بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح"- إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الجمعة 12 -11-2021


*فلسطينيات
رام الله: جماهير شعبنا تحيي الذكرى الـ17 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات

أحيت جماهير غفيرة من أبناء شعبنا في محافظة رام الله والبيرة، يوم الخميس، الذكرى الـ17 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات.

وانطلقت مسيرة حاشدة من أمام مدرسة ذكور رام الله الثانوية، جابت شوارع المدينة، وصولا إلى ضريح الشهيد ياسر عرفات، للمشاركة في المهرجان المركزي.

ونقل نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول، تحيات  السيد الرئيس محمود عباس الى أبناء شعبنا.

وقال: "إن الذكرى الـ17 لرحيل القائد الشهيد ياسر عرفات تعتبر مناسبة ضاغطة على مشاعرنا، لأننا نتحدث بها عن قائد استثنائي ومفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة".

وأضاف ان ياسر عرفات الفدائي والقائد الذي حمل البندقية في الجبال والكهوف، وهو يبني اللبنات الأولى للثورة الفلسطينية، وقائد المسيرة الكبرى، حرص أن تكون هذه الثورة ملكا لشعبنا الفلسطيني من خلال القرار الوطني المستقل.

وخاطب العالول المشاركين، أنتم أبناء ياسر عرفات الذي احتضن أبناء وأهالي الأسرى والشهداء، وقال: "الوفاء للشهيد ياسر عرفات يكون بالسير على نهجه، والحفاظ على الثوابت التي استشهد من اجلها".

ويحيي أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجدهم ذكرى رحيل القائد "أبو عمار" بفعاليات وطنية مختلفة تتمثل بوقفات ومسيرات ومهرجانات، يشارك فيها قادة فصائل العمل الوطني ورفاق درب الشهيد.


*اخبار عربي دولي 
كندا: الجمعية العربية الفلسطينية تنظم لقاء ضمن إحياء الذكرى الـ 17 لاستشهاد أبو عمار

 نظمت الجمعية العربية الفلسطينية في مدينة ميسيساغا الكندية، لقاء بمشاركة العشرات من النشطاء الفلسطينيين، ضمن إحياء الذكرى الـ17 لاستشهاد الرئيس ياسر عرفات.

وتحدث سفير دولة فلسطين السابق لدى كندا نبيل معروف، عن تجربته بالعمل مع الشهيد الرئيس عرفات منذ بداية السبعينات، ومشاركته إلى جانبه في كافة المعارك التي خاضها، مؤكدًا أن اسم عرفات خالد في سجل تاريخ كافة الشعوب، وهو من أسماء الزعماء القلائل الخالدة في العالم.

من جهتها، رحبت القائمة بأعمال السفارة منى أبو عمارة بالحضور موجهة التحية للأسرى الفلسطينيين الأبطال المضربين عن الطعام.

وطالبت الجالية بتقديم كل أشكال الدعم والتضامن الممكن معهم، لإظهار قضيتهم التي هي جزء من الرواية الفلسطينية.

وتحدث كل من رئيس الجمعية رشاد صالح، وأمين سر إقليم حركة "فتح" نبيل نصار، عن تجربة الجالية بالانتخابات الكندية، والتقدم المتواصل في انخراطهم في الأحزاب الكندية، والمشاركة الفاعلة بالانتخابات وتشكيل تحالف يضم العديد من الجمعيات الفلسطينية في كندا لزيادة التنسيق فيما بينها.

من جانبه، تحدث الدكتور المحاضر في جامعة البرازيل والناشط في أميركا اللاتينية وخاصة في منظمة كوباك ميسرة عن لقاءاته والجالية مع الرئيس الشهيد عرفات، والنصائح التي كان يقدمها لهم، ومنها ضرورة الانخراط في المجتمعات المحلية، وتعزيز العلاقات والثقة بما يخدم القضية الفلسطينية، منوها الى أن الراحل عرفات كان وفيًا لأصدقائه .

*إسرائليات

الاحتلال يصيب مواطنة ويفتش عددا من المنازل في التوانة جنوب الخليل

أصيبت مواطنة، اليوم الجمعة، إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليها في قرية التوانة شرق يطا، جنوب الخليل.

وأفاد منسق لجان الحماية والصمود بمسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور، بأن قوات الاحتلال داهمت القرية وفتشت عددا من المنازل، عرف منها منزل رئيس المجلس محمد ربعي، وعاثت فيها خرابا، واعتدت على المواطنة سهام العدرة بالضرب والدفع، ما أدى لإصابتها في قدمها.


*أخبار فلسطين في لبنان
رفعُ صورةٍ عملاقة للرئيس الشهيد ياسر عرفات على مبنى سفارة دولة فلسطين في بيروت

بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لاستشهاد الرئيس الرمز ياسر عرفات، رُفِعَت صورة عملاقة للقائد المؤسّس أبو عمّار على مبنى سفارة دولة فلسطين في بيروت، بمشاركة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية الأخ أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في الساحة اللبنانية فتحي أبو العردات، وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح" آمنة جبريل، وكادر وطاقم السفارة، يوم الخميس ١١-١١-٢٠٢١.

*آراء
ياسر عرفات| بقلم: عمر حلمي الغول

لله والتاريخ والمكان حكمة عظيمة في اختيار الأبطال التراجيديين، مراحل حياتهم على بساطتها غالباً ما تكون مبرمجة متناغمة مع تبلّور الذات فيهم، كأنها مجبولة من طينة خاصة ومختلفة عن بني البشر، وإن وجدت الصدفة في حياتهم، فإن وجودها يكون لترسيخ حضورهم، ورفع مكانتهم، وصقل مواهبهم القيادية، وانبعاثهم من رحم آلام شعوبهم ومعاناتها. وغالبًا لا يمكن للإنسان العادي الفصل بين الرموز العظيمة وبين قضاياهم، ومصير شعوبهم، لأن التمازج والتداخل والانصهار بين نسيجهم الذاتي وأوطانهم يفوق الوصف، ولا يعود هناك مجال للتباين مهما كان صغيرًا بينهم. 

الشهيد الرمز ياسر عرفات أحد الأبطال التراجيديين، هو أبو المفارقات والتناقضات والإبداعات، وصانع التاريخ وعابر محطاته بصلابة واقتدار، وفارض نفسه على الدنيا بكل تلاوينها ومشاربها وصنوف قياداتها ومركباتهم. مغامر وواقعي في آن، مقاتل وصانع سلام، عنيد وجبار وإنسان، وديع إلى أبعد الحدود، فقير وبخيل بحق نفسه وكريم مع غيره، براغماتي ومتشدد في آن، يقبل القسمة على كل المتناقضات، وناظم حياته الأساس شعار ومبدأ الميكافيلية "الغاية تبرر الوسيلة"، لا يخشى الغوص بيديه وقدميه في كل الدروب، يبحث عن بصيص أمل، وضوء في آخر النفق، معلم ومبدع في فن التكتيك السياسي، والأقدر على تدوير الزوايا، كان مراوغًا متفوقًا، تراجع وتقدم، بيد أنه لم يحد لحظة عن هدفه، هدف الشعب بكل ألوان طيفه السياسي. 

أبو عمار كان يرى في نفسه كل زعماء الأرض عبر التاريخ فهو يفترض أنه تلميذ أبو الأنبياء إبراهيم، وموسى عليه السلام، وعيسى المسيح عليه السلام وآخر الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، وهو كل الخلفاء الراشدين، وأبطال الفتح الإسلامي، وهو جمال عبد الناصر ونلسون مانديلا وكاسترو وغاندي ونهرو وهوشي منه وجياب وماو تسي تونغ وبن بلا وبومدين والحبيب بورقيبة وعبد الكريم الخطابي وعمر المختار... الخ. 

لو دقق الإنسان في شخصية الختيار لوجد فيها كل الأبطال التاريخيين، ومع ذلك كان نسيج ذاته، مجبولاً من طين وفولاذ، من لحم ودم، من مدارس الفكر المختلفة، لا بل يرى في نفسه جامعًا لها، ومتسيدًا على رأسها، وفوقها، وصاهرها في بوتقة الكفاح الوطني التحرري، وفي بناء وتطور فكرة حركة "فتح".

ومع ذلك لا يقبل القسمة على بطل بعينه، ولا على مدرسة فكرية بذاتها، كأنه كان يحمل في ذاته مصنعا لصهر كل المتناقضات ليتربع على عرشها دون استثناء. 

عرفات البطل التراجيدي تمكن من أن يؤصل لحضوره ومكانته العالمية كأحد أسماء القضية الفلسطينية. لا بل أن كثيرًا من بني البشر لم يعرفوا فلسطين وقضيتها، ولكنهم سمعوا وعرفوا أبو عمار وكوفيته، التي كرسها رمزًا من رموز الهوية الوطنية في الثورة المعاصرة، وأعاد لها بريقها ومكانتها، التي استحوذتها في ثورة 1936 / 1939. 

لأنه كل ما تقدم، كان رجلاً إشكاليًا، غامضًا وصعب المراس، لم يكن سهلاً سبر أغواره، كما لم يكن مستحيلاً، كان كل تلك الفرادة، كان المنطق ونقيضه، كان ماسكًا لجام الليل والنهار، يخشى أن تفوته لحظة زمن أو حدث مهما كان بسيطًا. كان كتلة من النشاط والحيوية والفطنة، لماح بسرعة البرق، لا يقبل أن يفوته شيء. أعجز القادة الإسرائيليين، وأفقدهم توازنهم حتى تواطؤوا على شخصه مع حلفائهم في إدارة بوش الابن، واغتالوه بالسم بعد أن حاصروه حتى الاختناق في مقر الرئاسة برام الله.

لكنه انتصر عليهم بإرادته الفولاذية، وهزمهم في الكرامة 1968 ولبنان 1982 ورام الله 2002 وغزة 1996 و2000، نعم اغتالوه منذ سبعة عشر عامًا، لكنهم لم يهزموه، ولم يهزموا فكرته ومشروعه التحرري الوطني، لأنه أصل للحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير، ورغم كل النواقص والثغرات والمركبات الطبيعية واللاطبيعية في مكونات الحالة الفلسطينية إلا أن الطريق التي عبدها ياسر عرفات مازالت، هي الطريق المفتوحة، التي سار ويسير على دربها كل أبطال الحرية والسلام. رحمة الله على أبو عمار، الذي مازال حيًا وخالدًا فينا وبيننا.
المصدر: الحياة الجديدة