نظّمت سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية اليوم الخميس ١٢-٥-٢٠٢٢، وقفةَ إدانةٍ واستنكارٍ للجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بإعدام الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة.

وشارك في الوقفة التي نُظِّمت في قاعة الرئيس الشهيد ياسر عرفات، سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي، نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني علي فيصل وأعضاء المجلس في لبنان، المنسق العام للحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، الأمين العام السابق للمحامين العرب عمر زين، ممثلو وسائل الإعلام العاملة في لبنان، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، أمين سر حركة "فتح" - إقليم لبنان حسين فياض، ممثلو الأحزاب اللبنانية والفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية.

 

بدأت الوقفة بالنشيدين اللبناني والفلسطيني ثم كانت كلمة ترحيبية من المستشار الأول في سفارة فلسطين حسان ششنية الذي شكر الحضور لمشاركتهم في حضرة شيرين أبو عاقلة الشهيدة الشاهدة على جرائم الاحتلال، مؤكّدًا أنَّ شيرين كانت شجاعة ومبدعة ومثابرة.

 

وأضاف: "كانت شيرين دمثة الأخلاق في وجه جيش عديم الأخلاق، فارتقت ابنة القدس البارة سلم المجد لتكون أيقونة الصحافة الفلسطينية وأسطورة الصحافة العالمية، وفلسطين من بحرها إلى نهرها يلفها اليوم الحزن لأنّ فقدانها أمر مؤلم وإن كنا نشعر بالألم فعلى جيش الاحتلال أن يشعر بالعار". 

من جهته قال الكعكي: "صحيح أني لم أكن على معرفة شخصية بالشهيدة لكنني ومن خلال متابعتي لها وهي تغطي الأخبار كنت أشعر أن هذه الصحافية الجريئة الصادقة كانت تتصدى بجسدها لبنادق الجنود الصهانية الذين كانوا يعترضونها ويحاولون منعها من أداء مهمتها. لقد تصدت لهم مرارًا مصرة على إتمام واجباتها الصحافية على أكمل وجه". 

وشدد على أن هذه الجريمة ليست الأولى التي يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين وأن تاريخ الصهاينة معروف بالمجازر.

 

وأكّد أن العقيدة الصهونية قائمة على القتل والإجرام وأن كل ما يفعلونه هو محو الهوية الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني "ومهما حاول العرب أن يجنحوا الى السلام فان اليهود الصهاينة سيحاولون القضاء على مشروع السلام لان فلسطين وحسب عقيدة المتطرفين منهم هي أرض الميعاد". 

وأضاف: "إن أمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العالمية اليوم جريمة بشعة والعقاب يجب أن يكون على قدر الجريمة. فهل سيتجرأ الضمير العالمي على الوقوف إلى جانب الحق والعدالة ولو ليوم واحد؟". 

بدوره أكد القصيفي أن شيرين أبو عاقلة أُعدمت وقتلتها رصاصة قناص صهيوني اصطادها كما تصطاد العنادل لإخراس صوتها.

وأضاف: "تريد أن تحول الشهود إلى شهداء، أن تخرس الحناجر الصادحة بالحق، وتشل الأنامل التي تمسك قلمًا لئلا يؤرخ ما ترتكب من فظائع، أو تحمل عدسة توثق بالصورة ما تمثل من فصول الطغيان". 

وتابع: "سقطت شيرين لكن قضية فلسطين لم تسقط ولن ينكس لها علم. صليب الخشب أقوى من حديد إسرائيل ونارها وسجادة الصلاة أثبت من طغيانها ولن يموت حق يبذل أبناؤه في سبيله أغلى ما يملكون". 

وأكد القصيفي أن المطلوب استنهاض المجتمع الدولي والعربي ودفع المحكمة الدولية الجنائية لإطلاق حكم يتناسب مع حجم الجريمة التي أودت ببيلسانة فلسطين شيرين، مضيفًا: "إننا مع تحقيق شفاف صادق يحدد المسؤوليات ويسمي الأشياء بأسمائها، ويضع الأمور في نصابها الصحيح". 

ودعا القصيفي إلى تشكيل لجنة طوارئ دولية- عربية من الاتحاد الدولي للصحفيين والاتحاد العام للصحفيين العرب وهيئات حقوق الانسان لتحقق في الجريمة وإعلان النتائج على الملأ ليدرك الرأي العام مدى الاجرام الصهيوني المتمادي.

 

ثم ألقى السفير دبور كلمة جاء فيها: "الحقيقة واضحة وضوح الشمس لا لبس فيها، المطلوب هو الوقوف في وجه هذا العدو ومحاسبته على أفعاله. شيرين أبو عاقلة، بدأت حياتها الجامعية في دراسة الهندسة، ولإيمانِها المطلَق بعدالة قضيتها والظلم الواقع على شعبنا اختارت مجال الصحافة لنقل صورة المعاناة، وأدت رسالتها بجدارة وأصبحت صورتها الشهيدة الشاهدة أمام العالم أجمع في فضح وتعرية الكيان الغاصب الذي ينتهك بممارساته كل المواثيق والأعراف الدولية ويتجاوز حدود الإنسانية في استباحة يومية للأماكن المقدسة وتدمير المنازل والتهجير الممنهج والقتل بدم بارد، والاستيطان، والاعتداءات من قبل عصابات قطعان المستوطنين على المناطق الفلسطينية وبحراسة وحماية جيش الاحتلال.

 

وتُضاف جريمة اغتيال الأخت شيرين أبو عاقلة إلى سجّلات الاحتلال الإسرائيلي الدموية وفصلاً من فصول استهتاره بالعدالة والقوانين الدولية.

أيّامٌ قليلة تفصلنا عن ذكرى اغتصاب وطننا وما زال شعبنا المبتلى بهذا الاحتلال الإحلالي يقدّم الشهيد تلو الشهيد، والأسير إلى جانب الأسير في مسيرة النضال في كافّة المجالات من أجل تحقيق الأهداف الفلسطينية بالحرية والاستقلال وحقوقنا المشروعة غير القابلة للتصرف والتي كفلَتها القرارات والقوانين الدولية". 

وأضاف: "لكِ المجد يا شيرين في حياتِك وأنتِ تدافعين عن شعبِنا وقضيتِنا، وتفانيك وتميزك بنقل صورة حقيقة معاناة وصبر شعبنا الفلسطيني. وباستشهادك ارتفعت الأصوات بإدانة واستنكار آخر احتلال. شيرين، زرعك أنبت حصادًا حتمًا سيكنس الاحتلال وكلمتك ووجودك أرّقهم وغيابك سيقى كابوسًا يلاحقهم".