بلال غيث

تخوض القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، معركة سياسية ودبلوماسية وقانونية على مستوى العالم، بالتزامن مع معركة صمود وتحد يخوضها أبناء شعبنا في الميدان، في انسجام بين المستويين السياسي والشعبي للتصدي لجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.

ومع حلول الذكرى الـ57 لانطلاقة الثورة الفلسطينية وحركة "فتح"، يواجه شعبنا وقيادته حصارا ماليا ظالما، واقتطاعات غير قانونية من عائداته المالية والضريبية، لأنها تدفع لعائلات الشهداء والأسرى وهو ما أكده الرئيس مرارا أن "حقوق الأسرى خط أحمر ولن نسمح المساس به، ولو بقي لدينا قرش واحد سنصرفه على عائلات الشهداء والأسرى".

متحدثون لـ"وفا" أكدوا ضرورة الحفاظ على منظمة التحرير كرمز للثورة الفلسطينية للوصول للحرية والاستقلال، خاصة في خضم الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا من قتل وهدم وتدمير وتخريب ممتلكات، حيث يواصل أبناء شعبنا الالتفاف حول الرئيس ومنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وعملوا على تعزيز المقاومة الشعبية السلمية في مختلف مواقع التماس مع الاحتلال ومستوطنيه، ووقفوا ببسالة صامدين أمام كل محاولات التركيع والإلغاء.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، "في ذكرى الثورة الفلسطينية المعاصرة يجب التأكيد على أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والخيمة التي تضمه في كل أماكن تواجده، والمنظمة أكدت ثوابتنا وقدمت تضحيات بمئات آلاف الشهداء، وما زالت متمسكة بذات الأهداف والقيم التي مضى على دربها الشهداء وفي مقدمتهم الشهيد ياسر عرفات".

وأضاف: في ذكرى انطلاقة الثورة نؤكد أن معركتنا مع الاحتلال عبر المقاومة الشعبية، وقيادة شعبنا تخوض معركة دبلوماسية للتأكيد على وحدتنا، وتبذل جهودا كبيرا على الصعيد الدولي لضمان عدم طمس القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، وصولا للدولة الفلسطينية المستقلة، فالمعركة الدبلوماسية على المستوى الدولي مهمة لتعرية المحتل ومحاكمته أمام المحاكم الدولية على جرائمه وإرهابه المنظم.

وأوضح أبو يوسف أنه في ظل تعاظم المخاطر المحدقة بشعبنا من هجمات المستوطنين وجيش الاحتلال وتواصل الاستيطان والإرهاب، وما جرى من اعتداءات على البلدات والمواطنين وقطع الشوارع، يؤكد أهمية تفعيل منظمة التحرير لاستمرار النضال الشعبي ضد الاحتلال، فهناك تجارب ناجحة يمكن البناء عليها والتي تقودها المنظمة بفصائلها المختلفة، بالتزامن مع نضال القيادة على الساحة الدولية لتوفير الحماية الدولية لشعبنا.

بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي، إن منظمة التحرير تمثل شعبنا في مختلف أماكن تواجده وهي العنوان الأبرز له، وفي الذكرى الـ57 لانطلاقة الثورة نؤكد أن المنظمة هي المرجعية العليا للعمل الفلسطيني، ولا بد من تأكيد على قيادة منظمة التحرير لشعبنا في جبهة موحدة تضم كل مكوناته، وهي التي تشكل وطنا معنويا له في الداخل والخارج.

ودعا زكي أبناء شعبنا إلى الوحدة لمواجهة جرائم الاحتلال والمستوطنين، وفق برنامج القيادة الفلسطينية القائم على المقاومة الشعبية، وكذلك وفق قرارات الأمم المتحدة التي تنص على حق الفلسطينيين في استخدام كل أدوات النضال للخلاص من الاحتلال.

وأكد أن شعبنا سيكون على مستوى التحدي كما كان في معركة الكرامة وانتفاضة الحجارة وفي معاركه المختلفة، وآخرها في قرى برقة وبزاريا وسبسطية وسيلة الظهر التي تصدت لإرهاب الاحتلال وانفجرت في وجهه.

وأكد زكي أن شعبنا متفق على المقاومة الشعبية للخلاص من الاحتلال بقيادة الرئيس الذي دعا لاعتماد هذا الشكل من المقاومة.

أمين عام حزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي قال إن المطلوب هو استكمال تطوير الحالة الشعبية القائمة في التصدي للمستوطنين من خلال تعزيز المقاومة الشعبية وانخراط كافة القوى فيها وإنهاء الانقسام.

وأضاف: منظمة التحرير عليها عبء وواجب أساسي في الحفاظ على وحدة شعبنا وتكتيل طاقاته وإمكانياته في مختلف أماكن تواجده، من أجل حماية مكتسباته التي تحققت منذ انطلاقة الثورة المعاصرة حتى اليوم، ومواجهة المخاطر المتزايدة على هذه المكتسبات التي تمثلها سياسات الاحتلال.

وأوضح الصالحي أن الحركة الشعبية في ذكرى انطلاقة الثورة تقدم نماذج إبداعية ومتقدمة مع حركة القوى السياسية، ولكن لم يفت الأوان من أجل خلق تفاعل أفضل، استنادا للتجارب السابقة وأبرزها تجربة انتفاضة الحجارة.

من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم إن الصفة التمثيلية لمنظمة التحرير هي عنوان سياسي لا يتغير ولا علاقة لها بالوضع الحالي أو المستقبلي للمؤسسات التي تضمها المنظمة، فهي كانت وستبقى الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا وهذا الإنجاز كان القاعدة الأساسية التي استند إليها الاعتراف الدولي بحق تقرير المصير، الذي دونه لا يمكن لشعبنا أن يتطلع لنيل حقوقه الوطنية.

وأضاف أن أي محاولة لتمزيق هذا العنوان (منظمة التحرير بتمثيلها الشرعي الوحيد) أو اصطناع بدائل له أو خلق عناوين أو أكثر ستطيح بمنجزاته وتعطل الاعتراف الدولي بفلسطين وتسيء لمسيرة النضال الوطني.

وقال عبد الكريم إننا بحاجة لتوحيد الصف الفلسطيني على أسس ديمقراطية وإيجاد استراتيجية وطنية كفاحية تستند لقرارات المجلس الوطني، خاصة في ظل تصاعد هجمات المستوطنين ضد أبناء شعبنا، وإمعان سلطات الاحتلال في توسيع الاستيطان وتهويد القدس، وممارسة التطهير العرقي، واستمرار الحصار على قطاع غزة.

وبين أن الحفاظ على منظمة التحرير في ذكرى الثورة يتطلب بالدرجة الرئيسية توحيد الكل الفلسطيني في إطارها، وإعادة بنائها وتجديد بنيتها، لتحافظ على دورها النضالي، وتعزيز دورها التمثيلي لشعبنا في العالم.