يصادف اليوم،  اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة في التاسع والعشرين من تشرين الأول/نوفمبر من كل عام للتضامن مع الشعب الفلسطيني تذكيراً بمسؤولية العالم أجمع الأخلاقية والقانونية بضرورة تطبيق العدالة للشعب الفلسطيني، الذي حرم حتى الآن من إقامة دولته المستقلة وعودة لاجئيه وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. وتنطلق فعاليات التضامن المختلفة من الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة تزامناً مع هذا اليوم، حيث تحيي العديد من الحركات الاجتماعية والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والجامعات هذا اليوم من خلال فعاليات مختلفة؛ منها المؤتمرات العلمية والوقفات الاحتجاجية والندوات التضامنية وغيرها. كما تحيي العديد من العواصم العربية والدولية هذا اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني بانتشار واسع لم يسبق له مثيل مقارنة بالأعوام السابقة. ففي المغرب وحدها هنالك أكثر من 17 وقفة احتجاجية ضد الاحتلال الإسرائيلي في هذا اليوم، وعلى المنوال نفسه، تنطلق فعاليات التضامن في بريطانيا، وبلجيكا، والولايات المتحدة الأميركية، والبرازيل، ونيكاراجوا، وفرنسا، إضافة إلى معظم العواصم العربية. 

وترفع غالبية هذه الفعاليات التضامنية شعاراً واحداً، وهو "لا للاحتلال الإسرائيلي .. لا للأبارتهايد"، وهو شعار يمثل رؤية وموقف الرأي العام الدولي الذي يرفض استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، كما أن هذه الفعاليات ترفض بشدة سياسات الفصل العنصري والتطهير العرقي الذي تقوم بها حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

واللافت للنظر، في فعاليات التضامن في هذا العام عدة أمور؛ أولا: الانتشار الكبير لفعاليات التضامن في مختلف دول العالم . وثانياً: تزايد اهتمام القيادة الفلسطينية الواسع بهذه الفعاليات، حيث قام السيد الرئيس أبو مازن برعاية العديد من هذه الفعاليات، كما خصص سيادته جائزة الرئيس محمود عباس لدعم الدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحقوق الوطنية، والتي ستوزع في مؤتمر "التحرر الذاتي للفلسطينيين.. إنتاج المعرفة المقاومة"، الذي تنظمه الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد، وجامعة القدس المفتوحة بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان. وتهدف هذه الجائزة التقديرية إلى تعزيز تأثير الدبلوماسية الأكاديمية المناصرة للحق الفلسطيني في الرأي العام الدولي. 

وفي سياق فعاليات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، تبرز مطالبات واسعة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية لإحياء هذا اليوم نظراً لأهميته في إعادة أولوية  القضية الفلسطينية على رأس أجندات الرأي العام الدولي. ومن جانب آخر، تظهر الحاجة بشكل أكبر في تركيز دائرة التضامن الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي باعتبار إسرائيل دولة اضطهاد ودولة أبارتهايد.

وهنا، علينا كفلسطينيين أن نرصد كافة الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي العام والإنساني وفضح جرائم الاحتلال أمام الرأي العام الدولي، ومن ثم رفع هذه الانتهاكات إلى المنظمات الدولية أولاً، وإلى الأطر المؤسساتية في مختلف دول العالم لإدانة إسرائيل ومقاطعتها باعتبارها دولة فصل عنصري ودولة احتلال.

 

المصدر: الحياة الجديدة