بقلم: أبو شريف رباح

يعد الاستقبال الرَّسمي والشَّعبي للسَّيد الرَّئيس الفلسطيني محمود عباس، من أهم بل أهم إستقبال لرئيس دولة في الجمهورية الجّزائرية الديمقراطيّة الشّعبية، ليس لأنه رئيس فلسطين فقط، بل لأنّ فلسطين تسكن قلوب الجزائريين، ومن حبهم الكبير لها أطلقوا شعارهم الذي يعبِّرون به عن مشاعرهم تجاه فلسطين (نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) وهذا ليس غريبًا على الشّعب الجزائري الذي قدّم مليون ونصف مليون شهيد من أجل كرامة الوطن والمواطن، فحبهم لفلسطين كما حبهم لجزائر.

 قبل وصول الرئيس الفلسطيني زينت الطرقات والميادين في العاصمة الجزائر بأعلام فلسطين والجزائر وصور الرئيس محمود عباس، وصور الرئيس عبد المجيد تبون الذي كان في مقدمة المستقبلين لفخامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مع كبار المسؤولين الجزائريين، في إستقبال غير مسبوق، حيث أطلقت المدفعية الجزائرية "٢١" طلقة احتفاءً بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن.

والحدث الأبرز والأهم والذي ليس معهودًا في بروتوكولات الزيارات الرئاسية أن يستقبل سفراء الدول المعتمدين في أي من الدول رئيس تستضيفه هذه أو تلك الدولة، اليوم حصل هذا الحدث وكان في استقبال فلسطين وقائدها معظم سفراء دول العالم المعتمدين في الجمهورية الجزائرية.

ليس غريباً على الجزائر التي احتضنت الثورة الفلسطينية وقائدها الشّهيد الرّمز ياسر عرفات، والتي منها أعلن الرّمز أبو عمار إعلان إستقلال فلسطين، وسلّم الأمانة لشعب الجبارين الشعب العربي الفلسطيني الذي يؤمن أن فلسطين لا بد إلا أن تتحرر مهما طال الزمن، لأنه متمسك بحقوقه المشروعة، وبأن شبل من أشبالنا وزهرة من زهراتنا سيرفعون علم فلسطين فوق مآذن وكنائس القدس وأسوارها، رغم  جرائم الكيان الصهيوني الغاصب الذي يمارس إرهاب الدولة المنظم ضد الشعب الفلسطيني الذي يقاوم من أجل تحرير وطنه المحتل ليعيش بحرية وأمن وأمان على أرض أجداده.

من هذا الإستقبال الأخوي والشعبي الكبير، يجب أن تتكون بداية لشعوب أمة عربية موحّدة تؤمن بعزيمتها وقدرتها على الإنتصار، وتؤمن أن هذا الاحتلال الغاشم لن يستمر، إذا ما آمنا بشعار الشعب الجزائري إننا مع (فلسطين ظالمة أو مظلومة)، فإننا موحدين يدًا بيد وكتفًا بكتف وعلى قلب رجل واحد نستطيع تحرير فلسطين وكسر القيد عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية.

إننا كفلسطينيين نقول لكل إخواننا العرب في كل الدول بأننا لن نسلم ولن نستسلم ولن تذهب دماء مئات الآلاف من الشهداء سدى، ولن يموت حق وراءه شعب عظيم وقيادة حكيمة تحافظ على ثوابت شهداء شعبنا الفلسطيني ونضاله وتضحياته.

اذهب وأطلق رصاصة.. ثمّ عد إليَّ هكذا خاطب وزير الدفاع الجزائري هواري بومدين عام 1964، الرّمز ياسر عرفات، عندما طلب دعمه بالسلاح والتدريب، لإطلاق الكفاح المسلح الفلسطيني، فالجزائر كانت من أول الدول التي فتحت معسكراتها لتدريب أولى المجموعات لحركة "فتح" على السِّلاح، وأرسلت حركة "فتح" ٥٧ متطوعًا فلسطينيًا للتدريب بالأكاديمية العسكرية في شرشال بالجزائر حيث شكلوا النواة الأولى التي قادت الكفاح المسلح الفلسطيني، والجزائر كانت من أول الدول التي زوّدت حركة "فتح" بالسلاح فبعد ٣ أشهر من إنطلاقتها مطلع يناير 1965، وصلت الدفعة الأولى من الأسلحة والتي ضمت شحنة تزن 12 طنًا إلى مطار المزة العسكري في سوريا.

اليوم يعول الشّعب الفلسطيني على دور الأشقاء الجزائريين الداعم لحقوقه الوطنية العادلة، وننتظر من القيادة الجزائرية دعم القيادة الفلسطينية والعمل معًا لإجهاض كافة المؤامرات والصفقات المشبوهة التي تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية، وكما ويؤكد الشعب الفلسطيني أن الجزائر ستبقى إلى جانب فلسطين وقضيتها وسوف تقدم الدعم بكافة أشكاله للشعب الفلسطيني حتى النصر والتحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وستبقى فلسطين قضية الجزائر المركزيَّة.