بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الأربعاء 16- 10- 2024

*فلسطينيات
مجلس الوزراء يُوجه بتجنيد المزيد من الضغط الدولي لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية وإدخال المساعدات

أكد مجلس الوزراء في جلسته الأسبوعية، التي عُقدت يوم الثلاثاء في رام الله، توجيهات سيادة الرئيس لمختلف جهات الاختصاص وعلى رأسها السلك الدبلوماسي لتجنيد مزيد من الضغط الدولي لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، خاصة حرب التجويع ضد أهلنا في شمال القطاع، إلى جانب استمرار جرائم الاحتلال ومستعمريه في الضفة الغربية بما فيها القدس.
وأطلعت وزيرة التنمية الاجتماعية أعضاء المجلس على الاتصالات وتنسيق الجهود مع المؤسسات الأممية والإغاثية للضغط من أجل استئناف إدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، واستعرضت الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع بشكل عام وشماله بشكل خاص، وتدخلات الوزارة الإغاثية الميدانية.
وعرض وزير التربية والتعليم جهود الوزارة في تطوير منظومة التعليم الإلكتروني ومواءمتها لطلبة قطاع غزة، والتي التحق بها حوالي 220 ألف طالب وطالبة من القطاع، إلى جانب العمل على تنظيم المزيد من الأنشطة التدريسية الميدانية، ودعم المبادرات التعليمية في تجمعات النازحين.
كما أطلع وزير الزراعة أعضاء المجلس على تفاصيل الحملة التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والأهلية كافة لمساندة المزارعين في قطف ثمار الزيتون، خصوصًا في المناطق المهددة بالاستعمار، بالإضافة إلى توفير معدات واحتياجات لقطف الزيتون، في ظل تصاعد اعتداءات المستعمرين بحماية جيش الاحتلال ضد المزارعين وحقول الزيتون.
وفي سياق متصل، استمع المجلس لعرض قدمه رئيس سلطة الأراضي تضمن آخر تطورات العمل في تنظيم قطاع الأراضي ومنها: الربط مع السفارة الفلسطينية في الأردن لتنظيم عمل الوكالات، والربط مع القضاء الشرعي ومجلس القضاء الأعلى، وتطوير الأرشيف الوطني للأراضي لحماية أملاك المواطنين، وافتتاح مكتب لسلطة الأراضي في عصيرة الشمالية لتسهيل خدمة المواطنين في محافظة نابلس، إلى جانب مواصلة العمل على توسيع دائرة الخدمات في مختلف المحافظات.
كما ناقش المجلس عدة اقتراحات للاستفادة من أراضي الدولة خصوصًا في مناطق "ج" التي تبلغ حوالي 83% من مجموع تلك الأراضي، وتسهيل إجراءات انتفاع المواطنين بها، في سبيل حمايتها من المصادرة والاستعمار. إلى جانب ذلك، وجه المجلس بضرورة حصر أملاك الدولة والاستفادة المثلى منها، وتطوير عملية الأتمتة، إلى جانب استكمال العمل على إعداد التعديلات القانونية اللازمة لمزيد من حوكمة قطاع أملاك الدولة.
كما بحث مجلس الوزراء أوضاع بلدية جنين، وشكل لجنة وزارية لاستمرار التشاور مع مختلف الأطراف ذات العلاقة في المدينة، بما يضمن الحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز صمود المواطنين عبر استمرار تقديم الخدمات في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
وصادق مجلس الوزراء على تعيين أطباء جدد في تخصصات التخدير والإنعاش في مستشفيات وزارة الصحة، لتحسين جودة الخدمات المقدمة لأبناء شعبنا.
كما أقر المجلس بدء العمل بالتوقيت الشتوي في فلسطين، بتأخير عقارب الساعة 60 دقيقة إلى الوراء، اعتبارًا من الساعة الثانية من صباح يوم السبت الموافق 26/10/2024، حتى فجر يوم السبت 12/04/2025.
كما اتخذ المجلس عددًا من القرارات الإدارية والإجرائية التي ستُنشر لاحقًا على الموقع الإلكتروني لمجلس الوزراء.

*مواقف "م.ت.ف"
فتوح يشارك في مؤتمر "مستقبل فلسطين" بتركيا

شارك رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، يوم الثلاثاء، في مؤتمر "مستقبل فلسطين" الذي نظمته لجنة العلاقات الخارجية ولجنة حقوق الإنسان في حزب العدالة والتنمية، بالعاصمة التركية أنقرة.
وحضر المؤتمر عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والحقوقية، يتقدمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد في كلمته، التزام تركيا الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال الرئيس أردوغان: إن "الشعب الفلسطيني يعاني من الظلم الإسرائيلي منذ عقود وسياسة الاحتلال والتدمير والقتل التي تنتهجها إسرائيل مستمرة دون انقطاع منذ 76 عامًا".
وأضاف: "تابعنا معًا والحرج يعترينا مدى العجز الكبير لمجلس الأمن والمنظمات الدولية أمام الغطرسة الإسرائيلية"، مشددًا على ضرورة بذل المجتمع الدولي والعالم الإسلامي جهودًا أكبر لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة قبل حلول الشتاء.
وأكد الرئيس أردوغان أهمية زيادة الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" خلال هذه المرحلة.
وأوضح أن "الموت في غزة ولبنان لا يقتصر على الأطفال والنساء والمسنين والمدنيين فقط بل يشمل ضمير الإنسانية والإرث المشترك الممتد لآلاف السنين".
وشدد على أن تركيا ستواصل النضال بلا كلل حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي كلمته أمام الحضور، أشاد فتوح بدور الرئيس أردوغان والشعب التركي في مؤازرة القضية الفلسطينية والدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، كما شكر حزب العدالة والتنمية لتنظيم هذا المؤتمر، في ظل الأوضاع الصعبة التي تعيشها فلسطين.
وتطرق إلى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيرا إلى أنه أسفر عن استشهاد أكثر من 48 ألف مواطن فلسطيني، وإصابة نحو 100 ألف آخرين، بالإضافة إلى آلاف المفقودين.
وقال: إن هذا العدوان يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني وخلق نكبة جديدة، مستعرضًا تصريحات قادة الاحتلال الذين يسعون إلى توسيع الاستيطان وتصفية القضية الفلسطينية.
وأكد فتوح أن ما يحدث في فلسطين يمثل خطرا ليس فقط على الفلسطينيين، بل على الإنسانية جمعاء، داعيًا إلى العمل على وقف العدوان فورًا.
وشدد على أهمية الوحدة الوطنية الفلسطينية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، داعيًا إلى محاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام العدالة الدولية.
كما حضر المؤتمر، الذي أقيم في مقر حزب العدالة والتنمية، سفير دولة فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى.

*عربي دولي
مخرج أميركي ياباني يدعو الفنانين لتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين

دعا المخرج السينمائي الأميركي الياباني نيو سورا، الفنانين العالميين، إلى القيام بمسؤولياتهم وفضح الانتهاكات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية، ورفع مستوى الوعي بين جماهيرهم لما يحدث هناك.
واعتبر المخرج نيو سورا، خلال مشاركته في مهرجان البندقية السينمائي الدولي 2024، الذي عقد أوائل أيلول/سبتمبر الماضي، أن "صناعة السينما العالمية لم تسلط الضوء بشكل كافٍ على الإبادة في غزة".
واتهم بعض وسائل الإعلام بـ"شرعنة" الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وقال: "نعلم مدى تواطؤهم في إضفاء الشرعية على الإبادة الجماعية إذا كان ذلك يناسب مصالحهم، وفي الوقت نفسه يحرفون الواقع لصالح المصالح السياسية".
وظهر سورا، خلال المهرجان، مرتديًا الكوفية الفلسطينية وحاملاً العلم الفلسطيني مع عبارة "فلسطين حرة"؛ ليحظى بتصفيق حار من الجمهور.
وقال: المهرجان كان فرصة مهمة له لدعم القضية الفلسطينية، ورغم ذلك شعر بخيبة أمل لأن منظميه حاولوا إظهار نوع من التكافؤ الزائف من خلال عرض فيلم إسرائيلي وآخر فلسطيني في القسم نفسه. وهذا التصرف غير عادل؛ إسرائيل تمارس احتلالاً وتنفذ تطهيرًا عرقيًا ضد الفلسطينيين.
وأضاف: أن إسرائيل تمارس تطهيرًا عرقيًا في فلسطين منذ 76 عامًا، وأن هذا التطهير هو السبيل الوحيد لاستمرار مشروعها الاستعماري.
وأشار سورا إلى أن استمرار الإبادة الجماعية لأكثر من عام، وامتداد فظائع إسرائيل إلى دول أخرى مثل لبنان، يدل على أننا كفنانين لا نفعل ما يكفي.
وهذه ليست المرة الأولى التي يعبّر فيها سورا عن دعمه لفلسطين، إذ يحرص على استخدام حساباته على مواقع التواصل لإظهار دعمه للشعب الفلسطيني الذي يشهد مجازر من الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تمتلئ حساباته على منصتي إكس وإنستغرام بمقاطع فيديو ومعلومات من قطاع غزة.

*إسرائيليات
"الكنيست" يناقش ترحيل عائلات منفذي العمليات الفدائية من فلسطينيي القرى والمدن المحتلة عام ثمانية وأربعين

قال موقع "واللاه نيوز" العبري: إن "لجنة الكنيست اجتمعت يوم الثلاثاء، لمناقشة القراءة الثانية والثالثة لمشروع قانون ترحيل عائلات منفذي العمليات الفدائية من فلسطينيي القرى والمدن المحتلة عام ثمانية وأربعين.
وأضاف: "بموجب مشروع القانون، سيتم ترحيل أقارب منفذ العملية الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية من البلاد بقرار من وزير الداخلية، دون قيد أو شرط تقريبًا، أي دون أن يثبتوا في المحكمة علاقتهم بالهجوم ومعرفة نية المنفذ أو تشجيعه". 
ووفق الموقع، شارك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير في نقاش اللجنة.  

*آراء
قراءة مغايرة لأزمات إسرائيل/ بقلم: عمر حلمي الغول

في مراجعة لقراءتي لأزمات دولة المشروع الصهيوني النازية المتعددة الأبعاد، طرحت على ذاتي بعض الأسئلة المتعلقة بظاهرة الدولة الإسرائيلية اللقيطة، منها: هل تنطبق على الدولة العبرية معايير محاكاة الدول والمجتمعات الطبيعية، أم هناك فرادة تتميز بها؟ هل التناقضات الداخلية التي عاشتها، وتعيشها في مراحل تطورها تستقيم مع تناقضات مجتمعات الدول والشعوب الأصلانية بنظمها السياسية المتعاقبة، أم هناك افتراقات واختلافات كبيرة؟ ما هو القاسم المشترك، إن وجد، وما هي نقاط الاختلاف؟ وهل أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحزبية والثقافية والدينية، ذات الأزمات التي تشهدها الدول والمجتمعات البشرية الأخرى؟ وما هي الأزمات الأساسية المؤثرة على مستقبل الدولة المارقة والخارجة على القانون؟ وهل أزماتها منفصلة عن أزمات أسيادها في الغرب الرأسمالي، أم أنها شديدة الارتباط به؟ وهل يجوز من حيث المبدأ قراءة تناقضاتها والصراعات البينية داخل المجتمع الإسرائيلي بعيدًا عن القاعدة المركزية لمركباتها الأثنية ودورها الوظيفي؟ وهل تناقضاتها التناحرية مع الشعب العربي الفلسطيني خصوصًا والمشروع القومي العربي عمومًا، هي ذات التناقضات والصراعات بين الدول في الأقاليم والقارات على مساحة الكرة الأرضية؟ وهل هناك شبه مع أشكال الاستعمار الكولونيالي المختلفة، أم تختلف عنها؟ وأين المشترك والمختلف عنها؟
مما لا شك فيه، أن الحركة الصهيونية بدعم واسناد أسيادها في الغرب الرأسمالي تمكنت من إقامة دولتها على جزء من الأرض الفلسطينية، وأنشأت مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية، وسعت لصهر مكوناتها الأثنية والدينية والثقافية في بوتقة المجتمع غير الطبيعي، والطارئ المرتزق، وحاولت عبرنة المجتمع وفقًا للهدف الذي قامت لتحقيقه.
وشهدت الساحة الإسرائيلية تناقضات وصراعات بين مكوناتها الاجتماعية والاثنية والسياسية والحزبية والدينية. بيد أن تناقضات دولة الاستعمار الاجلائي الاحلالي الصهيوني مغايرة للتناقضات في الدول والمجتمعات الطبيعية، ولا يوجد تشابه كبير فيما بينها، ولا يوجد صراع طبقي بالمعنى الحقيقي، لأن الدولة الأداة الوظيفية بكل مركباتها تمكنت من التحكم إلى حدٍّ بعيد في مجمل التناقضات بين الاشكناز والسفارديم، بين العلمانيين والمتدينين، وبين التيارات والطوائف والمذاهب الدينية المختلفة، وبين الفسيفساء الحزبية ذات الخلفية الصهيونية الواحدة والناظمة لدولة المشروع من خلال الخدمات والفوائد والأرباح، التي قدمتها، وتقدمها للجميع اليهودي الصهيوني من خلال النهب المستدام والمتواصل للأرض والمصالح الفلسطينية، وضبطت إيقاع تلك التناقضات. رغم أنها حتى اللحظة المعاشة لم تتمكن من صهر وعبرنة الجميع الصهيوني بمشاربهم وتلاوينهم المتعددة وفق الطموح والهدف الصهيوني.
ومن التجربة العيانية لسيرورة وصيرورة التطور الإسرائيلي، لاحظنا أن كم التناقضات على امتداد الساحة الإسرائيلية وعقود وجودها لم ترق إلى التناقضات، التي تعيشها المجتمعات الطبيعية. لأن القاسم المشترك للكل اليهودي الصهيوني يقوم على أكثر من ركيزة، وحدة الهدف الاستعماري الاجلائي الاحلالي في نفي الشعب الفلسطيني وسرديته وحقوقه السياسية والقانونية، وتأدية الدور الوظيفي ضد الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والمشروع القومي العربي، ونهب خيرات وثروات العرب، وتعطيل وإعاقة أية تنمية مستدامة في الوطن العربي خدمة لأسيادها في الغرب الامبريالي بقيادة الولايات المتحدة، ولعبها دور الخندق الأمامي في الإقليم الشرق أوسطي الكبير ضد دول الإقليم عمومًا، وليس في العالم العربي فقط.
لأن الغرب الامبريالي والنيو إمبريالي بزعامة أميركا قدم ويقدم لأداته الوظيفية أشكال الدعم السياسي والديبلوماسي والاقتصادي والمالي والعسكري الأمني والإعلامي بشكل كامل بهدف كبح التناقضات الناشئة في المجتمع الإسرائيلي، والحؤول دون تعمقها وانفلاتها من ضوابط المشروع الوظيفي، ولديمومة دورها في خدمة مصالح الاسياد في واشنطن وعواصم الغرب، وبالتالي فإن أزماتها وتناقضاتها محكومة بتناقضات الغرب، ولصيقة الصلة به، ولخشية الغرب من تفكك دولة المشروع الصهيوني، وعودة المسألة اليهودية إلى سابق عهدها قبل الحرب العالمية الثانية في دول الغرب الرأسمالي. وبالتالي هل سينتفي التناقض ويزول، أم أنه موجود، ولكن مغاير عن التناقضات الطبيعية في الدول المختلفة؟ من المؤكد أن التناقضات والصراعات بين التيارات الدينية والعلمانية، والصراع على كعكة دولة المشروع الصهيوني، هي التي ستفلت ذات يوم من يد الغرب، ولن تتمكن من كبحها، وهذه التناقضات هي التي ستؤدي لتفكك الدولة الصهيونية، لأن بذور فناءها ولدت في رحم المشروع الصهيوني.
ولعل تجربة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني طيلة 373 يومًا كشفت للمراقب بشكل جلي، أن مجمل الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والعسكرية الأمنية تم ضبطها، وإبقاءها ضمن الحدود المسموح بها، ولم تؤثر حتى اللحظة على مستقبل الدولة اللقيطة. لأن الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وإيطاليا قدموا لإسرائيل ما تحتاجه من الدعم، وقدموا لها الحماية على المستوى الدولي في المنابر الأممية، لا بل استباحت واشنطن المنظومة الأممية بما في ذلك محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ومجلس الأمن وحتى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تجاوزت بكم القرارات المؤيدة والداعمة للقضية والشعب الفلسطيني بقيت دون رصيد.
كما أن الهجرة العكسية من إسرائيل لم تؤثر على مواصلة حربها، لأن الغرب أمدها بالأسلحة المتطورة وأسلحة الدمار الشامل، وجاؤوا بقواتهم ومرتزقتهم من الدول المختلفة لسد العجز في النقص الافتراضي في قوات الجيش الإسرائيلي. أضف إلى أن الدولة العبرية المعتادة على الحروب الخاطفة من خلال الدعم الغربي المتعدد الأوجه، استطاعت مواصلة الحرب الطويلة، وعلى أكثر من جبهة، وتمكن الغرب من إيقاف الدولة النازية على أقدامها كما قال الرئيس جو بايدن، لولا تدخلنا المباشر، لما تمكنت إسرائيل من الوقوف على أقدامها، بالإضافة لموقفه الذي أعلنه أكثر من مرة، لو أن دولة إسرائيل غير موجودة لأوجدتها.
ومن المؤكد، أن الدولة الإسرائيلية المعادية للسلام والتعايش، والمصممة على الإبادة الجماعية وحرب الأرض المحروقة على الشعب الفلسطيني للعام الثاني على التوالي، لا تشبه أشكال الاستعمار المختلفة، فهي ليست استعمارًا تقليديًا، ولا تشبه الاستعمار في جنوب إفريقيا أو ناميبيا ولا الاستعمار الفرنسي في الجزائر، إنما هي استعمار فريد من نوعه. لأنها تريد الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والنفي الكامل للشعب الفلسطيني من أرض الوطن الفلسطيني الأم، كونها ترفض القسمة على السلام مهما كان نوعه. ونتيجة الدعم الكامل من الغرب تواصل خيار الحرب والإرهاب، ليس على الفلسطينيين واللبنانيين فحسب، بل على الوطن العربي ودول الإقليم لتغيير مركبات الشرق الأوسط الكبير، بحيث تتسيد على دول الإقليم بشكل كامل، واستباقًا للتحولات الجيو سياسية العالمية خدمة للمصالح الغربية عمومًا والأميركية خصوصًا.