقة الكوفية للتراث الوطني أمام الحضور، جسدت من خلاله التراث الوطني الفلسطيني الذي يتمسك به أبناء شعبنا في مخيمات العودة في لبنان.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها