لماذا عندما يتحدث البعض من مسؤولي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية عن الإنقلاب على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة، يقولون انقسام "فتح" و"حماس"، فحركة "فتح" لم تقوم بالانقلاب على الشرعية التى كان يرأس حكومتها إسماعيل هنية، وحركة "فتح" عندما خسرت الأكثرية بالانتخابات التشريعية رضيت وسلمت بنتائج صناديق الاقتراع وآمنت بِقرار الشعب الفلسطيني الذي اختار حماس.

فإنقلبت حماس على الشرعية الفلسطينية التى كانت ترأس حكومتها، وشكلت حكومة خاصة بها في قطاع غزة، ولم تسمح لأي من الفصائل الفلسطينية مقاومة كانت أو سياسية بمشاركتها في إدارة القطاع، ولم تسمح منذ انقلابها عام ٢٠٠٧ بإجراء أي عملية انتخابية في قطاع غزة، بعكس السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية التي تقوم بإجراء الانتخابات الدورية وتشارك فيها كافة القوى والفصائل الفلسطينية والمجتمع المحلي والمدني والشخصيات السياسية والإجتماعية المستقلة.

ولم تترك حركة "فتح" بابًا إلا وطرقته من أجل إنهاء هذا الإنقلاب الأسود البغيض، ولكن حماس تتهرب دائمًا من أي مبادرة عربية كانت أو إقليمية أو فلسطينية للمصالحة الوطنية الفلسطينية، لأن القرار ليس بيدها، فقرار حماس بيد الإخوان المتأسلمين وبعض الدول العربية والإسلامية التي لا تريد للشعب الفلسطيني أن يتوحد لمقاومة المحتل الغاصب.

والمشكلة يا إخواننا ورفاقنا في فصائل منظمة التحرير أن حماس والإخوان المتأسلمين مشكلتهم ليست مع "فتح" ولا السلطة، الحقيقة أن مشكلة حماس والإخوان المتأسلمين مع الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، يريدون التخلص من منظمة التحرير الفلسطينية،  أو السيطرة عليها واسقاط مشروعها الوطني الفلسطيني، واستبداله بمشروع الإخوان المتأسلمين.

من هنا يجب على كل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أن تعرف إنها مستهدفة مثل حركة "فتح" وأكثر، لأن الإخوان المتأسلمين وحماس لا يؤمنون بالشراكة مع أحد، والدليل أمامكم في قطاع غزة الذي تديره "حماس" وحدها وتمنع كافة الفصائل والقوى الفلسطينية التدخل في شؤون إدارتها لقطاع غزة، فحماس تريد التخلص من فتح ومن السلطة ومن المنظمة ( الفصائل) دفعة واحدة، وتتمنى أن تغيب شمس اليوم وتشرق في اليوم التالي فلا تجد لا "فتح" ولا السلطة ولا المنظمة، فالثلاثة يشكلون العامود الفقري والركيزة الأساسية للشعب الفلسطيني، ففتح إرادة الشعب، والسلطة إدارة من أجل الشعب، والمنظمة هي شرعية الشعب.

فلا تقفوا مباليين ولا تمسكوا العصا من نصفها أمام استمرار حماس بانقلابها واختطافها لأحد أجنحة الوطن، فإذا ما سقطت "فتح" فأنتم الخاسرون، وإذا ما خطفت المنظمة فإنكم المنتهيون، وإذا ما قوضت السلطة فللخراب ذاهبون.