الكاتب: وسام الشويكي 

يجسد معرض التراث المختص بالخزف "السراميك"، المقام في البلدة القديمة بالخليل، الارتباط بالمنتجات الحرفية القديمة التي تعكس تراث شعبنا وهويته، والحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية التي تواجه محاولات سرقة الاحتلال لها وطمس معالمها.

ويحاول من خلال إقامته في متحف الخليل القديمة، تعزيز الارتباط كذلك بالبلدة القديمة وإحيائها، والحفاظ عليها من أطماع الاحتلال، إلى جانب تعزيز تواجد الأهالي والمواطنين في المدينة، الأمر الذي يعد تجسيدًا للتراث العريق.

وتقيم لجنة إعمار الخليل وجمعية سيدات الخليل الخيرية بالتعاون مع نقابة السياحة في الخليل، معرضاً للخزف والسراميك، بمشاركة مصنع "التميمي للخزف والسراميك"، "والفاخوري للخزف وسيراميك" ومسودي للخزف الشرقي.

ويعد السراميك شكلاً من أشكال الفنون التشكيلية؛ حيث يرجع تاريخه - بحسب لجنة الإعمار - إلى أقدم العصور مثل العصر الاسلامي،  وعرف قديما باسم "كيراموس" إلى أن توالت السنوات ليعرف باسم السراميك، وترجع هذه الكلمة الى مسمى اغريقي مأخوذ من كلمة كيراميكوس التي عرفت بمعنى صانع الفخار ويعد السراميك من أهم ما انتجته الحضارة الإسلامية من فنون الفخار.

وأشار مدير عام لجنة الإعمار عماد حمدان، إلى أن هذا المعرض يأتي في سياق دعم الموروث الثقافي الفلسطيني،  ويحمل في طياته رسالة تعبر عن مدى ارتباط المجتمع الفلسطيني بمنتجاته الحرفية، مشددًا على أن الحفاظ على التراث ركن أساسي من ثقافتنا، والحفاظ على الهوية الفلسطينية التي يحاول الاحتلال جاهدا لطمسها.

وهذا المعرض، الذي يستمر مدة أسبوعين، سيقام شهرياً متضمناً منتجات متخصصة بالأعمال والحرف اليدوية، والمنتجات التي تشتهر بها فلسطين عامة ومدينة الخليل على وجه الخصوص، ويعكس حرص لجنة الإعمار للحفاظ على الهوية الوطنية لمدينة الخليل التي تحمل تاريخًا طويلاً وتراثًا فلسطينيًا أصيلاً وحرفًا تقليدية ذات جودة عالية متميزة واصالة يزيد عن عمرها على 6000 عام، حيث تم ادراج الخليل كمدينة حرفية عام 2016 لاشتهارها بصناعات الخزف والفخار والزجاج ودباغة الجلود والتطريز.

وأوضح حمدان أن هذا المعرض، الممول من الحكومة الألمانية والبنك الألماني للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يأتي ضمن سلسلة من الفعاليات والأنشطة لمشروع "الاستثمار من أجل تعزيز القدرة على الصمود".

وأكدت مسؤولة متحف الخليل القديمة فاطمة وزوز، على ضرورة الاهتمام بالمواهب الحقيقية التي يمتلكها المشاركون، وتسليط الضوء عليها، منها موهبة محمد رشاد الجعبري التي تمتاز باعادة تدوير السراميك التالف لتشكيل تحف فنية تشبه القطع الفنية المصنوعة من الفسيفساء بحيث لا يتجاوز حجمها عقدة الاصبع، والتي تزين جرار الفخار والمزهريات وتشكيل لوحات وجداريات كتب في منتصفها بذات القطع كلمات من القرآن الكريم.